قامشلو/ دعاء يوسف –
مهرجان أدب وفن المرأة، كان مقصد النساء الأديبات، والفنانات لستة أعوام ماضية، ليبرزن فيه مواهبهن، وألوانهن التراثية، وها هو اليوم يعود في عامه السابع على التوالي ليظهر مواهب المرأة.
لتمتين روابط التلاحم بين النساء في شمال وشرق سوريا، وحسب ثقافتها، ولإيلاء الاهتمام بالجهود، التي تبذلها المرأة المُثقفة والأديبة المُبدعة، ودعماً لمواهبها وتشجيعها على الإبداع والتألق، يأتي مهرجان فن وأدب المرأة السابع؛ ليكون البوابة لكل ما تطمح إليه المرأة الخلاقة.
وبغية إبراز لون، وصوت، وثقافة المرأة المتألقة، المفعمة بروح النضال والمقاومة، ومدى التلاحم بين كافة الشعوب، وإظهار مدى إبداعها وإتقانها الفن والثقافة بكل أنواعها، وتحفيزها على التطور بشكل أكبر من خلال تبادل الخبرات، والإنتاجات الفنية المتنوعة، وإعطاء الصورة المُتكاملة المتفردة للمرأة المُثقفة والأديبة والفنانة، قامت هيئة الثقافة والفن بتنظيم مهرجان أدب وفن المرأة السابع تحت شعار “المرأة زهرة ربيع الثقافة”، بمشاركة العديد من الفرق الموسيقية، والمسرحية، وعدد من الشاعرات والفنانات، والمثقفات، حيث جسدن المعنى الحقيقي للمرأة وفنها على مدار يومين بمركز محمد شيخو للثقافة والفن.
ثقافة المرأة المجتمعية
أن المرأة في تمثيلها للفن وللثقافة، وفي ارتباطها الوثيق بالتراث وعراقته، تعطي بذلك القيمة المثلى للثقافة، وتكون الحافظ الأهم للتراث وللثقافة المجتمعية من الاندثار، وتحفظها من السياسة السلطوية والرأسمالية التي تطبق عليها. وهذا المهرجان القائم والذي احتضن الكثير من الفعاليات بيوميه الأول، والثاني، والتي تشارك فيه عدّة فرق فنية، والتي أقامت فيه رقصات فلكلورية، منها فرقة يرثوثا السريانية، وفرقة الشهيدة لورين، وفرقة روناهي بارو، بالإضافة لفقرة غنائية، حيث كان للشعر دور كبير في المهرجان، فقد ألقيت فيه عدة قصائد من قبل العديد من الشاعرات باللغات الثلاث، السريانية والعربية والكردية، فأبرزت كل منهن ثقافتها مميزة بلونها الخاص، ما أضفى لجو المهرجان طابعا وسحرا مميزا من الجمال والألفة، وعلاوة على ذلك فقد عرض فلمان في أروقة المهرجان، “كانت حياتي كلها حرب، وفيلم البيت”، بالإضافة لعروض مسرحية، وعرض عدة أعمال يدوية وفلكلورية تراثية، عبرت عن ثقافة المنطقة، وكان الزي التراثي للشعوب كافة عنوان رونق جمالي تزينت فبه المشاركات ، كما وزين المهرجان العديد من اللوحات الفنية التي برزت دور المرأة الفنانة في عرضها للفلكلور الموروث.
إبداع المرأة في المهرجان
ورغم الظروف الصعبة، التي تمر بها البلاد، وخاصة في ظل هجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، إلا أن المرأة بمقاومتها، وإرادتها الحرة استطاعت الوقوف في وجه جميع الظروف والعواقب، التي واجهتها واستطاعت التمسك بثقافتها، وفنها لتشارك في المهرجانات، والأمسيات الشعرية، والفنية وتقديم المعارض والأعمال اليدوية، فأبدعت وقدمت لوحة فنية مميزة، برهنت فيها أن المرأة هي شرايين الحياة.
وعلى خلفية وهامش المهرجان كان لصحيفتنا لقاء مع بعض المشاركات في المهرجان، فحدثتنا مآب محمد صالح، ذات العشرين عاماً عن مشاركتها في المهرجان: “أشارك اليوم للمرة الأولى في مهرجان أدب، وفن المرأة، ووجدت الكثير من المشاركات من كافة المناطق، كون المهرجان أعطى فرصاً قيمة للنساء كافة، ليتمكنّ من المشاركة، سواء كان في الأدب، أو الرسم، أو الأشغال اليدوية، وحتى يثبتن أيضاً أن المرأة باستطاعتها أن تكون ناجحة في المجالات كافة، وليس في منزلها فقط، فهي تستطيع أن تقود نفسها، من خلال طريقة التعبير عن موهبتها، واليوم سمح لي هذا المهرجان بعرض أعمالي، التي تصف المرأة بجماليتها”.
وأضافت مآب: “شاركت في المهرجان بأعمالي الصبارية، لأنني أرى أن الصبار يعبر عن شخصية المرأة، ومقاومتها وشجاعتها، فهي تتكيف مع أصعب ظروف الحياة، متحديةً الصعاب التي تواجهها، ورغم قوتها وصلابتها فداخلها حلو مزهر، فالصبارة زهرة، ولكن لا يكمن لأحد قطفها، كما وزينت أصيص الورد، الذي صنعته لأزرع فيه الصبار بألوان زاهية، ومنها اللون الوردي لأنه يدل على لون وروح المرأة”.
مهرجان المرأة… يحفظ تراثها من الضياع
وفي السياق ذاته، كان لنا لقاء مع المشاركة ريم حسن من فرقة “دارسي” في مقاطعة الحسكة، وتحدثت عن عرضها المسرحي الذي قدمته في المهرجان: “رغم الصعوبات التي تواجهها المرأة، والظروف القاسية التي قد تعترض طريقها، عليها السير نحو الأمام فالمرأة الناجحة في حياتها هي الواعية والمدركة، ومهرجان المرأة يساعد المرأة على ابراز ذاتها إضافةً إلى توعيتها، فقدمت عرضاً، يتحدث عن اختلاف الأجيال وزواج القاصرات”.
كما وأشارت سولين أوسي من قامشلو إلى الفرق الكبير بين مهرجان السنة، والعام الماضي: “هذه مشاركتي الثانية في المهرجان، وأرى الإقبال قد زاد، ويوجد فيه مشاركات كثيرة من كافة المناطق، ومن أعمار مختلفة، وكل واحدة تعرض تراثها وثقافتها، بأعمال يدوية بطريقة فنية، وتشكيلية، وأدبية، راسمة معالم المهرجان، الذي يحفظ تراثها”.
وعن مشاركتها في المعرض؛ قالت: “لقد قدمت لوحتين الأولى تتكلم عن المرأة، ومقارنتها بالماضي، واللوحة الثانية لمحمد سعيد آغا الذي استشهد حرقاً في سينما عامودا، وهو ينقذ أرواح الأطفال”.
تكريم الفائزات
واختتمت فعاليات مهرجان أدب وفن المرأة، بتقديم الجوائز للمشاركات في المهرجان، فقدم دروع تقديرية ومبلغ مالي لـخمس عشرة فائزة في المهرجان بالقسمين الأدبي والفني.
وكانت الفائزات للقسم الكردي:
القصة: المرتبة الثالثة ميديا بركات، المرتبة الثانية، كوثر هجو، المرتبة الأولى، فجينا كورد.
الفائزة بالشعر: أناهيتا سينو.
أما الفائزات للقسم العربي:
القصة:
المرتبة الثالثة، أمينة الشواخ من منبج، وآزا حسن من قامشلو، المرتبة الثانية، من عفرين سلما حمو شرو، المرتبة الأولى حجبت.
الشعر:
المرتبة الثالثة نجوى الخلف وسماء العيسى، المرتبة الأولى والثانية، حجبتا.
المقالة: فاطمة أحمد من حلب
الفن التشكيلي:
الفائز بالمرتبة الثالثة ميديا عفراني، المرتبة الثانية ذكاء سلامه، المرتبة الأولى هيفين علي، وكرمت مصممة الأزياء نورهان عبد الله، ومصممة الديكور جهان عبد الغفور.
وكان لنا لقاء مع الفائزة بالمرتبة الأولى للفن التشكيلي، هيفين علي، التي تحدثت عن الأعمال التي شاركت فيها، والتي كانت عبارة عن لوحتين عبرت فيهما عن المرأة الكردية القوية، وأشارت هيفين إلى أنها تشارك في مهرجان أدب وفن المرأة دائماً: “هذا خامس مهرجان أشارك فيه، وكلما شاهدت لوحات رفاقي، أزداد خبرة وحباً لمجالي، ويزيد اصراري للسير للأمام”.
