مهجّرو عفرين: بالحصار والهجمات لن يستطيعوا النيل من إرادتنا ومقاومتنا

الشهباء/ فريدة عمر ـ

أكد مهجرو عفرين، القاطنين في مخيمي العودة والشهباء، بأن الحصار الحكومي وهجمات الاحتلال التركي المستمرة على المقاطعة، لا يمكنها كسر مقاومتهم وإصرارهم التي تغلبت على جميع التحديات ومخططات الإبادة.

يعاني مهجرو عفرين في المخيمات ومنطقة الشهباء، حيث هُجّروا قسراً من مدينتهم، إبان احتلالها من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، في 18 آذار من عام 2018، ويقطنون منذ نحو ست سنوات، في مخيمات التهجير القسري في مقاطعة الشهباء، من ظروف معيشية صعبة، نتيجة الحصار الحكومي المستمر على المقاطعة، وهجمات الاحتلال التركي التي لم تتوقف يوماً، ومن بينهم مهجري عفرين القاطنين في مخيمي العودة والشهباء، الذين لا يبعدون سوى بضع كيلو مترات عن مدينة عفرين على أمل العودة إليها، حيث يقاومون جميع المخططات التي تستهدف كسر إرادتهم وتهجيرهم من جديد.

حصار حكومة دمشق يزيد معاناتنا

وبهذا الصدد، تحدثت المهجرة من عفرين المحتلة التي تقطن مخيم العودة، شيرين محمد، لصحيفتنا فقالت: إن “حصار حكومة دمشق على المقاطعة يزيد من معاناتهم، يوماً بعد يوم”.

وتابعت: “منذ احتلال مدينتنا عفرين، ونحن نعيش في ظل ظروف صعبة، إلى جانب معاناة البعد عن الوطن والأرض، فالحصار الحكومي المستمر على المقاطعة منذ لحظة تهجيرنا يزيد من معاناتنا كثيراً، وما يزيد من شدة الحصار الهجمات التركية التي لا تتوقف”.

واختتمت المهجرة شيرين محمد، حديثها بالقول: “نتيجة الحصار المشدد من قبل قوات حكومة دمشق، نعاني من تأمين سبل العيش والمواد الضرورية للحياة اليومية، ومنها عدم توفر مادة الغاز والمحروقات، وحليب الأطفال، والعديد من المواد الأساسية التي تؤثر بشكلٍ سلبي على حياة الآلاف من المهجرين، وحتى أهالي الشهباء”.

الاحتلال التركي يرتكب جرائم يوميّة

من جانب آخر، قال المهجر من عفرين القاطن في مخيم العودة، جمعة أحمد، إن “الاحتلال التركي يستمر بهجماته ويستهدف المهجرين قسراً بالدرجة الأولى، وهدفه تهجريهم من تلك المناطق لأماكن أخرى، لإبعادهم عن أرضهم وبيوتهم”.

 وأشار أحمد: “الاحتلال التركي ومرتزقته، في مقاطعة عفرين، يرتكبون الانتهاكات والجرائم وبشكلٍ يومي بحق الأهالي المتبقين هناك، وبحق طبيعتها وآثارها وتاريخها، والمجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان يلتزمون الصمت”.

 واختتم المهجر، جمعة أحمد، حديثه بقوله: “بعد أن شردنا وهجرنا الاحتلال التركي من مناطقنا، يستمر بهجماته اليومية على مناطق الشهباء، ويستهدف المناطق القريبة من المخيمات، لزرع الخوف والرعب بين المهجرين، وعلى الرغم من ذلك نحن صامدون حتى نعود إلى أرضنا وبيوتنا التي سُلِبت منا”.

المجتمع الدولي شريك فيما يحدث

فيما حمّلت المهجرة التي تقطن مخيم الشهباء، ليلى محمد، صمت المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عما يحدث، فقالت: “إن كل ما يحدث في عموم مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وفي مقاطعة الشهباء على وجه الخصوص، من حصار وهجمات مستمرة، أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، دليل دامغ على مشاركة المجتمع الدولي والمؤسسات التي تدّعي دفاعها عن حقوق الإنسان في هذا الحصار”.

وفي ختام حديثها أكدت المهجرة ليلى محمد، أن “هناك مخطط لإبادة شعوب المنطقة وبخاصةٍ مهجري عفرين، ولا بد من إيقاف هذا المخطط والتصدي له، وبكل السبل والوسائل الممكنة”.

لن يستطيعوا كسر إرادتنا الحرة

وفي السياق ذاته، أكد المهجر الذي يقطن مخيم الشهباء، جمال يوسف، بأنهم مصممون على استمرار مقاومتهم في وجه جميع المخططات التي تستهدف النيل من عزيمتهم وإرادتهم.

وأوضح: “نحن مصرّون على البقاء بالقرب من عفرين، واختيارنا لهذا المكان لم يأتِ من عبث، وبقاءنا في مخيمات التهجير ليس محض صدفة، وكل شيء كان مدروساً”.

وأنهى المهجر جمال يوسف، حديثه فقال: “قرارنا هو البقاء هناك، ولن نتراجع عنه حتى تحرير أرضنا، ومقاومتنا مستمرة، وبهذه الأساليب وسياسات التجويع والحرب الخاصة، لن يستطيعوا النيل من إرادتنا وكسر مقاومتنا وإصرارنا على تحرير مدينتنا والعودة بكرامة إليها”.