الشهباء / فريدة عمر –
شجب مهجَّرو عفرين وأهالي الشهباء، صمت المجتمع الدولي وحكومة دمشق حيال عمليات التغيير الديمغرافي وتجزئة الأراضي السوريَّة، مؤكدين، أنَّهم أصحاب الأرض، والمقاومة هي السبيل لتحرير الأرض والعودة إليه.
ونشرت منظمة حقوق الإنسان عفرين ـ سوريا، قبل عدة أيام، على موقعها الرسمي، إقدام جيش الاحتلال التركي على إنشاء جدار إسمنتي بطول خمسة كيلو مترات، وارتفاع ثلاثة أمتار، يمتد من قرية كيمار المحتلة جنوب مدينة عفرين وصولاً لقرية براد، وبيّنت المنظمة، أنَّ الاحتلال انتهى من بناء مسافة كيلوين من الجدار، مؤكدةً، أن عملية الإنشاء لا تزال مستمرة.
وأوضحت المنظمة، أنَّ الاحتلال التركي يعمل على تزويد الجدار الإسمنتي بأسلاك شائكة مجهَّزة بأبراج مزودة بكاميرات تصوير حرارية، وكاميرات للأشعة تحت الحمراء، وأجهزة الرؤية الليلية والرادارات وأجهزة مكافحة الإشارات اللاسلكية، إضافة إلى أنظمة الأسلحة النارية وأسلحة ليزر مخصصة، بهدف اقتطاع أجزاء من الأراضي السورية وضمها إلى أراضيه.
خطوة لقطع المزيد من الأراضي السورية
وفي السياق ذاته، تحدث لصحيفتنا مهجَّرو عفرين وأهالي الشهباء، وبداية تحدث من أهالي الشهباء المواطن محمد حميدي، حول بناء الجدار الإسمنتي العازل: “يضاف بناء الجدار العازل لسلسلة الانتهاكات والجرائم، التي يرتكبها الاحتلال التركي، بهدف قطع المزيد من الأراضي السوريَة”.
وأشار حميدي: “تاريخ الدولة التركية حافل بالإبادة والاحتلال والمجازر، التي ترتكب بحق شعوب المنطقة، وعفرين وسري كانيه خير مثال، وقبلها إدلب، وجرابلس، وإعزاز والباب، ولواء إسكندرون، وهي لم تتوقف تركيا يوماً عن استهداف المنطقة، وتعمل جاهدة لاحتلال واقتطاع المزيد من الأراضي السوريَّة، وضمها إلى أراضيها، كما فعلت سابقاً مع لواء إسكندرون”.
وطالب حميدي جميع الشعوب السوريَّة وحكومة دمشق الانتباه حيال ما يحدث في عفرين والمناطق المحتلة الأخرى: “بعدما احتلت تركيا ومرتزقتها عفرين، وسري كانية وكري سبي وغيرها من المدن السورية، تسعى إلى احتلال أراضٍ سورية جديدة، لذلك على الشعب السوري، ألا يقف مكتوف الأيدي حيال الانتهاكات التركية المستمرة”.
واختتم محمد حميدي حديثه: “على حكومة دمشق الخروج عن صمتها، وإبداء موقف حازم تجاه ما يحصل، لأن هذه المناطق المحتلة جميعها مناطق سوريَّة، ويقطنها سوريون، لذا على حكومة دمشق العمل على إخراج تركيا مما تحتله من الأراضي السورية”.
الصمت المريب يزيد من الانتهاكات
فيما انتقدت المهجرة من عفرين المحتلة، شيراز علي، صمت المجتمع الدولي حيال انتهاكات المحتل التركي في عفرين: “يرتكب المحتل التركي ومرتزقته أفظع الجرائم بحق شعوب المنطقة، ويعمل على التتريك وتغيير ديمغرافية المنطقة، وتشويه معالمها، ناهيك عن المجازر اليومية التي ترتكب، وحالات الخطف والقتل والاغتصاب والاعتداء، كل ذلك انتهاكات تندرج تحت بند جرائم حرب ترتكبها المرتزقة بأوامر من المحتل التركي واستخباراتها”.
وفي نهاية حديثها أكدت، شيراز، “ورغم كل ذلك، فإنَّ المجتمع الدولي يقف موقف المتفرج، حيال كل ما يجري، وهذا الصمت فتح المجال أمام ارتكاب دولة الاحتلال التركي الكثير من الجرائم والانتهاكات، وعلى المجتمع الدولي الخروج عن هذا الصمت، ومطالبة تركيا بالوقوف عما ترتكبه بحق المدنيين العزل في عفرين والمناطق المحتلة الأخرى”.
نحن أصحاب الأرض وسنعود إليها
ومن جانبه أكَّد المهجر من عفرين، شيخو إبراهيم، بأنَّهم أصحاب الأرض، ولن يسمحوا بتجزئتها وعزلها: “المحتل التركي ببنائه الجدار العازل يحاول الفصل بيننا وبين مدينتنا المحتلة، لكنه نسي بأننا أصحاب الحق، وأننا أصحاب هذه الأرض، وليعلم أننا باقون وسنقاوم حتى تحرير مدينتنا، وسنضحي بالغالي والنفيس من أجل تحرير أرضنا من المحتل التركي ومرتزقته”.
وأنهى شيخو إبراهيم، حديثه: “إنه من العار على حكومة دمشق أن تقف موقف المتفرج وتركيا تحتل أجزاء كبيرة من أراضيها، وعلى السوريين جميعا الدفاع عن أرضهم وإخراج دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها منها، عفرين لنا وستبقى لنا”.
