مهجرو كري سبي: “سياسات المحتل التركي تهدف لترسيخ الاحتلال، واقتطاع المزيد من الأراضي السورية”

عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ تواصل الدولة التركية المحتلة تكريس سياساتها الاحتلالية في المناطق، التي تحتلها من الأراضي السورية، من خلال الانتهاكات المستمرة، والضغط على من تبقى من أهالي المناطق المحتلة، والاستمرار ببناء الوحدات الاستيطانية بالتعاون مع منظمات دولية، وخليجية، ذات طابع متطرف بعنوان “إعادة اللاجئين السوريين” فيما دعا مهجرون لمناهضتها، ووضع حد لها.

ويرى مهجرون سوريون، أن المحتل التركي يهدف من هذه السياسات ترسيخ نفوذه في المناطق المحتلة، والعمل على اقتطاع المزيد من الأراضي نهائياً، تمهيداً لضمها للأراضي السورية، المحتلة في فترات متعاقبة من تاريخ تركيا الاستعماري (كلواء إسكندرون ـ آمد ـ الرها ….الخ ).

وعملت دولة الاحتلال التركي منذ احتلالها مناطق شمال وشرق سوريا على ترسيخ سياسة التغيير الديمغرافي والتتريك، وابتزاز الأهالي من خلال مخططها الخبيث، لتدريس اللغة التركية في المدارس، واتباع منهاج دراسي معد مسبقاً من قبلها لغسل عقول الجيل الناشئ، ليسهل عليها السيطرة على المنطقة على المدى الطويل، كما قامت بالتضييق على من تبقى من أهالي المنطقة الأصليين من خلال مصادرة ممتلكاتهم، ونهب المحاصيل الزراعية، وفرض الإتاوات الباهظة، أو شراء محاصيلهم بأثمان بخسة، ونقلها الى الداخل التركي بغية تهجيرهم أيضاً.

سياسة المحتل تناهض حتمية العودة

فيما يرفض مهجرو مقاطعة كري سبي/ تل أبيض المحتلة، الذين هجرتهم تركيا قسراً من ديارهم بعد احتلالها لمقاطعتهم في التاسع من تشرين الأول عام 2019، سياسة التغيير الديمغرافي والتتريك، ويرونها خلقاً للفتنة بين السوريين، وإطالة لأمد أزمتهم في ظل صمت المجتمع الدولي على هذه السياسة، وبهذا الصدد أجرت صحيفتنا لقاءات مع مهجري مخيم كري سبي، حيث قال المهجر عناد الظاهر: “المحتل التركي يمضي بسياسة التغيير الديمغرافي على الأرضي السورية، في ظل تجاهل المجتمع الدولي، الذي يشاهد بأم العين ما نعانيه من تهجير، وتركنا بيوتنا المحتلة، التي احتلها الجيش التركي، وسيطر على كامل ممتلكاتنا من أراضٍ، وبيوت هدم قسماً منها جزئياً أو كلياً في حين سرق المحاصيل الزراعية، التي كانت تجود علينا بالغلال الوفيرة”.

وأردف: “سياسة المحتل أصبحت معروفة، ومكشوفة النتائج، حيث أصبح معروفاً، أن المحتل التركي يعمل على  تدمير بنية المجتمع السوري بهدف تمرير مخططاته، لذلك هنالك مسؤوليات كبيرة تقع على عاتق المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية، التي تتشدق بمراعاتها للقواعد الأساسية، التي بُني عليها القانون الدولي، ومبادئ الأمم المتحدة، التي تشكلت بعد حروب طاحنة شنتها الدول، وتسببت بمقتل الملايين من البشر؛ نتيجة التعنت الدولي، والفكر المتسلط، الذي تبنته الدول المسببة لتلك الحروب كالحرب العالمية الأولى، والثانية”.

ودعا المهجر “الظاهر” في نهاية حديثه اللاجئين السوريين لعدم الانجرار وراء مخططات المحتل، والتحلي بالوعي ومعرفة غاية المحتل التركي من وراء سياسة التغيير الديموغرافي والتوطين، التي تنتهجها تركيا، مناشدهم برفض هذه السياسة؛ كونها تعمق الخلافات، وتخلق الفتن بين أبناء الشعب السوري الواحد.

تركيا تخلق حروباً وأزماتٍ

من جهته أوضح المهجر “محمد الخلف”، أن سياسة الدولة التركية الحالية، هي سياسة معادية لشعوب المنطقة كافة، التي تقف في وجه محاولات الصهر والإبادة، وتطبيق المخططات الاحتلالية بالقوة العسكرية، وتمرير أفعالها الخبيثة أيضاً على الأرض السورية كالتتريك والتغيير الديمغرافي… وغيرها من السياسات المتبعة، ورسم خارطة جديدة للمنطقة بعد ما عانته شعوب المنطقة من تبعات سياسة المحتلين القدامى من خلال اتفاقياتهم ووعودهم.

واستغرب “الخلف” من استمرار الصمت الدولي حيال هذ السياسات والمخططات، لأنها تقوض الحلول السلمية لأزمات والحروب، التي تعصف بشعوب المنطقة في هذه الفترة، فتخلق حروباً جديدة، وصداماً أخر بين الشعوب والأمم، لذلك يجب إيقافها عند حدها، وإلزام الدول المتعنتة كالدولة التركية المحتلة بالقوانين الدولية ومراعاتها، وتطبيق أقصى الإجراءات بحقها.

وتمنى المهجر الخلف في نهاية حديثه، أن تعيش الشعوب وأمم العالم كافة بأمان وسلام، وأخذ الدروس من الحروب، التي تختلقها الأنظمة المتسلطة والفاشية حول العالم، ووجوب وضع حد لها، والسعي بالمقاومة والنضال الحتمي لضمان عودة المهجرين السوريين كافة الى مناطقهم الأصلية، بعد دحر الاحتلال، وترسيخ العيش المشترك والسلمي على الأرض السورية.