مهجرة من سري كانيه: منزلي بات ركاماً وأنا أتوق العودة إليه

جل آغا/ أمل محمد –

بعد أن هُجّرت قسراً هي وعائلتها من سري كانيه منذ ما يقرب من أربعة أعوام، وهي تواجه ظروفاً معيشية صعبة، فرضتها الحرب، عملت المواطنة أمينة مصطفى في مشتل لبيع الأشجار، والنباتات؛ لتعيل عائلتها الصغيرة.

في يوم نُقش في ذاكرة أهالي سري كانيه وبتاريخ 9/10/2019 وجدت عائلة أمينة نفسها مضطرة لمغادرة سري كانيه، بعد أن شن مرتزقة الاحتلال التركي هجمات على المدينة؛ ما أُجبر الأهالي على النزوح عنوة بعد محاولاتهم الكثيرة للبقاء في السابق والتشبث بأرضهم، أمينة أم لستة أبناء كافحت لإعالة عائلتها بعد وفاة زوجها منذ أحد عشر عاماً، لم ترحم الحياة هذه المرأة وأطفالها الصغار، ودفعت بها إلى ترك منزلها بعد أن تأزمت الأوضاع في المنطقة، وكثرت جرائم المحتل التركي في سري كانيه، ولم يتبقَ لها سوى الفرار بعائلتها لتحميهم من وطأة الحرب.

التشبث بالأرض

نزحت أمينة مصطفى ذات الأربعين عاماً مع عدد من أفراد عائلتها لمنطقة كركي لكي في شمال وشرق سوريا، وعملت في مشتل “عفرين” لكسب قوت يومها، التقت صحيفتنا “روناهي” أمينة واستقبلتنا في منزلها، وهو عبارة عن كرفانات صغيرة، ولكنه يحمل دفء عائلتها، التي تحتمي فيها، وعن رحلة التهجير، التي لا تُفارق مخيلتها قالت أمينة: “شهدنا قبل التهجير أوضاعاً صعبة، وفضلنا البقاء في أرضنا ومنازلنا، ولكن في ذاك التوقيت المشؤوم كان أمامنا خيار واحد، وهو ترك منازلنا؛ لأن الأوضاع باتت خطرة جداً”.

حلم العودة

عائلة أمينة في سري كانيه معروفة بروحها النضالية، وقدمت خمسة عشر شهيداً في عمليات الدفاع عن المدينة، ولذا كان الأمر في غاية الصعوبة أن تبقى العائلة هناك: “كوننا من عائلة وطنية وجودنا كان مهدداً، نعم تهجرنا، ولكننا ما زلنا في روج آفا، وبين أهلنا وشعبنا، بيتي اليوم عبارة عن ركام، وأنقاض ومع ذلك أريد العودة بشدة إليه، وأحلم دائماً بذاك اليوم الذي أعود فيه مع عائلتي منتصرين ومدينتنا محررة، مهما كانت النتائج، ومهما بلغ الدمار سنعود، ونعمر مدينتنا مجدداً”.

حينما سكنت عائلة أمينة قرية باب الحديد لم تكن على دراية أبداً بالزراعة، ولكن لمواجهة الواقع اكتسبت أمينة الخبرة اللازمة، وتعمل في زراعة الأشجار، والنباتات بغية بيعها: “أقضي يومي جله بين الأشجار أسقيها، وأتفقدها، وأبنائي يساعدونني في ذلك، المشتل كبير، وفيه عدد كثير من الأشجار، ومع ذلك أواصل العمل، فهذا مصدر رزق للعائلة”.

وفي نهاية حديثها أكدت أمينة مصطفى، أن الأرض والعائلة، تستحقان أن يناضل ويكافح الإنسان للبقاء على قيد الحياة لأجلهما، مهما بلغت قساوة الظروف، ومهما كلف ذلك من تضحية.