مهجرة تكد لإعالة أسرتها.. وجل أمانيها أن ينتهي الاحتلال

قامشلو/ ليلاف أحمد ـ

انقلبت الموازين عقب التهجير من سري كانيه وتذوق ومرارته، ولكن ذلك لم يكسرها جعل منها شابة مقاومة؛ تكد دون كلل لتعيل أسرتها.

لم تستسلم للحياة بعد تهجيرها من مدينتها، وما زاد من همتها المحافظة على بصمتها الخاصة لأن تكون معيلة أسرتها، وتأمين مستلزماتهم، وهي كشابة طموحة تسعى جاهدةً للوصول إلى حياة كريمة ملؤها دعم ومساندة أهلها الذين يمرون بأوقات عصيبة بعد تهجيرهم.

الشابة “آسيا عبد الكريم” تبلغ من العمر 17 سنة من مهجري سري كانيه، تحدثت عن تأثر الحرب الذي شنته تركيا ومرتزقتها مما تسمى بالجيش الوطني السوري على مناطقهم، وقالت: “هجرنا من مدينتنا بسبب الاحتلال التركي، فقبل ذلك كنت وعائلتي نعيش على أرضنا في أمان تام، وكنا نعمل بزراعة أرضنا ومزارعنا، إلى الوقت الذي أعلن المحتل الحرب لنضطر إلى النزوح من مدينتنا والابتعاد عن بيوتنا”.

أشارت آسيا في حديثها إلى سوء أحوالهم المعيشية بعد التهجير، وأردفت: “لقد تغيرت حياتنا منذ أن هجرنا من أرضنا، وقد رافق ذلك تدهور حالة أبي الصحية، وليس لدينا ما يعيل أسرتي كوني أنا الكبيرة بينهم عمراً من سبع أخوات وأخوين، وجدي المسن يعيش معنا وهو مريض”.

العمل بعزم وإصرار

على الرغم من ذلك تواصل آسيا مع شقيقتها العمل بعزم وإصرار لتؤمنا قوتهما اليومي بنفسيهما من خلال العمل في مطعم منذ عدة أشهر في مدينة قامشلو، حيث تعملان بجهد وقوة، فتبدآن العمل من الساعة السادسة صباحاً حتى الرابعة مساءً مقابل الحصول على أجر زهيد.

وقالت: “لا يوجد إنسان لا يتعب في العمل، ونحن نسعى لنعتمد على ذواتنا ولكن نقبض ثلاثة آلاف ليرة سورية في اليوم الواحد، وهذا المبلغ لا يكفينا”.

“أتمنى أن ينتهي الاحتلال”

مشيرةً إلى سعادتها في توفير فرص عمل خاصة بالمرأة والعمل ضمن روح تشاركية وتعاونية، الذي يزيد من دوافع المساعدة والعطاء في التغلّب على فكرة التمييز بين الرجل والمرأة من خلال تمسك المرأة بحقها في العمل.

وأكدت الشابة آسيا عبد الكريم في الختام بأنه من خلال عملها أصبحت قادرة على الاعتماد على نفسها وتأمين قوتها اليومي، مشددةً على أن جل أمانيها العودة لأحضان مدينتها وبالتحديد لبيتها وختمت: “أتمنى أن يزول الاحتلال من منطقتنا ونعود لبيتنا وإلى أرضنا ومزارعنا”.