من مشغل صغير لمركز تدريب للشابات..

جل آغا/ غزال العمر –

عشر فتيات أنظارهن مشدودة نحو معلمتهن وبيد كلّ واحدة منهن قلم ودفتر ومقص ومتر وقطعة قماش صغيرة تضعها بجانبها، فهذه أدوات عملهن التي يستلزمها العمل في مهنة الخياطة.

متدربات يطمحن للتعلم

تتحدث رشا الأحمد من أهالي ريف بلدة جل آغا الغربي (15 عاماً) لصحيفتنا “روناهي” عن طموحها بالحصول على عمل بعد انتهاء فترة التدريب: “تركت المدرسة لأنّي لا أحبّها، أما الخياطة فمتمسكة بها”، وهي تلتزم بالحضور وتحاول فهم كلّ شيء بدقة، فالخياطة مهنة تحتاج لدقة ومقاسات وأرقام.

وتابعت رشا معبّرة عن حبّها لمهنة الخياطة دون غيرها: “كنت أخيط الثياب لألعابي وتعلقت بالخيط والإبرة”، أصبحتا من مستلزمات لعبها وأغراضها التي لا يمكن الاستغناء عنها، وتتابع: “أنصح كلّ شابة تجد في نفسها القدرة بتعلم الخياطة”.

وفيما إذا كانت المدة الزمنية للدورة كافية زادت رشا: “شهران لا يكفيا لتعلم كلّ شيء، لكننا نتعلم بسرعة ما نأخذه”، الخياطة بحر والقماش سيكون أمانة بأيديهن عندما يتعلمن: “من غير المعقول ألا نكون دقيقات بعملنا، فأبسط قطعة قماش بهذه الأيام ثمنها 10000 ليرة سورية”.

مدربة ذات خبرة

خرّجت لمعة العويد من سكان ناحية جل آغا (36 عاماً) والتي تعمل بمهنة الخياطة منذ عقد من الزمن الدورة الرابعة في هذا المشغل لما تتميز به من خبرة وكفاءة، اختيرت من قبل الإداريين على هذا الأساس بعد إجراء اختبار ومعاينة لعملها قبل البدء بعملها.

وأوضحت لمعة العويد بأنّها تبدأ مع الفتيات بالتعلم من نقطة البداية، ونوهت: “أبدأ بالأساسيات وكيفية مسك المقص والتعامل مع القماش، وانتهاءً بالتفصيل والتصميم والجلوس وراء الماكينة، فقص القماش يحتاج لجرأة وجسارة، لذا أرسم لهن بالطباشير كي يكسرن حاجز الخوف”.

يطالبن بدعم.. وتوفير فرص عمل

كما أشارت لمشكلة كبيرة يضيع من خلالها تعبها وطالباتها مطالبةً الجهات المعنية إيجاد حل لها: “الخياطة ممارسة واستمرار، وبمجرد فراغ الفتيات من تعلم الخياطة، ونتيجة الانقطاع وعدم المتابعة، ولأن القسم الأكثر منهن لا يملكن ماكينة؛ فإنهن ينسين كلّ ما تعلمنه خلال فترة التدريب”.

وتابعت كلامها: “نحتاج دعماً من الجهات المعنية والمنظمات لإيجاد فرص عمل وقروض لدعم المشاريع الصغيرة، واستثمار هذه الطاقات والاستفادة منها يقع على عاتق الجهات المعنية، فالظروف صعبة والجميع بحاجة لعمل”.

دورات متنوعة

وفي السياق ذاته بيَّنت الإدارية في مشغل الخياطة صفاء العبد الله من أهالي ناحية  جل آغا (25 عاماً): “تمتلك كافة النساء مواهب تتفرد وتتميز بها؛ لكنّها تحتاج للقليل من الدعم المعنوي والمادي ليشرعن في عملهن الخاص”.

“ومن هنا كان مشغل المرأة الشابة في ناحية جل آغا التابع لوقف المرأة في كركي لكي اليد المساندة للنساء لينخرطن في المجال العملي”.

وأردفت: “لا تعتبر دورة الخياطة الدورة الوحيدة التي يقدمها وقف المرأة في ناحية كركي لكي لدعم المرأة الشابة في جل آغا، بل هناك دورة للتمريض أيضاً”.

هذا وقد خرّج المشغل منذ افتتاحه قبيل سنة كاملة أربع دورات، سواءً للخياطة أو حتّى للتمريض؛ شهدتا إقبالاً كبيراً من نساء جل آغا، وحيال عملهن أكدت الإدارية في المشغل بأن: “هذا إن دل على شيء فإنّما يدل على رغبة نساء المنطقة بتعلم المهن”.

لافتةً إلى أنهن يقدمن كلّ التسهيلات والمستلزمات الضرورية لإنجاح مثل هذه المشاريع، وأضافت: “نقدم من خلال الدورة المستلزمات اللازمة بالإضافة لمشرفة ممن تمتلك الكفاءة لتستفيد منها المتدربات ومن تجربتها، وبعد الانتهاء من الدورة نقدم شهادة معترف بها للمتدربات تمنحها حق العمل في أيّ مؤسسة كانت”.

وأكدت الإدارية في مشغل الخياطة صفاء العبد الله في ختام حديثها بأنّ مشاريع المشغل لن تتوقف على دورات الخياطة والتمريض فقط، بل سيزيد من نشاطه ليشمل افتتاح دورات لتعليم الإلكترونيات واللغات”.