سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

من طرائف الشعر والشعراء

“إدريس جماع”_

يقال عن الشاعر السوداني المعروف إدريس محمد جماع “1922-1980”: إنه فقد عقه في أيامه الأخيرة، وبعد مصارعته لمرض عضال لازمه لسنوات، ﻭدخل مستشفى في السودان، وتلقى بعض العلاج في الخارج.
ﻭفي المطار رأى الشاعر إدريس اﻣﺮأﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ برفقة زوجها؛ ﻓﺄﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ، والزوج يحاول أن ﻳﻤﻨﻌﻪ بلباقة، ﻓﺄﻧﺸﺪ ﻳﻘﻮﻝ:
“أعَلى ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺗﻐﺎﺭُ ﻣِﻨّﺎ
ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﺫْا ﻧﻈﺮﻧﺎ
ﻫﻲَ ﻧﻈﺮﺓٌ ﺗُﻨﺴِﻲ ﺍﻟﻮَﻗﺎﺭَ
ﻭﺗُﺴﻌِﺪ ﺍﻟﺮّﻭﺡَ ﺍﻟﻤُﻌنَّى
ﺩﻧﻴﺎﻱ ﺃﻧتِ ﻭﻓﺮﺣﺘﻲ
ﻭﻣُنَى ﺍﻟﻔﺆﺍﺩِ ﺇﺫﺍ ﺗَﻤنَّى
ﺃﻧتِ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀُ ﺑَﺪَﺕ ﻟﻨﺎ
ﻭاﺳﺘﻌﺼﻤﺖ ﺑﺎﻟﺒُﻌﺪِ ﻋنَّا”
وعندما سمعها اﻷديب /عباس محمود العقاد/ رحمه الله، ﺳﺄﻝ ﻋﻦ قائلها؛ فقالوا له: إنه الشاعر السوداني (ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺟﻤَّﺎﻉ) وهو الآن ﻓي مستشفى للأمراض العقلية… فقاﻝ العقاد: ﻫذا ﻣﻜﺎﻧﻪ، ﻷﻥ ﻫﺬﺍ الكلام ﻻ يستطيعه ذوو الفكر!
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺒﻮﺍ بإدريس جمّاع ﺇلى ﻟﻨﺪﻥ ﻟﻠﻌﻼﺝ، أُﻋﺠﺐ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﻣﻤﺮﺿﺘﻪ، ﻭﺃﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ، ﻓﺄﺧﺒﺮﺕ ﻣﺪﻳﺮ المستشفى ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﺄﻣﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﺒﺲ ﻧﻈﺎﺭﺓ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻓﻔﻌﻠﺖ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀﺗﻪ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺟﻤﺎَّﻉ ﻭﺃﻧﺸﺪ:
“وﺍﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ الغمدِ
ﻻ ﺗُﺨشَى مضاربُه
ﻭﺳﻴﻒُ ﻋﻴﻨﻴﻚِ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻦ ﺑﺘّﺎﺭ”ُ 
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗـُﺮﺟﻢ البيت ﻟلممرضة ﺑﻜﺖ، ﻭﺻُﻨﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﺑﻠﻎ ﺑﻴﺖ ﺷﻌﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ! والشاعر إدريس جمَّاع هو صاحب الأبيات الشهيرة من ديوانه لحظات باقية، التي يقول فيها:
“إن حظي كدٓقيقٍ
فوقٓ شوكٍ نثروه
ثم قالوا لِحُفاةٍ
يومَ ريحٍ اجمعوه
عَظِم الأمرُ عليهم
ثم قالوا اتركوه
أن من أشقاهُ ربي
كيف أنتم تُسعدوه”.
وكالات