من انتهاكات تركية إلى حصار من قِبل النظام السوري

تحقيق/ شيار كرزيلي –

روناهي/ الشهباء – لم تتوقف اعتداءات جيش الاحتلال التركي وممارسته العدوانية الهادفة إلى إبادة الشعب الكردي رغم قيامه بتهجير الأهالي قسراً من عفرين عبر ارتكاب المجازر وحملات الإبادة الجماعية والتغير الديمغرافي، كما يسعى الآن جاهداً القيام بحملة تهجير جديدة لإخراج المهجرين من الشهباء.

الأوضاع في الشهباء وشيراوا

تعاني مقاطعة الشهباء وناحية شيراوا من القصف المتعمد من قبل المدفعية التركية الهمجية، حيث يتم قصف المناطق المأهولة بالسكان بقصد القتل والتهجير، فقذائف جيش الاحتلال التركي معظمها تأتي إلى الأحياء السكنية والمناطق المكتظة بالسكان وجراء القصف يتعرض المدنيين للقتل والجروح.

وبسبب هذه الأعمال؛ تسعى مجالس المناطق التي تتعرض للقصف بالأخص شيراوا وتل رفعت بأخذ الاحتياطات اللازمة في حال تعرضهم للقصف، كما قام كل من مجلسي تل رفعت وشيراوا بتفعيل لجنة تقوم بتوثيق الانتهاكات التي تنسق مع لجنة الأرشفة لتسهيل عملية التوثيق.

وبهذا الصدد؛ أطلعنا الرئيس المشترك لمجلس ناحية تل رفعت محمد حنان على عمل هذه اللجنة قائلاً: “الغاية من تفعيل هذه اللجنة هي توثيق الانتهاكات التي تحدث في المناطق المأهولة بالسكان، فتقوم اللجنة بتسجيل حجم الأضرار الحاصلة التي تخلفها قذائف جيش الاحتلال التركي، كما تسعى لإيصال هذه الانتهاكات المصورة والموثقة للمنظمات؛ عبر إقامة العلاقات والتواصل مع المنظمات الحقوقية كي يقوموا بواجبهم”.

انتهاكات وثِّقت

أما الانتهاكات التي وثّقها المجلسان المذكوران آنفاً؛ فهي كالتالي: في ناحية شيراوا؛ الانتهاكات منذ تاريخ 23/7/ ولغاية 31/8/2019، هي كالتالي: “قرية كلوتي 31 قذيفة، برج القاص 25 قذيفة. قرية مزم 20 قذيفة، قرية سوغانكي وفي يوم واحد 125 قذيفة، قرية زرنعيت ومياسة أربع قذائف، قرية بيني سبع قذائف، كما تم قصف قررية سوغانكي بتاريخ 28/7/2019، في محيط قرية سوغانكي وأقيبة. وبتاريخ 30/8/2019، تم سقوط عشرة قذائف في قرية باشمرة.

جراء القصف على قرية سوغانكة بتاريخ 28/7/2019، تم جرح أربعة أشخاص من عائلة واحدة وهم: “رمزي بركات وزوجته كيبار وأولادهم سوزدار وميرفان”. كما خلف القصف الكثير من الدمار، حيث تم الإضرار بعدد من المنازل منها: “منزل حسين معمو ووليد معمو ومنزل وليد كولين، ومنزل مجيد زكريا محمد، ومنزل زكريا مجيد، ومنزل نضال بركات، ومنزل محمود محمد ومنزل علي معمو، ومنزل أحمد خليل محمد، ومنزل علي أحمد”.  كما تم الإضرار بمدرسة القرية بشكلٍ كبير، حيث تم استهدافها بثلاث قذائف، وكذلك استهداف طريق القرية الذي يعتبر المنفذ الوحيد الذي يربط القرية بمقاطعة الشهباء، كما تم الإضرار بمسجد القرية الذي تم استهدافه وجراء القصف تم انهيار حائط المسجد، كما قطعت جميع أسلاك الشبكة الكهربائية؛ مما أدى إلى قطع التيار الكهربائي وبشكلٍ نهائي، كما تم الإضرار بمحلات بيع السلع (السمانة) الواقعة على الطريق المؤدي إلى الجامع.

وفي ناحية  تل رفعت تم سقوط أربع قذائف، وكانت على الشكل التالي: “ثلاثة في الكومين، 12 على طريق كفر ناصح بالقرب من نقطة المراقبة الروسية. وواحدة بالكومين الخامس عشر بجانب منزل الملقب ابو حسين من قرية جقالا العائدة لناحية جندريسة؛ مما تضرر بسببها منزله جراء القصف، كما سقطت بتاريخ 31/8/2019 أربع قذائف في محيط تل رفعت.

وبهذا الصدد حدثتنا المواطنة زلوخ معمو من سكان قرية سوغانكة قائلةً: “هذا القصف الذي يقوم به جيش الاحتلال التركي هو بمثابة حملات لإبادة الشعب الكردي، فغايته تهجيرنا واحتلال مناطقنا”.

وأكدت زلوخ قائلةً: “ما يحدث في عفرين المحتلة وناحية شيراوا ومقاطعة الشهباء هي جرائم حرب شبيهة بما حدث مع الشعب الأرمني إبان الحرب العالمية الأولى”.

“باقون على أرضنا”

وأضافت زلوخ بالقول: “نتعرض للقتل بالحديد والنار الذي يرسله إلينا جيش المحتل التركي بالطائرات والدبابات والمدافع والصواريخ، ونقول لهم نحن باقون على أرضنا ولسنا محتلين لأراضي أحد”.

وناشدت زلوخ الأمم المتحدة قائلة: “إن كانت غايتكم أن تكونوا أعواناً لهذه الجرائم فلتبقوا صامتين، وإن كان عكس ذلك فواجب على عاتقكم بالمداخلة الفورية لإيقاف هذا العدوان وهذه المجازر التي تحدث بحق شعب عفرين المقاوم”.

ومن جانب آخر تعاني مقاطعة الشهباء من الحصار الذي يفرضه حواجز الفرقة الرابعة العائدة للنظام السوري القائمة على الطريق الذي يربط مقاطعة الشهباء بحلب، حيث يقومون بمنع دخول المواد بين الحين والآخر، كما يمنعون ذهاب الأهالي من مقاطعة الشهباء لحلب، بالإضافة لفرض ضرائب جمركية على السلع التي تدخل للمقاطعة من حلب، ويعد طريق حلب المنفذ الوحيد الذي يربط المقاطعة بحلب. ومن الجانب الصحي؛ فهنالك العديد من المرضى القاطنين في المقاطعة الذين هم بحاجة للتداوي خارج المقاطعة ولكنهم يعانون من مشكلة الطريق.

وأكدت بهذا الخصوص رئيسة لجنة الصحة في مجلس ناحية تل رفعت عليا أرسلان قائلةً: “تعاني المقاطعة من مشكلة الحصار المفروض من قبل حاجز الفرقة الرابعة المقامة على طريق حلب ـ الشهباء، حيث يتم منع الذهاب وإياب الأهالي من المقاطعة إلى حلب، وهنالك العديد من الحالات المرضية التي هي بحاجة لنقلها إلى خارج المقاطعة من أجل الاستطباب، وهذا الحصار يعرض حياتهم للخطر، فهنالك العديد من الإصابات بأمراض مستعصية مثل؛ السرطانات بأنواعها والكبد والسل التي يتوجب نقلهم إلى خارج المقاطعة وبشكلٍ فوري، حيث بلغ عدد المصابين بمرض السرطان ومنها الحنجرة والثدي والرحم والدم والنخاع الشوكي والعمود الفقري 15 حالة، والكبد 14 حالة، والسل ست حالات، كما هنالك عدد كبير من المرضى الذين بحاجة لعمليات قلب مفتوح وعمليات كلية وغيرها، فما نتمناه فك هذا الحصار لأن المقيمين في المقاطعة هم سوريون يقاومون الاحتلال التركي ويقفون في الخطوط الأمامية ويتعرضون للقصف بشكلٍ دائم، فما نتمناه من المعنيين التعاون لفك هذا الحصار”.

منع دخول المحروقات للمقاطعة

كما تعاني المقاطعة بين الحين والآخر من منع دخول مادة المحروقات التي تعتمد عليها المقاطعة من أجل الحركة الآلية والمكنة. وفي هذا المضمار؛ حدثنا مدير محطة الوقود في ناحية تل رفعت جمعة هاسن كار قائلاً: “تقوم حواجز الفرقة الرابعة العائدة للنظام السوري المقامة على طريق حلب ـ الشهباء بقطع الوقود عن المقاطعة بين الحين والآخر، ويعتبر هذا أحد أساليب الضغط التي يقوم بها النظام السوري من أجل تهجير أهالي المقاطعة وفرض سياساتها عليهم، فمعظم الآليات ومولدات شبكات الطاقة الكهربائية ومضخات شبكات المياه تعتمد في عملها على مادة المحرقات وبالأخص المازوت فقطع المحروقات عن المقاطعة تعرضها للشلل والتوقف، كما إن إيقاف المحروقات عن المقاطعة سيوقف شبكة المياه عن العمل التي تعتبر مصدر الحياة، كما إننا نقترب من دخول فصل الشتاء، فيقوم الأهالي في هذا الفصل بالاعتماد على مادة المازوت من أجل التدفئة، فما نتمناه هو فك الحصار عن المقاطعة”.

وفي المحصلة إن من يعاني من هذا الحصار هو المواطن والمستفيد هو الاحتلال ومن يعين في الحصار يقف بجانب الاحتلال ويحارب المقاومة.