سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

منهج الرد وقوة الحجة والفذّة في فنّ النقائض ـ1ـ

عبد الله رحيل _

تُقام بين البشر حروبٌ وفتنٌ عديدة، يختلف فيها الأطراف حول فكرة الحصول على العيش الأتمِّ في الحياة، فيمكن أن تتمحور الفكرة الاقتصادية غايةً مُثلى من وجود الخلاف، لكنّ قديمًا، وفي العصور الغابرة يتّضح المعنى الخلافي حول تمكّن الفرد من قوّة لسانه، ورجاحة عقلة، وقوّة البرهان والاقناع، وتمرّس الردّ الأمثل لموقف طرأ في مجلسٍ، أو نادٍ اجتماعي، أو لفخر بنسب، أو لمنزلة عشيرة.
فحين قامت حرب البسوس، وهي الحرب التي قامت بين قبيلة تغلب بن وائل، وأحلافها ضد بني شيبان وأحلافها من قبيلة بكر بن وائل، وقد دامت أربعين سنة؛ لأجل ناقة عُقرت، تغنّى الشاعر والحكيم ابن عباد في رجولته وفروسيته، وفي قوة حصانه” النعامة”، متحديًّا الضدّ في فروسيته، ورجاحة عقله، وحكمته، فقال في ذلك شعراً:
“قرِّبَا مربط النعامة مني        
لَقِحَت حربُ وائلٍ عن حيالِ
قرِّبَا مربط النعامة مني          
ليس قولي يُراد لكنْ فعالي”
وقد سمع بهذا الفخر العميق الشاعر المهلهل، وحسب مؤرِّخي الشعر القدامى، أن المهلهل هو أوّل من قرض الشعر، وقاله، فردّ عليه يَنقضُ قول ابنِ عُباد، بفخر عتيد، وسمعة بين العرب عميقة، وتميّز حصانه “المُشهّر” الذي يشقُّ صفوف العدو في المعارك، فقال في ذلك:
قرِّبا مَربَطَ المُشَهَّرِ مِنّي
وَاسأَلاني وَلا تُطيلا سُؤالي
قَرِّبا مَربَطَ المُشَهَّرِ مِنّي
سَوفَ تَبدو لَنا ذَواتُ الحِجالِ
قَرِّبا مَربَطَ المُشَهَّرِ مِنّي
إِنَّ قَولي مُطابِقٌ لِفِعالي
ومن هذا التناقض اللفظي في قوة المعنى، ومحاولة التغلب على الخصم فخرًا في السيادة، أو الشجاعة، أو في نفاسة التملُّك، نتج فنٌّ ذو شجون طويلة، وذو قوّة مكينة في الأدب العربيّ، وفي الشعر عامة، حتى أصبح درّة الدارسين، وزادًا كبيرًا للعارفين، وقد أعطى الثقافة عامّة مصدرا ثرًّا لها، نقدًا ودراسة، واتجاهاتٍ سياسيةً عديدةً، وهو ما عُرف في تاريخ الأدب العربي بفن النقائض، وحين نسمع النقائض ترجع الذاكرة، والهوى إلى عصر بني أمية، الذي انتشر فيه هذا الفن النبيل في اللفظ والصورة، ودقة العبارة والذكاء الخارق في طبيعة الردّ، وفي قوته، ولكن يأسرني هنا المعنى، فأتفكّك من أغلاله، وأصبح حرًّا في تعريف هذا الفنّ، مستندا إلى اللغة والاصطلاح في معرفة هذا الجانب من الأدب عامّة، ومن الشعر خاصة.
فالنقائض تتجلّى عظمتها في اقتناص رؤية الخصم، وفراسة المُبتغى في الخصم، وتغلّب الردّ، الذي يؤول إلى دافع شعوري، فعّال غير انفعالي يبرز بقوّة عند المقابل، وبهذا المعنى تتضح لفظة النقائض في اللغة، أنها جمع للمفردة “نقيضة” والنقض إفساد ما أُبرم من عقود، أو أبنية، أو هدمها، إن شئتَ، ونقض العهود إذا تحلّلتَ منها، وفي المراد الأدبيّ هي تهاجي شاعرين أو أكثر حول صفة مُثارة، قد تكون فخرًا بالنفس، أو بالقبيلة، أو بالحكمة والمعرفة، فيردُّ الآخرون على القائل بقصيدة مبنيّة على بحرٍ، وقافية، وحرف الرَّوِيِّ نفسه في القصيدة الأولى، وفي الموضوع نفسه، وهنا تتجلّى العظمة الشعرية، والأدبية، والموسيقا، والعروض عند الشاعر المقابل، فيُقْحِمُ حذقَه لعناصر النقيضة كلِّها، حتى يأخذ مكان التفوق، إن كان بارعًّا، إذ لا بدّ في فنّ النقائض أن يتحدَّ الوزن، والقافية، والموضوع، وحرف الروي في القصيدتين، فمن ذلك ما قاله الأخطل في هجاء قبيلة جرير “كليب اليربوعية”، ومفتخرا بقبيلة “بني دارم” قبيلة الفرزدق، قدحاً في منزلة نسب جرير، وفي القصيدة نفسها مدحٌ لعبد الملك بن مروان، فنجد هنا أن الشاعر عالم بالأنساب، ومنازل القوم، ومستخدما أساليب حسن التخلُّص من كل موضوع، حتى ينتقل لآخر بإجادة لفظية أسلوبية، غاية الذكاء والتمكُّن:
“أما كليبُ بن يربوعِ فليسَ لهمْ
عِنْدَ التّفارُطِ إيرادٌ ولا صـدَرُ
مخلّفونَ، ويقضي الناسُ أمرهمُ
وهُمْ بـغَيْبٍ وفي عَمْياءَ ما شَعروا
فيرد عليه جرير:
“أرجو لتغلبَ إذْ غبّتْ أمورهمُ
ألاّ يُبارَكَ في الأمرِ الذي ائتَمَرُوا
خابَتْ بَنُو تَغْلِبٍ إذ ضَلّ فارِطُهم
حوضَ المكارمِ إنَّ المجدَ مبتدرُ
الظاعنونَ على العمياءِ إنْ ظعنوا
والسائلونَ بظهرِ الغيبِ ما الخبرُ
فحينما نعرج بتحليل بسيط لهذين القولين، نجد أنهما على حرف روي واحد، وهو الراء المضمومة، وبحر عروض نفسه، وهو بحر البسيط، ويتضح أيضا الموضوع ذاته فيهما، وهو الهجاء وعلى هذا تُبنى أساسيات فنّ النقائض.
                                                                       
مرجعية ظهور فن النقائض
وفي مرجعيتنا لظهور هذا الفنّ، الذي صبغ العصر الأموي بصبغة الإبداع، ونشوء فن مُميّز ذي قيمة فنية، ولفظية وصور إبداعية لمنهج المحاورة، والردّ، والتخلُّص، وإقحام المناقشة، والحوار الشعري، نجد أنّ التمايز اللغوي بين شعراء فحول، تتَّخذُ من منازل الشرف، وقيمة القبيلة طرقا للإبداع الشعري عند كل شاعر من شعراء النقائض، فهنا تظهر عوامل عدة في بروز هذا الفن الشعري، فأول هذه العوامل غايات سياسية، فالعصر الأموي ترعرعت فيه النظرة السياسية بعد القضاء على الحكم الراشدي، وما آل إليه من أحزاب، وفرق، وشيع، ومذاهب أخذت في العصر الأموي مأخذ النشوء والقوة، وقد ظهرت هذه الغاية في هرم الخلافة الأموية، في ترك الشعراء يتصارعون في الألفاظ والمعاني في معارك هجائية، بلا هوادة ضخمة، لكنها على الغالب تكون سلمية، وفي رأي جلّ الدارسين للأدب، أن النقائض ظهرت لإلهاء العامة عن المعترك الساسي، وتركها تغوص في حرب كلامية طاحنة، بدل نقد الواقع السياسي، فبدأ الشعراء بالتحزّب والانتماء للفئة، والعشيرة التي ينتمون إليها، وهناك غايات أخرى لظهور فن النقائض، وهي نفسية مردّها إلى الأحقاد والكراهية للبعض، والاستهزاء بهم في قصائد تُثار فيها هذه المعاني، لكن الغاية المثلى لظهور هذا الفن، هو لجوء الشعراء عامّة في العصر الأموي إلى التحلل رويدا رويدا عن المنهج التقليدي للقصيدة الجاهلية، فلم تعدّ المقدمة الطللية، ووصف الراحلة والرحلة، ذاتَ أهميّةٍ عند بعض الشعراء، ولم تعدّ القصة الشعرية مثارَ بحثٍ واهتمامٍ عند البعض الآخر؛ لذلك لجؤوا إلى فنٍّ مستحدثٍ نسبيًّا على صيغة لفظية جاهلية متينة ورزينة؛ ما أنتج هذا الشعور فنًّا جديدًا أثرى المكتبة العربية عامّة، بروائع من القصائد، التي قيلت بهذا الشأن.
ويمثل الشعراء الثلاثة، جرير، والفرزدق، والأخطل، هذا التيار الجديد، الذي أقبل عليه جمٌّ من الشعراء؛ حتى أصبحت تُدار فيهم حربٌ كلاميّةٌ طاحنة، شعواء، تُعرَض فيها معاني السخريّة في المنازل والمراتب الاجتماعية، والسبّ، والطعن في الأحساب، والأنساب، والاستهزاء في شأن الشاعر المقابل كلّه، وفي هذه المعركة، سقط شعراءُ كُثر، ومُحِي أثرُهم، فلم يبقَ في المعركة هذه، غير القوي في القول، واللفظ، وفي الرد الارتجالي، الذي يغلب فيه التحدي، والفحولية الشعرية، متمثلين ثلاثي الهجاء في العصر الأموي، بلا منازع.
فيما تروي كتب التراث الأدبي، أن الشعراء الثلاثة اجتمعوا في مجلس الخليفة عبد الملك بن مروان؛ فأحضر كيسا مملوءة بالدنانير والدراهم، فقال: فليقل كل واحد منكم بيتا يمدح فيه نفسه، فأيُّكم غلب؛ فله الكيس بما حوى، فقال الفرزدق:
“أنا القَطْرانُ والشعراءُ جربَى
وفى القَطْرانِ للجَربَى شفاءُ”
وبعده قال الأخطل:
“فإن تك زقَّ زاملة فإنـــّي
أنا الطاعـونُ ليس له دواءُ
وبعدهما قال جرير:
أنا الموتُ الذي أتى عليكم
فليس لهاربٍ منى نَجاءُ”
فقال الخليفة عبد الملك بن مروان لجرير: خذِ الكيسَ، فلعمري، إن الموت يأتي على كل شيء.
وحينما يُمايَز الشعراء الثلاثة حول تفضيل بعضهم على بعض، يكاد النقاد يحارون لترتيب الثلاثة، أيهم الأجود بهذا الفنّ، وذلك للتقارب اللغوي المتين بأسلوب الفحول من الشعراء، حيث أننا في هذا المجال لا يسعنا أن نخوض في التفاضل والتمايز في المنزلة بين الشعراء الثلاثة، وإن مال الناس والنقاد إلى جرير في ذلك، لكنّ ظلّ هذا الفن الناشئ الجديد من نصيب هؤلاء الثلاثة العمالقة في التاريخ الأدبي.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle