بداية “المنطقة الآمنة” التي يصر أردوغان على إقامتها، يريدها أن تكون حصراً تحت سيطرة الجيش التركي من ديريك حتى عفرين وبعمق 30 كيلو متر داخل الأراضي السورية ستكون كيليكيا ثانية، وليست “منطقة آمنة” كما يحلو لأردوغان تسميتها. وهو ينتظر الموافقة الأمريكية ليقوم بتنفيذ مخططه التوسعي الخبيث مستغلاً الأوضاع السائدة في سوريا منذ أكثر من ثماني سنوات، وإذا علمنا أن ترامب شخص براغماتي (مصلحجي) كونه أعلن منذ البداية أمريكا أولاً، وأمر بسحب قواته من سوريا بمجرد إعلان قوات سوريا الديمقراطية، رسمياً هزيمة داعش في الباغوز. يتضح جلياً أنه شخص لا يُؤمَن جانبه، وإذا كان ترامب يعلن معارضته شراء تركيا المنظومة صواريخ إس 400 وإنه سيفرض عقوبات اقتصادية قاسية عليها، لو أنها عقدت الصفقة، فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا ماذا لو لجأ أردوغان إلى إرضاء كلا الطرفين وذلك بشراء إس400 وأف 35 أو تخلى في اللحظة الأخيرة عن شراء إس400 لقاء سماح أمريكا له إقامة المنطقة الآمنة، وما الضمان أنه لن يتخلى عن تعاونه مع قوات سوريا الديمقراطية، طالما إن النزاع في سوريا يغلب عليه طابع عقد الصفقات بين القوى الفاعلة في الميدان.
السابق بوست