سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المنتدى الدولي حول داعش … حضور متميّز، نقاشات مُسهبة، نتائج كبيرة

 رفيق ابراهيم –

في الحقيقة ومن خلال متابعتي للأيام الثلاثة للمنتدى الدولي حول داعش، الذي عُقِد في عامودا، وحضوري لمتابعة أعماله طيلة الأيام الثلاثة، لاحظت الكثير من الحقائق الهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار، من حيث عدد المشاركين ورسمية حضورهم، والتخصصات والشهادات العالية التي حازوا عليها، وخبرتهم الطويلة في مجال محاور المنتدى وجلساته التي عقدت خلال أيام هذا المنتدى الدولي الهام. وما لفت نظري وانتباهي بالفعل وجود عدد كبير من المتخصصين الأجانب بخبرتهم الواسعة حسبما تم التعريف بهم، وهؤلاء لعبوا دوراً كبيراً وبارزاً في محاور الجلسات ومشاركتهم الفاعلة في المحاضرات التي ألقيت، هذا بالإضافة إلى المداخلات الهامة من قبل بعض المدعويين الذين تقطعت بهم السبل في الحضور، وأغنوا المنتدى بآرائهم عبر إرسال صوتهم للمشاركة في أعماله، وكانت الجلسات والنقاشات فيها مستفيضة وغنية ووضعت يدها على الجرح الذي تعانيه شعوب ومكونات المنطقة. وأيضا الحضور الإعلامي المتميز من الإعلام في الداخل والخارج، وهذا كله محل تقدير وتشكر عليه مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية، وما قاموا به من عمل محل تقدير وثناء، وهذا ما يؤكد قدرة المركز بإقامة مثل هذه المنتديات الهامة.
ولكن يحضرني السؤال التالي الذي أعتقد بأنه يشغل بال الكثيرين من أهالي شمال وشرق سوريا، وهو هل بإمكان مثل هذا المنتدى ومخرجاته التأثير على القرار الدولي حول داعش أولاً، وبخصوص دعم ومساندة القوات التي حاربت داعش وإدارتها الذاتية، وبخصوص التهديدات التركية التي تتعرض لها على مدار الساعة، وحتى التأثير عليهم ولو جزئياً؟ وهل سيؤثر مخرجات المنتدى على نوع من الاعتراف الدولي بهذه الإدارة التي قدمت الكثير وفي جميع المجالات، التي لا يمكننا حصرها بمقالة أو كتاب أو حتى عدد من الكتب؟
نعم أقول إنها الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح ويجب تكرار مثل هذه المنتديات على الأقل، كي تعرف العالم أجمع أن هناك إدارة تقود المنطقة، وتعمل من أجل شعوبها ولا تدخر جهداً في سبيل الحفاظ على الأمن والأمان وحماية المكتسبات، ومثل هذا المنتدى سيتم الاستفادة منه دبلوماسياً بشكل كبير. وباعتقادي كان الحري بمن عمل على دعوة الشخصيات لحضور المنتدى، أن يتم دعوة ممثلي الخارجية لدى دول التحالف، لتكون حاضرة في مثل هذا المنتدى الهام جداً. ما كان سيكون لحضورهم أهمية قصوى لأنها كانت ستعطي للمنتدى شرعية أكبر، لدى حكومات تلك الدول، بخصوص ما تم النقاش حوله وهي قضية داعش وشرعية القرارات الدولية حول محاكمتهم، وإيصال الأصوات التي تحدثت في المنتدى إلى حكومات تلك الدول التي كانت يجب أن تحضر. وأظن هذه كانت من النواحي الهامة والأساسية، التي كان يجب أن يتم أخذه بعين الاعتبار.
وأيضاً من النقاط التي لم يتطرق لها المنتدى هي العلاقة الوثيقة بين النظام السوري ومرتزقة داعش، وهذا ما ترك لدي نوع من الاستغراب والاستفهام، وهناك الكثير من الدلائل تشير إلى العلاقة الوطيدة بين مرتزقة داعش والنظام السوري، وفي هذا الجانب يمكننا سرد بعض الوقائع التي حدثت على الأرض بين الجانبين ولا بد من ذكرها.
 أولها: لماذا لم يهاجم النظام السوري وقواته مرتزقة داعش خلال احتلالهم الرقة والبادية السورية ودير الزور وغيرها من المناطق، لمدة أربع سنوات.
ثانياً: ما جرى في تدمر لثلاث مرات ترك أسئلة وعلامات استفهام كثيرة، حيث تم انسحاب قوات النظام في المرات الثلاث بأوامر مباشرة من دمشق، بعدما كان يتم ملئ المستودعات بالأسلحة ولجميع صنوفها، ليتم تركها لداعش بعد الانسحاب، ثم ليعودوا الكرة ثانية وثالثة، والهدف بالطبع هو إرسالهم إلى المناطق الكردية.
 ثالثاً: وجود مرتزقة داعش في مناطق دير الزور تلك المناطق التي تسيطر عليها النظام، حيث يتحركون بكل حرية ولا أحد يتعرض لهم.
رابعاً: وجود علاقة استخباراتية قوية بين المرتزقة والنظام السوري الذي يحاول ترتيب عودة داعش لمهاجمة المناطق المحررة في شمال وشرق سوريا، والتفجيرات الأخيرة التي حدثت خير دليل على ذلك.
مع ذلك حقق المنتدى الدولي حول داعش قفزة نوعية في التعريف بأعمال وجرائم وانتهاكات هؤلاء المرتزقة، والنقطة المضيئة الأخرى التي لا بد من التطرق إليها وهي بالفعل أخذت حصة الأسد من جلسات المنتدى، وهي العلاقة التركية مع المرتزقة، حيث تم التحدث عن هذا الجانب بإسهاب وهذه نقطة إيجابية وهامة تُحسب للقائمين على المنتدى.