منبج تستقبل الطلبة بتدابير جديّة لدرء خطر كورونا

تقرير/ آزاد كردي –

روناهي/ منبج- بعد انتهاء امتحانات الشهادة الثانوية والأساسية, تستقبل مدينة منبج مئات الطلبة العائدين من امتحاناتهم التي أجريت في مدينة حلب, في ظل خطورة مرض كورونا فما هي التدابير والإجراءات التي اُتخِذت بهذا الخصوص؟؟

استقبلت مدينة منبج مؤخراً المئات من الطلبة من مرحلتي التعليم الأساسي والثانوية بفرعيها الأدبي والعلمي بعد أن أنهوا امتحاناتهم النهائية في مدينة حلب, وذلك بعد أن أبت الحكومة السورية أن تقام الامتحانات في مدينة منبج, وفي ظل مخاطر انتشار جائحة كورونا في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية ومخاوف الطلاب والأهالي من ذلك, استطاع الطلبة أن يتحدّوا كافة العقبات متجاوزين ذلك بالإرادة والتصميم.

قُدِمت امتحانات الشهادة الثانوية خلال مدة أربعة أسابيع من تاريخ 21حزيران إلى تاريخ 22 تموز، أما الشهادة الأساسية انتهت قبيلها بأسبوع, وجاءت المخاوف من تقديم الامتحانات في حلب, لأن مناطق الحكومة السورية تتعرض يومياً لازدياد في عدد المصابين بوباء كورونا الأمر الذي جعل لجنة التربية والتعليم تقوم باتخاذ حزمة من الإجراءات والتدابير لاستقبال الطلبة من معبر “التايهة”, الفاصل بين مناطق الإدارة الذاتية في منبج وريفها ومناطق الحكومة السورية, وللمزيد من التفاصيل، التقت صحيفتنا “روناهي”، بأحد الأطباء القائمين على حملة الوقاية من كورونا في مدينة منبج وريفها, الطبيب “أحمد الفياض”.

المخاطر الناتجة عن مخالطة حاملي الفيروس

في ظل تفشي هذه الجائحة عالمياً وانتشارها في سوريا، وبشكل متزايد في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية, هل تم اتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل الإدارة لأجل حماية هؤلاء الطلبة الذين خاطروا من أجل دراستهم, وخوف عوائلهم عليهم من مخالطة حاملي الفيروس أثناء ذهابهم لتقديم الامتحانات؟ هذا ما أجاب عليه الطبيب أحمد الفياض في حديثه قائلاً: “بالطبع اتخذت لجنة الصحة بمنبج عدد من الإجراءات بخصوص الطلبة العائدين من مدينة حلب بعد أن أنهوا امتحاناتهم، وبعد أن شهدت مناطق الحكومة السورية إصابة المئات بمرض فيروس كورونا، ويقدر عددهم بحدود 439 شخصاً مما يعرّض أبناءنا لمخاطر المخالطين الإيجابيين الحاملين لفيروس كورونا”.

ضرورة التعاون بين الأهالي والفريق الطبي

ومن أجل توضيح آلية العمل التي اتبعوها في استقبال الطلاب أوضح الفياض أن لجنة الصحة شكلت فريقاً طبياً مجهزاً بأحدث الأجهزة والتقنيات للوقاية من مخاطر انتشار فيروس كورونا, ومن أجل استقبال الطلبة فور وصولهم على “حاجز التايهة” الذي يفصل بين مناطق الإدارة الذاتية ومناطق الحكومة السورية, حيث قام الفريق الطبي بفحص كافة الطلبة العائدين من تقديم امتحاناتهم، وأردف قائلاً: “كان عملنا حسب آلية معينة حيث قمنا بفحص جميع الطلبة، ووضعنا أمامنا أنه من يثبت خلال فحصه أنه إيجابي لمرض فيروس كورونا فسوف يتم حجره صحياً في أماكن مهيأة مسبقاً لهذا الغرض ومجهزة بكافة المستلزمات والأجهزة الطبية اللازمة, وأما من يثبت أنه كان مخالطاً لأحد المرضى بفيروس كورونا، فيتم حجره منزلياً مع مراعاة إبلاغ أهله، والالتزام بضرورة توعية الأهل بطرق الوقاية من مرض كورونا، وفي حال الاشتباه بأعراض مرض فيروس كورونا يطلب من الأهل إعلام الفريق الطبي، لذلك التعاون بين الأهالي والجهات المعنية ضرورة بحتة”.

“تفانينا من أجل الحفاظ على صحة أبناءنا”

فيروس كورونا الذي ظهر في نهاية عام 2019 وأعلن كجائحة عالمية في بداية عام 2020 يهدد حياة الكثيرين، وانتشاره الذي لم يوضع له حد إلى الآن، والعلاج الأفضل له تجنب المخالطة واتباع التدابير الاحترازية منه, وفي هذا السياق أكد الفياض بالقول: “أننا نقوم بما ينبغي من أجل الحرص على أبناءنا الطلبة من مخاطر انتشار فيروس كورونا الذي يجتاح بلداناً عالمية كبرى, وتصميمنا للحفاظ على سلامة مناطقنا يزيد من إصرارنا على متابعة عملنا بكل قوة وتفانِ من أجل الحفاظ على صحة أبناءنا سليمة وخالية من الحالات الإيجابية لمرض فيروس كورونا”.

واختتم الطبيب “أحمد الفياض” حديثه بالقول: “يبلغ عدد الطلبة في مرحلة التعليم الأساسي “95”، كما ويبلغ عدد طلبة مرحلة الشهادة الثانوية قرابة 1050 طالب/ـة بفرعيها الأدبي والعلمي, واللافت بالأمر أن مدينة منبج وريفها لم تسجل أية إصابة بفيروس كورونا حتى الآن “حتى إعداد التقرير”، وهذا أمر مهم للغاية ويجب المحافظة عليه”.