الشهباء/ فريدة عمر ـ
أكد الطلبة المتخرجون من الدفعة الثالثة من معهد الشهيدة فيان أمارا في مقاطعة الشهباء، بأن تخرجهم نتاج تعب وتحد لظروف التهجير القسري، ورد على مخططات إبادة الثقافة واللغة الأم.
واستمراراً لجهود هيئة التربية والتعليم لإقليم عفرين، في توفير فرصة متابعة التعلم للطلبة المهجرين، وإصراراً للطلبة على تعلم لغتهم الأم، رغم معوقات التهجير القسري، تحرج من معهد الشهيدة فيان أمارا في مقاطعة الشهباء يوم الخميس بتاريخ 23-11-2023، /63/ طالباً وطالبة، من جميع الأقسام والفروع التي يجمعها المعهد، ليكون بذلك خرج الدفعة الثالثة منذ تاريخ افتتاح المعهد.
وأقيمت فعالية الاحتفال بالتخرج في صالة ديار في ناحية الأحداث، بمقاطعة الشهباء، بحضور ممثلين عن مجلس مقاطعة عفرين، والشهباء، والهيئات، وعوائل الطلبة.
وبدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت، تلتها كلمة افتتاحية من الرئاسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم لإقليم عفرين “زلوخ بكر“، والتي هنأت الطلبة وذويهم بهذا اليوم، وأكدت على أهمية التعلم في ظروف التهجير القسري، من ثم تحدث الإداري في معهد الشهيدة فيان أمارا “محمد عثمان” مشيرا إلى دور الطلبة في حماية اللغة ونقلها إلى الأجيال، وعد هذا التفوق والنجاح ثمرة من المقاومة التاريخية، التي يبديها أهالي عفرين المهجرين.
إصرار وتحدِ لظروف التهجير القسري
وفي هذا السياق، تحدثت لصحيفتنا “روناهي” إحدى الخريجات من قسم اللغة الكردية “زيلان بازيكو” بأن نجاحهم كان نتيجة إصرار، وتغلب على ظروف التهجير القسري: “إن ما نعيشه في ظل ظروف التهجير القسري معاناة حقيقة، قصف من جهة، وحصار حكومي من جهة أخرى، نحن ندرس في ظروف صعبة جدا، على عكس الظروف، التي يجب أن تكون متاحة للطلبة، لكن على الرغم من كل ذلك، استطعنا أن نتحدى هذه الظروف، وأن نحقق النجاح والتفوق”.
واختتمت زيلان حديثها: “أهدي نجاحي وتفوقي لمدينتي عفرين الحبيبة، التي كنت أتمنى أن أحقق هذا النجاح على أرضها، لكن سنحقق العودة حتما، إن لم يكن اليوم فغداً لا محال، لن نفقد الأمل يوماً ونجاحنا ثمرة من ثمرات المقاومة التي نبديها على مدار خمس سنوات، وجهد مرير سيتحقق بالنصر”.
“إفشال لمخططات إبادة الثقافة“
من جانب أخر، أكد “حسين بريم” أن ما يحققونه في ظل ظروف التهجير القسري، إفشال لمخططات إبادة الثقافة واللغة الأم: “إن الاحتلال التركي ومرتزقته، يرتكبان على أرضنا، التي احتلوها أبشع الجرائم والانتهاكات، بحق الأهالي والطبيعة، وكل ما له علاقة بثقافتنا وتاريخنا العريق، ويحاولان تشويه معالمها، وفرض اللغة والهوية التركية، وإن ما نحققه اليوم من نجاح مستمر، رد للعدو ولكل من يحاول طمس هويتنا وثقافتنا، وإفشال لمخططات الإبادة واللغة الأم”.
ولفت “حسين بريم” في ختام حديثه، إلى مخاطر الحرب الخاصة، التي تهدف لإبعاد الجيل عن لغتهم الأم: “إلى جانب الحرب العسكرية، التي يشنها الاحتلال التركي على مناطقنا باستمرار، هو يمارس الحرب الخاصة، عبر أخطر وأبشع الوسائل، التي تهدد الشباب والشابات، وتسعى لإبعادهم عن لغتهم الأم وهويتهم، لذلك فإننا مسؤولون عن بناء مجتمع وجيل واع، وأن ننقل ما تعلمناه لنضيء مستقبل الأجيال، ولنكون درعا حاميا، ونحمي أرضنا وتاريخنا وهويتنا من الإبادة”.
والجدير ذكره، معهد الشهيدة فيان أمارا افتتح في مقاطعة الشهباء في عام 2019، إبان احتلال مقاطعة عفرين، بأقسام عديدة: “اللغة الكردية، الفيزياء والكيمياء، العلوم، الرياضيات، والترجمة الإنكليزية، والمعهد الصحي”، وخرج ثلاث دفعات من طلابه.
