معمل روج… يحشد الطاقات النسائية

تقرير/ ليكرين خاني –

روناهي / كركي لكي- يساهم عمل المرأة في التحسين من مستواها المعيشي وكذلك لتثبت استقلاليتها وشخصيتها ضمن المجتمع، لذا تقوم أغلب النساء في البحث عن عمل يساعدهن في الحصول على أجر عادل مقابل ما يتم إنجازه من قبلهن، كما أن غالبية النساء يفضلن البقاء في أعمالهن حتى لو كان الأجر قليل إذا وجدنه مثيراً لاهتمامهن مما يوفر لهن الشعور بالإنجاز الإيجابي، حيث تشعر المرأة بأنها تساهم بشكل ما في تنمية المجتمع، ومن جهة أخرى يعتبر عمل المرأة عامل أساسي في بناء شخصيتها.

وعندما تستطيع المرأة تحقيق الموازنة ما بين العمل والأسرة، بالإضافة إلى التقدم وتحسين الوضع الاجتماعي ومساعدة أسرتها بذلك تكون قد حققت نجاحاً وتقدماً كبيراً.

المرأة في روج آفا والشمال السوري مثال يحتذى بها

أما في روج آفا أضحت المرأة بفكر الأمة الديمقراطية مثالاً يحتذى بها في كل العالم، حيث أصبحت تشارك في كافة الأعمال إدارية كانت أم عسكرية وتدير المؤسسات وكذلك الجبهات القتالية، وهنا في ديرك نجد معمل روج لتصنيع البطاطا “الشيبس” ومن المعروف أن من يعمل فيه كلهن نسوة وفتيات أي يدرن المعمل وفي نفس الوقت يقومن بالإنتاج، تأكيداً على دور المرأة الفعال في المجتمع وقدرتها على أن تدير عملها الخاص، وحول هذا الموضوع كان لنا لقاء مع الإدارية في المعمل شيرين قاسم.

نعمل يداً بيد لتطوير الإنتاج

نعمل هنا على دفعتين تتكون كل منها من ثمانية عاملات، هذا العمل كان حكراً على الرجال أما الآن فقد كسرنا القوالب التي كانت تحكمنا ونعمل هنا نحن النساء يداً بيد نحو تطوير الإنتاج ونعمل ما بوسعنا كي تكون جودة ما ننتجه عالية، هذا ما قالته لنا شيرين قاسم مديرة الإنتاج في معمل روج مضيفةً: “نسعى هنا لتطوير ذواتنا ومعرفة المزيد دوماً، ولنطور فكرة اليد العاملة وعلى وجه الخصوص للمرأة، لأنها كانت تعاني ومنذ عصور من الذهنية الذكورية التي حالت بينها وبين العمل والاستقلالية”. وأكدت شيرين على إن العديد من النسوة يعملن في المعمل من أجل المساهمة في تحسين وضع عوائلهن المادية، ومنهن أيضاً شابات يعملن كي يشعرن باستقلاليتهن، ومنهن أمهات يساعدن أزواجهن في المصاريف بسبب الظروف المعيشية الصعبة.

على كل امرأة أن تكون ذات شخصية مستقلة

بسبب الظروف الصعبة وغلاء الأسعار العديد من النسوة والفتيات يتجهن للعمل لسد الحاجة ومساندة أسرتهن، ولكن ليس هذا هو السبب فقط بل رغبة الكثير من النساء في ألَا يكن تابعات لأي رجل كي يتصدق عليهن بمصروفهن اليومي، وليتثبتن بجدارة أنهن قادرات على إعالة أنفسهن، وهذا يستوجب التضحية. كما أكدت لنا في حديثها العاملة في معمل روج وئام علي على أنها اضطرت للعمل بدلاً من التحاقها بالمدرسة، وتابعت: “أعمل هنا لمدة ثماني ساعات، العمل مريح بالنسبة لي فلا يوجد هنالك أي ضغط أو إرهاق وهذا جيد، ولكني أشعر بغصة حيث كان يجب أن أكون في الثالث الثانوي ولم ألتحق بالمدرسة فهذا الأمر يحزنني، ومن ناحية أخرى سعيدة كوني أساهم في إدخال مورد للمنزل أساعد فيه والدي وإخوتي لتسديد الكوة التي كنا نعاني منها في المنزل”. وأضافت وئام: “كنت أرغب دوماً بإثبات ذاتي وتكوين شخصيتي في مجتمعي، والعمل حقق لي هذا حيث شعرت بالمسؤولية التي تقع على عاتقي”. واختتمت وئام قائلةً: “أدعوا كل شابة وامرأة أن تكون ذات شخصية مستقلة وأن تفرض نفسها وتقوم بالعمل في شتى المجالات لتكن جديرةً بالمسؤولية التي تحملها تجاه أسرتها ومجتمعها.