معمل روج للعدس… اكتفاء ذاتي للإنتاج المحلي

قامشلو/ عادل عزيز-

---

معمل روج للعدس إحدى إسهامات مديرية الصناعة في إقليم الجزيرة التي شكّلت دعماً متيناً للقطاع الصناعي في المنطقة، وبذلت الإدارة الذاتية جهوداً كبيرة من أجل بناء القطاع الصناعي في مناطقها، حيث كانت معدومة في مناطق شمال وشرق سوريا لأن حكومة دمشق اعتبرتها مناطق نائية.

على الرغم من الثروات الهائلة التي تمتلكها مناطق شمال وشرق سوريا، كان القطاع الصناعي فيها معدوماَ، لهذا بدأت الإدارة الذاتية بتنظيم القطاع الصناعي في مناطقها بخطوات مدروسة وأنشأت العديد من المعامل إلى جانب سماحها لمواطني المنطقة بإنشاء معاملهم الخاصة، بهذه الخطوات ساهمت بدعم الصناعات المحلية وتوفير الفرص لليد العاملة.

عدة مراحل يمرُّ بها العدس

ومن بين إسهامات مديرية الصناعة بدعم الصناعات المحلية, كان معمل روج لصناعة العدس المجروش, والذي تأسس منذ سنوات في مفرق حطين الواقع بين عامودا والحسكة في إقليم الجزيرة, ساهم في زيادة الطاقة الإنتاجية للمنطقة وتوفير فرص العمل للأيدي العاملة إلى جانب توفير مادة العدس ذات الإنتاج المحلي في الأسواق.

وبهذا الخصوص كان لصحيفتنا “روناهي” لقاءً مع الإداري في معمل روج للعدس محمد عبدي حيث أوضح آلية العمل في المصنع بالقول: “أن عملية تصنيع العدس المجروش تمر بعدة مراحل، فالمرحلة الأولى هي تفريغ أكياس العدس الحب في حفرة كبيرة ليتم غربلتها وتنقيتها من المواد الغريبة؛ والمرحلة الثانية هي غسل العدس وتنشيفه؛ لتأتي بعدها المرحلة الثالثة وهي مرحلة التخمير، تختلف مدة هذه المرحلة ما بين فصلي الصيف والشتاء، لأن تخمير العدس في فصل الصيف يحتاج مدة ساعتين فقط؛ بينما في الشتاء يحتاج لمدة يوم كامل؛ بعد ذلك يتم تقشير العدس وتزييته ليأتي دور اَلة الليزر بهدف تنقيته من جميع المواد الغريبة وبعد ذلك يتم تعبئة الإنتاج في أكياس تكون بأوزان مختلفة إحداها تكون بوزن خمسة كيلو غرام والأخرى بوزن عشرة كيلو غرام”.

توفير فرص عمل

يوفر معمل روج فرص عمل للأيدي العاملة؛ ويُذكر بأن عدد العاملين في المعمل هو أربعة عشر ما بين عامل وعاملة   ومن ضمنهم المحاسب والإدارة والفني، حيث يبدؤون العمل من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الرابعة مساءً، ويتميز عدس روج بجودة عالية ويباع بسعر مناسب يتناسب مع دخل الفرد؛ حيث يتراوح سعر الكيس وزن 10 كيلو ما بين الـ 14 إلى 15 ألف ليرة سوريّة، ويذكر بأن الإنتاج اليومي يصل لـ خمسة إلى ستة طن، وفي حال وجود طلبات خارجية قد تصل الطاقة الإنتاجية في اليوم من عشرة إلى 12 طن.

يذكر بأنه يتم شراء الطن الواحد من التجار بسعر يتراوح من 450 إلى 500 دولار أمريكي، ويوزع الإنتاج في مناطق متفرقة في شمال وشرق سوريا؛ ويتم تصديره إلى باشور كردستان أيضاً؛ كما تم تصديره إلى بعض الدول الخليجية بحسب الإداري في معمل روج للعدس محمد عبدي.

وفي السياق ذاته التقينا مع المواطنة عفاف عليوي أحمد إحدى العاملات في معمل روج أشارت بالقول: “بدأت بالعمل ضمن المعمل منذ سنتين؛ حيث أقوم بتعبئة العدس المجروش ضمن الأكياس والتأكد من وزنها ثم ختم تلك الأكياس وتغليفها، بالتوازي مع قيام الآلات بجرش العدس”.

مساعدة أسرتها مادياً

واضافت عفاف قائلة: “إن العمل مريح بالنسبة لها،  وأتاح لها فرصة مساعدة أسرتها مادياً، وإن مثل هذه المشاريع مفيدة للأهالي ولا سيما للنساء، وبأن بعض الأهالي كانوا يضطرون للهجرة إلى مناطق الداخل السوري مثل دمشق ومناطق أخرى بهدف العمل وإعالة أسرهم لأن الحياة في مناطقنا كانت صعبة ولا يتوفر فيها معامل”.

أجور الأيدي العاملة

والجدير بالذكر أن أجرة العامل شهرياً تصل إلى 180 ألف ليرة سورية في معمل روج بعدد ثمانية ساعات عمل في اليوم.

إن المنطقة بحاجة إلى بناء معامل مماثلة لإنتاج سلع مختلفة بهدف دعم الصناعات المحلية وتوفير حاجة السوق ولتخفيف الحاجة للمنتجات المستوردة. في ظل الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع الدولار الأمريكي وانهيار قيمة الليرة السوريّة هل هذه الأجور مناسبة  للعمل؟.