عامٌ من النضال.. نساء شمال وشرق سوريا يسعين لاستتباب الأمن والديمقراطية

قامشلو/ ميديا غانم-

---

كان عاماً زاخراً بالنضال والمقاومة من قبل المنظمات والجهات المعنية بحقوق المرأة بشمال وشرق سوريا للحد من العنف بحق المرأة انطلاقاً من الإرث النضالي المشترك للنساء

يمكن تعريف المرحلة التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط عموما و سوريا خصوصاً بالحرب العالمية الثالثة، ومع تطور هذه الحرب يتعمق ويستعر الصراع بين النظام الرأسمالي والحداثة الديمقراطية بشكل ملموس، فالنظم المتسلطة تعزز هيمنتها ونفوذها على المجتمع بشكل كامل عبر مختلف أساليب الحرب، هذا النظام، يستهدف المرأة، ومن خلال المرأة يستهدف الإنسانية جمعاء.

“مناهضة الاحتلال من أجل الأمن والسلام”

تنديداً بهجمات وانتهاكات الاحتلال التركي ومرتزقته، مما تسمى “بالجيش الوطني السوري”، ورفضاً للمؤامرة والعزلة على القائد أوجلان، أعلنت اللجنة التحضيرية باسم التنظيمات وحركات ومؤسسات المرأة في شمال وشرق سوريا عبر بيان لها إلى الرأي العام، بتاريخ 10/2/2020، عن حملة برعاية مؤتمر ستار، تحت شعار؛ “مناهضة الاحتلال وإبادة النساء من أجل الأمن والسلام” وفي يوم 12 تشرين الأول 2020، والذي يصادف الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل، الشهيدة هفرين خلف، والتي اغتيلت على يد مرتزقة الاحتلال التركي, انطلقت الحملة فعلياً.

وإيماناً بتكاتف الجهود النسائية في نشر ثقافة المساواة والتعايش والإخاء، والتصدّي لمختلف الخروقات ومنها ما تعيشه منطقتنا من جرائم وإبادة بحق النساء؛ وبتاريخ 8/10/2020، أطلق مؤتمر ستار بالتعاون مع التنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا حملة تحت شعار “لا للاحتلال والإبادة معًا نحمي المرأة والحياة”، مطالبين مجلس الأمن خلالها، بإلزام تركيا بسحب قواتها المعتدية من الأراضي السورية ووقف الاعتداءات، فيما دعت نساء العالم إلى دعم ومساندة ثورة المرأة.

يجمع مؤتمر ستار نساء سوريا تحت مظلته لتنظيمهن، وللاستمرار في المقاومة والنضال ضد الاحتلال والعنف بحق المرأة ولتحقيق حرية القائد عبد الله أوجلان؛ عقد مؤتمر ستار كونفرانسه الثامن في الشهر التاسع من العام المنصرم، في مقاطعة قامشلو تحت شعار “بنضال هفرين وزهرة سننهي الاحتلال التركي ونضمن ثورة المرأة” وذلك بعد الإقرار بجملة من القرارات تضمنت في مجملها التركيز على تدريب المجتمع على أساس فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان التي تتخذ من الديمقراطية وحرية المرأة وحماية البيئة أساساً لها، بالإضافة إلى الاستمرار في إعطاء التدريبات الأيدولوجية للنساء وللرجال معاً، وتصعيد النضال من أجل تحرير الأراضي المحتلة “عفرين, سري كانيه, كري سبي/ تل أبيض”.

وانتخب خمس عضوات لمنسقية مؤتمر ستار في مقاطعة قامشلو، وتشكيل لجنة مؤلفة من ثلاث عشرة عضوة تشرف على كل من لجنة الحماية، الصحة، الإعلام، البلديات، الاقتصاد، التدريب، العدالة الاجتماعية، الهلال الذهبي، الساحة الاجتماعية.

أبرز أعمال وقف المرأة الحرة في سوريا خلال العام المنصرم

ولتمكين المرأة في جميع ميادين الحياة، اقتصادياً، وثقافياً، واجتماعياً، وصحياً، وتوعيتها، والتواصل مع منظمات ومؤسسات دولية، لتسليط الضوء على المشاكل التي تُعاني منها المرأة في سوريا، والشرق الأوسط بشكل عام, أعلن وقف المرأة الحرة في روج آفا عن توسيع نطاق عملها ضمن كافة مناطق سوريا، وتغير اسمها خلال العام المنصرم إلى “وقف المرأة الحرة في سوريا” بتاريخ 23/1/2020.

ومن أبرز ما قام به الوقف خلال عام للنهوض بالمرأة، والطفل، والمجتمع ككل؛ شيد ثلاثة مستوصفات طبية، و11 روضة وداراً للأيتام، وورشات نسائية للخياطة، ومعاهد للموسيقا إلى جانب تدريب وتوعية آلاف النساء في المدن، البلدات، القرى، ومخيمات شمال وشرق سوريا.

ومن أبرز الجمعيات النسائية التي تأسست خلال العام الماضي لمساندة النساء في الحرب الدائرة من سنوات والتي أثرت سلباً على الجانب النفسي للكثير من النساء كانت جمعية “مايا” لدعم النساء اللواتي فقدن ذويهن من الدرجة الأولى في الحرب ضد هجمات مرتزقة داعش وأثناء التصدي لهجمات الاحتلال التركي، والتي افتتحتها لجنة المرأة في مجلس عوائل الشهداء لشمال وشرق سوريا، في مدينة قامشلو بتاريخ 9/3/2020.

هذا وعلى الرغم من تعرض نساء سري كانيه وأريافها للتهجير القسري من قبل المحتل التركي ومرتزقته ولجوئهن إلى المخيمات إلا أنهن لم يستسلمن ونظمن صفوفهن لحين العودة لديارهن، ولأن التنظيم يتطلب دوراً خاصاً للمرأة ضمن المخيمات وبتاريخ 10/2/2020، افتتح مؤتمر ستار مركزاً للمؤتمر وداراً للمرأة في مخيم واشوكاني “12 كم غربي مركز مدينة الحسكة”, بهدف تنظيم النساء وتدريبهن, وتوحيد صفوفهن, وحل مشاكلهن وقضاياهن.

كما كان لمجلس المرأة السورية بصمته الخاصة في مناهضة العنف والاحتلال بحق المرأة خلال العام المنصرم، وتوثيق جرائم المحتل ومرتزقته بحق السوريات والتشهير بها، حيث أقام منتدى حول المرأة في ظل الأزمة السورية من “التداعيات، المقاومة، الآفاق”، في ناحية عامودا، بمشاركة 100 عضوة على مستوى سوريا بتاريخ 5/3/2020 وقد تم خلاله التنديد بمقتل 28076 امرأة على يد الجهات الفاعلة الرئيسة في المدة بين آذار 2011 وآذار 2019، والتشهير بالعنف الممارس بحق المرأة، حيث أنه لا تزال 10363 امرأة قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري على يد الأطراف الرئيسة الفاعلة في سوريا منذ آذار 2011 ولغاية 25 تشرين الثاني 2019بحسب المجلس.

ودعا المنتدى إلى جملة من المطالب، أبرزها كانت ضمان محاكمة جيش الاحتلال التركي ومرتزقته عما يرتكبوه من جرائم وخاصةً جرائم العنف الجنسي، وتعويض الضحايا، وعدم شمول مرتكبي هذه الأعمال بعفوٍ محتملٍ في المستقبل، وضمان توفير حقوق وخدمات للنساء الحوامل ومنها حق الإجهاض الآمن والقانوني لمن تريد إنهاء حملها الناتج عن الاغتصاب، إيجاد حل قانوني للأطفال المولودين من آباء مجهولي الهوية والعمل على تجفيف منابع الإرهاب المالية والسياسية، دعم منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال إعادة تأهيل الدعم النفسي والاجتماعي، ضرورة إيجاد تعاون دولي لمعالجة الآثار المترتبة على الاحتلال التركي وعلى رأسها دعم عمليات التنمية.

“إعلام المرأة.. صوت الأمة الديمقراطية”

ولحاجة صحفيات شمال وشرق سوريا أكثر من أي وقت مضى إلى بناء تنظيم مشترك في سبيل إظهار الحقيقة، وإيماناً بالدور البارز والطليعي للمرأة في تاريخ الإعلام الحر، لما بذلته حتى الآن من تضحيات جسام حيث خاضت نضالًا دؤوبًا في مواجهة حرب الإبادة والاحتلال والغزو، وضحّت بروحها من أجل إظهار الحقيقة من الظلام إلى النور؛ عقد إعلام المرأة في شمال وشرق سوريا كونفرانسه الثالث تحت شعار “إعلام المرأة صوت الأمة الديمقراطية”، في مقاطعة قامشلو بحضور 86 مندوبة من شمال وشرق سوريا، وخلال الكونفرانس أعلن عن تأسيس اتحاد إعلام المرأة (YRJ).

المرأة السريانية تسعى لتطبيق نموذج تعددي ديمقراطي..

خلال العام المنصرم سعت المرأة السريانية لإيجاد نموذج تعددي ديمقراطي بين كافة الشعوب السورية ليكون نموذجاً لسوريا خصوصاً والشرق الأوسط عموماً, وإيماناً منها بأن المرأة هي الأساس في حرية المجتمعات وتقدمها وقفت المرأة السريانية مع النساء من كافة الشعوب وبكل قوة في وجه التحديات والمعوقات التي تعيق عملية تمكينها في المجتمع, وطالبت بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة لأهمية المرحلة القادمة في الحصول على الحقوق كالاعتراف بالهوية واللغة، وبتاريخ 2/10/2020 اختتم المؤتمر الثالث للمرأة السريانية بانتخاب 41 عضوة للمجلس، متخذاً عدداً من القرارات، وهي: “تطبيق مبدأ الرئاسة المشتركة في كافة المؤسسات السريانية، تدريب المرأة بمخيمات تثقيفية تعليمية، تطوير العلاقة مع المنظمات النسائية ومن كافة الشعوب, وتفعيل دور المرأة السريانية في الإدارات الذاتية، العمل على تفعيل لجنة دراسات علم المرأة، تفعيل دور المرأة الشابة لتنظيم وتفعيل دور الشبيبة في كافة الفعاليات الخاصة بالمرأة والدفاع عن قضايا المرأة، إعطاء مفهوم الدفاع الذاتي للمرأة والمرأة الشابة، دعم قوات نساء بين النهرين وسوتورو المرأة، إصدار جريدة صوت المرأة السريانية”.

“بتنظيم المرأة الشابة نقضي على الاحتلال”

وإيماناً بريادة المرأة الشابة من أجل حماية الثورة والتقدم بالتنظيم والعمل ضمن المؤسسات, للنضال بشكل فعال ضد العقلية والذهنية الذكورية، عُقد المؤتمر الرابع لاتحاد المرأة الشابة في شمال وشرق سوريا تحت شعار “بتنظيم المرأة الشابة نقضي على الاحتلال” وأصدر بتاريخ 7/10/2020 جملة من القرارات وانتخب مجلساً عاماً مكوناً من 35 عضوة.

اختتمت أعمال المؤتمر بجملة من القرارات أكدت في مجملها ضرورة تصعيد النضال وتكثيف النشاطات من أجل حرية القائد أوجلان والعمل ضد كل أشكال الحرب الخاصة من قبل تركيا على الفئة الشابة في المجتمع وتطوير مفهوم الحضارة الديمقراطية، وضرورة العمل الجاد والمستمر من أجل تحرير المناطق المحتلة, والعمل على القيام بفعاليات الحماية اللازمة, والنضال بشكل فعال من الناحيتين الذهنية والجسدية ضد تعاليم الحداثة الرأسمالية ونشر ذهنية الحداثة الديمقراطية.