سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

معاً لإنهاء مأساة النساء السوريّات

هيفيدار خالد_

مع دخول الأزمة السورية عامها الثاني عشر، بات السوريون يعيشون حياة صعبة جداً، هذه الأزمة التي عمّقت معاناتهم، رافقتها الأزمة الاقتصادية وفايروس كورونا، الأمر الذي أدى إلى تدهور الوضع بشكل كامل في البلاد، كما أثر سلباً على حياة النساء، والفتيات خاصة.
المرأة السورية ما زالت تعيش في ظروفٍ قاسية، ومأساة حقيقية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى. بدءاً من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، مروراً بالمناطق المحتلة من قبل تركيا والمرتزقة التابعين لها، فالنساء يتعرضن لكافة أشكال العنف والممارسات اللاإنسانية، التي تطبّق بحقهن.
نتابع من خلال التقارير الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان بالمنطقة، حجم هذه الانتهاكات، التي تُرتكب بحقهن، في كل من مدينة عفرين، وسري كانيه، وتل أبيض، وجرابلس، والباب، وإعزاز، فتتعرض النساء بشكل شبه يومي لجرائم القتل والاعتداء الجنسي، والعنف اللفظي، وحالات الاختطاف والتعذيب والقتل، على أيدي هؤلاء المجرمين دون وجود أي رادع لكل ما يرتكبونه، هكذا يبدو الحال في المناطق المحتلة، مسلسل متواصل من الانتهاكات اللاإنسانية بحق النساء وسط صمتٍ دوليٍّ مُطبق.
وفي المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، تواجه النساء ظروف حياة صعبة وقاسية جداً، حيث الوضع الأمني المستبد، والحالة الاجتماعية الصعبة، والأزمة الاقتصادية الخانقة، الأمر الذي يعرض حياة النساء للخطر بالإضافة إلى مواجهة العديد من المضايقات في حياتهن.
أما المرأة اللاجئة والنازحة من بيتها وديارها قسراً؛ نتيجة الصراع والحروب الدائرة، لم يكن وضعها مختلفاً عن أقرانها في المناطق الآنفة الذكر، فجميعنا يعلم أن المرأة هي من تدفع فاتورة حياة الذل في تلك المخيمات.
والمرأة السورية تواجه في العديد من مناطق البلاد، تحديات كبيرة في مسيرتها، فالأزمة التي تمر بها سوريا عامة، أثرت بشكل سلبي على نضالها، ومساعيها في الحياة السياسية، والاجتماعية، رغم محاولاتها الحثيثة لإنقاذ بلدها من الوضع، التي تعيش فيه اليوم.
أما في شمال وشرق سوريا، فالمشهد مختلف تماماً، فوضع المرأة يختلف عن الوضع، الذي تمر فيه النساء بمناطق النظام، فالمرأة بشمال وشرق سوريا ومنذ بدء الحراك الشعبي في سوريا، تمكنت بقيادة المرأة الكردية من قيادة الحراك الشعبي والانخراط فيه بشكلٍ فعّال، ولعبت دوراً بارزاً وهاماً؛ بهدف تصعيد روح النضال الثوري بين جميع الشعوب الموجودة في المنطقة، وتمكنت من تنظيم ذاتها بمؤسسات خاصة للمرأة، وشكلت منظومة دفاعية خاصة بها من خلال تأسيس وحدات حماية المرأة، التي لعب مقاتلوها الأشاوس دوراً بطولياً في محاربة داعش المرتزق، أثناء محاولته احتلال بعض المدن بالمنطقة.
كما أنها لعبت دوراً هاماً بمراكز صنع القرار السياسي، فانخرطت بالسلك الدبلوماسي، وتمكنت من عقد علاقات واسعة وبذلك تعمم نضالها السياسي والاجتماعي، الذي خاضته بالمنطقة على مناطق أخرى من سوريا، فعام 2021 كان عاماً صعباً بالنسبة للمرأة السورية، كتلك الأعوام التي مرت من عمر الأزمة، ففي مناطق النظام السوري عاشت قسوة الحياة نتيجة الوضع الاقتصادي المتهالك، وفي المدن المحتلة ذاقت مرارة الحياة على أيدي المحتلين والمجرمين، وما زالت تعاني من هذه الجرائم البشعة، والمخالفة لمواثيق حقوق الإنسان.
ويبقى النضال الخيار الوحيد أمام المرأة السورية؛ للخلاص من كل ما تتعرض له اليوم في بلدها، ودول الجوار، التي لجأت إليها بحثاً عن الأمن والأمان، والعيش بسلام، وكذلك يتوجب على النسوة جميعاً تنظيم ورص صفوفهن، أين ما كن ليكون عام 2022 العام؛ الذي يضع نهاية لمأساة النساء السوريات.