معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة تتفاقم مع التهجير وغياب الدعم..

يعاني ذوو الاحتياجات الخاصة في مخيمات ومنازل شبه مدمرة بريف حلب الشمالي، من صعوبات كبيرة تتمثل بنقص أدوية وأطباء اختصاصيين وعدم توفر مراكز المعالجة الفيزيائية، وسط غياب تام للدعم من قبل المنظمات الصحية المعنية بشؤونهم.

حال عبد الرحمن مواس (13عاماً) من أهالي منطقة عفرين المهجرين قسراً، كحال المئات من أقرانه، يعيش ظروفاً معيشية صعبة في المخيم الذي يقطنه، نتيجة إعاقته الجسدية.

/560/ حالة من ذوي الاحتياجات الخاصة في مخيمات عفرين

ويبلغ عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في مخيمات خاصة بمهجري منطقة عفرين وقرى بريف حلب الشمالي حوالي /560/ حالة، تتفاوت درجات إعاقتهم، بين (إعاقة جسدية ـ ضعف البصر ـ الصم وضعف السمع)، بالإضافة لمبتوري الأطراف، بحسب إحصائيات الهلال الأحمر الكردي فرع عفرين.

ويكابد ذوو الاحتياجات الخاصة في المخيمات ومنازل شبه مدمرة أكثر من غيرهم، لمواجهة مشاق وصعوبات حياتية يومية، في ظل ظروف معيشية صعبة وغياب المساعدات.

ويقطن قسم من مهجري منطقة عفرين في منازل شبه مدمرة متوزعة على /42/ قرية بريف حلب الشمالي, حيث تفتقر المنازل للنوافذ والأبواب وشبكات الصرف الصحي, ما يجعلها عرضة لتسرب الرياح الباردة, فيما يسكن القسم الآخر ضمن خمس مخيمات (سردم وبرخدان والشهباء وعفرين والعودة).

كيف لذوي الاحتياجات الخاصة مقاومة ظروف التهجير

وفي مخيم “برخدان” بريف حلب الشمالي، تقطن دنيا محمود، إحدى المهجرات قسراً من منطقة عفرين مع ابنها عبد الرحمن الذي يعاني من ضمور في المخ نتيجة خطأ طبي، أدى إلى نقص تروية الأوكسجين أثناء عملية الولادة، تقول: “في ظروف النزوح والمخيمات يصعب على الأصحاء مقاومة الظروف المعيشية، فكيف إذا كانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة؟”.

تضيف دنيا لوكالة نورث برس، وهي تذرف دموعاً، مستذكرةً وضعهم في عفرين ما قبل الاحتلال التركي، وتردف قائلةً: “في عفرين لم يكن حالناً أفضل، إلا أننا كنا نتدبر أمورنا وكان هناك أطباء وأدوية، هنا بالمخيمات يزداد وضع ابني سوءاً”.

احتل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته ممن يسمون أنفسهم بالجيش الوطني السوري عفرين في الثامن عشر من شهر آذار/ مارس عام 2018، ما تسبب بتهجير أكثر من /300/ ألف شخص من المنطقة إلى ريف حلب الشمالي قسراً، وفقاً لتقرير منظمة حقوق الإنسان في عفرين.

“الهلال يفتقر إلى الأطباء والأدوية ومعالجين فيزيائيين”

ويحتاج جميع ذوي الاحتياجات الخاصة في ريف حلب الشمالي إلى الأدوية والمعالجة الفيزيائية، ما قد يعيد لبعضهم القدرة على الحركة من جديد من أجل استعادة نسق حياتهم الطبيعي، إلا أن المنطقة تفتقر للأطباء الاختصاصيين والأدوية ومراكز المعالجة الفيزيائية.

وقالت العضوة في الهلال الأحمر الكردي، سكينة عربو إن الهلال يفتقر إلى الأطباء والأدوية ومعالجين فيزيائيين، بالإضافة إلى الإمكانيات الضعيفة، وتابعت بالقول: ” لا نتمكن من تأمين مستلزمات ذوي الاحتياجات الخاصة من كراسي ومتممات غذائية وأجهزة السمع”.

وطالبت سكينة عربو المنظمات الطبية والإنسانية بتقديم المساعدات، “لنتمكن من تخفيف معاناة هذه الفئة التي تكابد العيش في المخيمات”.

“وعود لم تلتزم بها المنظمات”

وقام مكتب شؤون المنظمات بريف حلب الشمالي، بتقديم بيانات وإحصائيات حول عدد الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، للجمعيات والمنظمات المعنية، “إلا أن أغلب المنظمات لم تستجب كما ينبغي وبعض المنظمات قدمت مساعدات خجولة لا تغطي احتياجات جميع المرضى في المنطقة، وبعضها قدمت وعوداً لم تلتزم بها”، بحسب ما أفادت به العضوة في مكتب شؤون المنظمات سعاد أيوبي.