مصطفى محمد.. شهيد الحقيقة والحرية

قامشلو/ سيدار رشيد ـ

تقف الكلمات عاجزة عن وصف تضحيات الشهداء، بالبحث عن الحقيقة وحرية الشعوب، فشهداؤنا الذين ضحوا بحياتهم لإظهار الحقيقة، جسدوا المعنى الكبير للتضحية والفداء وكان الشهيد “مصطفى محمد” أحد رموزها.

لكشف الحقيقة مجالات عديدة ومنها “الإعلام”، ففي ثورة روج آفا، هنالك حقائق خلف الكواليس، وإظهار البعض من تلك الحقائق والانتصارات كانت بعدسة وأقلام مناضلي الإعلام الحر، والشهيد الإعلامي، مراسل فضائية روناهي “مصطفى محمد” خير مثال.

حياته

ولد “مصطفى محمد شكري” عام 1987 في قرية يابسة خمسة كيلو مترات شرقي مدينة كري سبي، وعاش هناك مع عائلته المكونة من أب وأم وأربعة أشقاء، وسبع شقيقات، ومرتبته السابعة من بين أسرته، ودرس كلية الإعلام وتخرج منها بتفوق، ويعد الولد السابع في العائلة.

وقد انضم فيما بعد إلى “فضائية روناهي” في شهر شباط عام 2015، وأشرف على إعداد برنامج نصف شهري باللغة العربية باسم “إضاءات”، إيماناً منه بدور الإعلام في التنوير، إضافةً لمشاركته في إعداد الأخبار والملفات الخاصة وتقديمها في الفضائية.

كما وشارك في تشرين الأول من عام 2015، بالمؤتمر الثاني لاتحاد الإعلام الحر، ممثلاً عن مقاطعة كوباني، وقد انتخب كعضو مجلس اتحاد الإعلام الحر.

وأثناء بدء حملة الشهيد “فيصل أبو ليلى” لتحرير مدينة منبج من مرتزقة داعش، التحق الشهيد الإعلامي مصطفى بالحملة جنباً إلى جنب مع المقاتلين بكاميرته، ليظهر حقيقة المقاتلين، الذي يسطرون ملاحم بطولية لطرد ودحر مرتزقة داعش من المنطقة.

وبتاريخ 13 تموز عام 2016، حرر مقاتلو مجلس منبج العسكري دوار السبع بحرات في مدينة منبج، وكان الشهيد “مصطفى” يتابع مع زملائه الإعلاميين هذه الحملة، حيث توجه برفقة مراسل وكالة أنباء هاوار “كندال جودي” إلى منطقة السبع بحرات لتوثيق مجريات الأحداث، وهناك انفجر لغم كان قد زرعته مرتزقة داعش في المنطقة؛ ما أسفر عن إصابتهما بجروح، ونقلا على إثرها إلى مشفى قامشلو.

تاريخ استشهاده

وعلى الرغم من محاولة الكادر الطبي لإنقاذ حياتهما، إلا أن “مصطفى محمد” استشهد في الـ 18 من شهر تموز عام 2016م، لينضم إلى قافلة المناضلين، ويصبح شعلة تنير درب الصحافة الكردية وعين حقيقة الثورة.

وقد ترك استشهاده، أثراً في نفوس كافة الصحفيين والعاملين في مجال الصحافة، نظراً لروحه المرحة، وحبه لزملائه، فيتحدث كل من عرفه، وحتى يومنا هذا، عن مزاياه الحميدة، وخاصة أهالي منبج الذين يكررون مقولة “من خلال الشهيد مصطفى كنا نعلم ما يجري في منبج وكيف يتقدم المقاتلون في الحملة”.

ولمعرفة المزيد عن الشهيد مصطفى محمد، تحدثت صحيفتنا “روناهي”، مع مراسلة فضائية روناهي “جودي محمود علي” خلال لقاء معها: “يصادف يوم الثلاثاء 18 تموز الذكرى السنوية السابعة، لاستشهاد مراسل فضائية روناهي وعضو مجلس اتحاد الإعلام الحر “مصطفى محمد شكري”، الذي استشهد أثناء تأدية واجبه الإعلامي في حملة الشهيد “فيصل أبو ليلى” لتحرير مدينة منبج”.

وتابعت: “ننحني أمام عظمة الشهيد “مصطفى محمد” وكل شهداء الحرية والنضال، فلن يستكين شعب فيه مضحون”.

واختتمت مراسلة فضائية روناهي “جودي محمود علي”: “إننا كزملاء لشهداء الإعلام، نؤكد بالاستمرار على نهجهم، والمضي قدماً في دربهم حتى دحر الإرهاب وانتصار السلام”.