مشفى القلب والعين خدمة للمواطنين وكسر لاحتكار الأطباء والمشافي الخاصة

تقرير/ جوان محمد –

روناهي / قامشلو-افتتاح مشفى القلب والعين في قامشلو خطوة نحو تطور المجال الصحي في ظلِّ الإدارة الذاتية والتي من شأنها أن تخدم المواطنين وتساهم في كسر احتكار الأطباء الماديين والمشافي الخاصة.

 يعتبر القطاع الصحي من الأولويات الهامة لكافة البلدان في العالم، وفي إقليم الجزيرة رغم ضعف الإمكانيات تستمر العطاءات والإنجازات في الجانب الصحي من قِبل الإدارة الذاتية الديمقراطية في الإقليم، وجاء ذلك بتشييد مشفى القلب والعين في قامشلو في الذكرى الخامسة للإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية.

في عام 2014م، تم الإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم الجزيرة، وفي ذكراها الخامسة بهذا العام تزينت بافتتاح مشفى القلب والعين بقامشلو، وذلك بهدف خدمة المواطنين وتخليصهم من عناء السفر إلى دمشق وباشور كردستان، واستغلال المواطنين من قِبل الأطباء ومشافي قامشلو الخصوصية، وأخذ أجور باهظة منهم لقاء أي عملية قلب أو عين.

يتميز المشفى بكوادر مختصة وأجهز حديثة جداً

منذ سنتان ونصف كان العمل جارياً من قِبل لجنة الصحة لبناء هذا المشفى، وقد تعرضت خطة سير العمل للكثير من المعوقات والصعوبات، منها الحصار الذي كان مفروض على روج آفا، ونقص في مواد البناء وجلب الأجهزة والتي تعتبر الأحدث على مستوى المشافي المختصة بمجال القلب والعين في كُل سوريا.

كوادر مختصة من الأطباء والمُمرضين والمخبرين يعملون في المشفى على مدار الساعة، وهناك طبيب مناوب بشكلٍ دائم مختص بالقلب.

وقد تم حتى الآن إجراء خمسون عملية ما بين قثطرة القلب وتركيب الشبكات، وقدوم مراجعين من كافة مدن شمال وشرق سوريا للعلاج، أما الأسعار فهي رمزية جداً، بخصوص القطثرة القلبية يبلغ تكلفتها 45 ألف ل.س، مع كل ما يلزم من منامة وأدوية وتحاليل وصور، وفي حال تم وضع شبكات للقلب فهي أيضاً بنصف القيمة التي تأخذ في المشافي الخاصة، وتكلف 450 ألف ل.س في مشفى القلب والعين بقامشلو، بينما في المشافي الخاصة فهي بحدود ما فوق المليون ل.س، أما في حال وصول حالة إسعافية فالمعاينة والمنامة مجانية وأن لم يلزمه عملية يتم أخذ أجور رمزية فمثلاً التصوير سعره ثابت وهو فقط 500 ل.س، والتحاليل بنصف القيمة، والطبق المحوري متوفر وسعره هو 4000ل.س.

أقسام المشفى والعمل جاري على توسيع الخدمات

المشفى يحوي على ثلاث طوابق، فالطابق الأول يحوي على غرفة الإدارة، الديوان والأرشيف، المحاسبة، الطبق المحوري، المخبر، الصيدلية، بنك الدم، أما الطابق الثاني فيحوي على قسم عمليات القلب، والعناية المشددة وفيها 12سرير، ويتم التجهيز لغرفة عمليات القلب المفتوح، وستكون في الخدمة خلال الفترة القريبة القادمة، والطابق الثالث والأخير فهو قسم العينية ونوم المرضى وفيه 30 سريراً، والعدد جيد، حيث أن مرضى عمليات القلب والعين لا يحتاجون للمنامة في المشفى لمدة طويلة، وخاصةً عمليات العين، لأنه خلال ساعات يتم تخريجه من المشفى، وفي حال وجب ذلك، ففي الوقت الحالي هذا العدد كافي لسد حاجة المشفى من المرضى والمراجعين.

انتصرنا على كافة الصعوبات لخدمة المواطنين

عضو إدارة المشفى محمد كرمو أوضح بالقول: “وضع تشييد وافتتاح المشفى في يوم ذكرى الإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية والذكرى الأولى في اليوم الثاني من البدء بالهجوم على عفرين، كان جواب للمحتل التركي ولكل المغرضين بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي، وسوف نستمر بتحقيق الإنجازات وخدمة المواطن بكافة الأشكال”.

وتابع حديثه قائلاً: “لجنة الصحة هي من أشرفت على بناء هذا المشفى وعلى هذا الصرح الحضاري، ولم نتلق أي دعم من أي جهة ولا أي منظمات عالمية”، ونوه بأن الإدارة تفتح أبوابها لكل العاملين في هيئات ومؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية، بحيث بالإمكان الاتفاق مع تلك الهيئات، وفي حال تم إجراء عملية لأي عامل من أي هيئة نحول بدورنا فاتورة المشفى للهيئة المعنية وهي تدفع التكلفة، وهذا الأمر قائم حالياً فقد حصل الاتفاق حتى الآن مع وحدات حماية الشعب والأسايش ومؤسسة عوائل الشهداء، ونستقِبل العاملين في الجهات المذكورة بعد جلبهم ما تؤكد بأن حاملها يعمل ضمن سياق هذه المؤسسة، ويتم دفع التكاليف من قِبل المؤسسة التي يتبع لها.

خطوة يتم محاربتها من بعض فاقدي أخلاق المهنة الطبية

لابدّ بأن خطوة إنشاء مشفى وبهذه الأسعار الرمزية سوف يخلق حالة انزعاج لدى الكثير من الأطباء الماديين وبدورهم يحاولون عرقلة خدمة المشفى، بحيث ألتقينا أحد المراجعين وكان قادماً من مدينة الحسكة وهو ح/ ك، والذي قال: “خطوة مباركة افتتاح هذا المشفى، وكل ما نريده أن يكون في خدمة كافة المواطنين، والتخلص من الأسعار الباهظة للمشافي الخاصة والأطباء فيها، ولكن هنالك صعوبات في الوقت الحالي لتأمين شبكات للقلب، ونتمنى تدارك هذا الأمر بالسرعة الممكنة”.

إن إجراء العمليات في مشفى القلب والعين في قامشلو أمر أثار حفيظة الكثير من الأطباء الذين نستطيع أن نسميهم تجار، ويبتعدون كل البعد عن أخلاقهم المهنية وأصبحوا يركضون وراء جني المال فقط، حتى لو كان من جيوب الفقراء والمحتاجين، لذلك فتح هذا المشفى لكسر الاحتكار، وستبقى خطوة رائدة وستحارب بكل تأكيد بمحاولة من بعض الأطباء لإعاقة وصول المواد اللازمة للمشفى، ولكن بتعاون المواطنين وإرادة المعنيين سوف يتم التغلب على كافة المعوقات والصعوبات التي سوف تعترض سير عملهم.