روناهي/ الدرباسية ـ
لأهمية القطاع الصحي بالمجتمع أولت الإدارة الذاتية اهتمامها ببناء العديد من المستشفيات، كان من ضمنها مشفى الشهيد خبات الذي افتتح في الشهر السابع من عام 2016 بناحية الدرباسية، والذي يخدم ناحية الدرباسية والقرى التابعة لها بخدمات إسعافية سريعة، إضافة إلى تقديم العلاج للمرضى الذين تتطلب حالتهم المرضية الإقامة لفترة محددة ضمن المشفى.
عملت وما تزال تعمل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا على تطوير القطاع الصحي باستمرار، لكي يكون دائماً بالسوية المطلوبة لخدمة المواطنين. وضمن هذا الإطار تستمر هيئة الصحة في إقليم الجزيرة بافتتاح المشافي والمراكز الطبية في مدن وبلدات شمال وشرق سوريا.
خدماتٌ على قدر المستطاع
وفي هذا السياق تحدث لصحيفتنا “روناهي” فواز شيخ صالح، الإداري في مشفى الشهيد خبات، ومساعد جراح فيها، حيث قال: “يوجد في المشفى ثلاثة أطباء مقيمين على مدار الساعة في قسم الإسعاف لتقديم الخدمات الإسعافية السريعة للحالات الطارئة. كما يوجد ضمن المشفى عدد من العيادات لفحص وتشخيص حالات المرضى، مثل عيادة الأطفال والداخلية، إضافة لعيادة النسائية والعيادة الجلدية، وعيادة الجراحة العامة”.
وأضاف شيخ صالح إلى حديثه قائلاً: “في الوقت الحالي انتهت العقود الموقعة مع أطباء النسائية كما أن الاعتماد متوقف الآن، لذلك لا يوجد لدينا أطباء نسائية في الوقت الراهن ولا نزال ننتظر بدء الاعتماد للتعاقد مع أطباء جدد مختصين بالأمراض النسائية، كما أن دوام هذه العيادات هو دوام إداري يبدأ من العاشرة صباحاً وحتى الثانية بعد الظهر”.
وحول استقبالهم للمرضى المقيمين يشير فواز شيخ صالح إلى أنهم يستقبلون المرضى التي تتطلب حالاتهم الإقامة في المشفى، ويقدمون لهم جميع العلاجات المطلوبة، إضافة إلى العمليات التي يمكنهم القيام بها، كما أن جميع هذه الخدمات تُقدم بالمجان دون أي مقابل، سوى دفع 500 ليرة سورية كدخولية للمشفى. إلا أن عدد الغرف الموجودة قليلة نسبياً وذلك نظراً لصغر مبنى المشفى، حيث أن تصميمه منذ البداية كان صغيراً، لذلك فإن عدد غرف المرضى قليلٌ نسبياً.
بحسب شيخ صالح؛ فإن المشفى يعاني من نقص في بعض الاختصاصات الطبية، لذلك يضطرون لتحويل بعض المرضى عندما لا يوجد طبيب مختص لحالتهم إلى مدينة قامشلو، وذلك بعد أن يقوموا بإجراء الإسعافات الأولية اللازمة للمريض.
تجهيزات المشفى
مشفى الشهيد خبات في ناحية الدرباسية يضم غرفة عمليات مجهزة بشكل كامل إلى جانب وجود جهاز تصوير شعاعي، إلا أن افتقاره لبعض الاختصاصات يحول دون إجراء جميع أنواع العمليات، فعلى سبيل المثال، لا يمكن إجراء العمليات العظمية لعدم وجود طبيب عظمية، فيتم تحويل المرضى إلى مشافي مدينة قامشلو. وحول الأدوية الموجودة في المشفى يقول شيخ صالح: “نعاني من نقص كبير في أنواع الأدوية، حيث أن الأدوية الموجودة لدينا تقتصر على الأدوية الإسعافية فقط، إضافة إلى الأدوية اللازمة للعمليات التي يمكن القيام بها”.
وعندما سألنا عن سبب توفر الأدوية في الصيدليات الخارجية وعدم توفرها ضمن صيدلية المشفى، أجاب فواز شيخ صالح بأن: “الأمر يتعلق بمديرية الصحة وهيئة الصحة، كما أن الأمر يعود إلى الحصار المفروض على مناطق شمال وشرق سوريا”.
مطالب المرضى!
نظراً لصغر حجم المشفى وعدم وجود إمكانات كافية، فإن مشفى الشهيد خبات لا يستطيع استقبال حالات الإصابة بفيروس كورونا، ما دفع بالكادر الطبي إلى مناشدة الجهات المعنية في هيئة الصحة لإيجاد حل لهذه المشكلة، ولكن إلى الآن لم يتم حل هذه المشكلة.
ولكي نكون بصورة الخدمات التي تقدمها المشفى، التقينا بالمواطن أحمد سلو، وهو مرافق لطفل مريض نزيل في المشفى، فقال: “الخدمات التي تقدمها المشفى هي خدمات ممتازة من حيث الإمكانات المتوفرة، إلا أن المرضى يعانون من عدم توفر أصناف كثيرة من الأدوية، لذلك نلجأ إلى الصيدليات الخارجية وبأسعار مرتفعة جداً، ولكن أصناف الأدوية الموجودة في المشفى تُقدم بالمجان للمرضى كما باقي الخدمات التي تقدمها المشفى”.