مشروع زراعي ناجح في جل آغا؛ وطموح بالتوسّع

جل آغا/ غزال العمر ـ

تجربة زراعيّة ناجحة يشجع صاحباها على تعميمها في شمال وشرق سوريا، ويغطي احتياجاتها من الخضار الصيفية والشتوية عبر فكرة البيوت البلاستيكية.

كانت ولا زالت الزراعة الحِرفة الأولى لأهالي سوريا بشكل عام وشمال وشرق سوريا بشكلٍ خاص لأن مقومات الزراعة متوفرة في مناطقها، وتشكل مصدر دخل لغالبية السكان، والشمال السوري ينعم بالاكتفاء الذاتي للكثير من الزراعات بفضل المساحات الزراعية الشاسعة.

بدأ حسن أحمد حاجو من سكان قرية عابرة ٤٥ عاماً منذ ثلاث سنوات بهذا المشروع الذي نجح كتجربة زراعية رائدة في المنطقة “نغطي احتياجات السوق المحلي ونزود سوق الهال بمدينة قامشلو بالفائض من الإنتاج”.

 تنوّع المحاصيل

 وتحدث حاجو لصحيفة روناهي عن الخضروات التي تتم زراعتها في المشتل الذي أُطلِق عليه اسم نرجس “نزرع موسمين ربيعي وصيفي بكافة أنواع الخضرة” حيث يوجد خمسة بيوت بلاستيكية جاهزة ومُعدّة للزراعة.

وعن التكلفة المادية للمشروع والصعوبات التي تعترضه بعمله وشريكه يقول حاجو: “بدأنا العمل بالمشروع عندما كان الدولار بـ 600 ليرة سوريّة، وكان مُكلفاً ليتجاوز اليوم 2800 ليرة، أما كيس البذار الذي يحوي 1000 بذرة فنشتريها بـ 90 دولار أمريكي”.

يطمح حاجو للتوسع بمشروعه لكنه يشكو من غلاء الأسعار وغلاء البذار الذي يستقدمه من الساحل السوري. ليتابع حسن أحمد حاجو تذمره من وجود المشروع بمنطقة الحرّاقات التي تؤثر عوادمها على الشتلة ودورة حياتها النباتية مما زاد من التكاليف المادية وقال: “نفلتر المازوت (نصفيه) ونعاني من رداءة نوعه الذي يؤثر سلباً على الإنتاج”.

 تربة خصبة

 هذا ويدخل صاحب الخبرة الزراعية محمد خلف المحيميد 37 عاماً من ريف ناحية جل آغا الشرقي كشريك في المشروع مع حسن حاجو، ويلعب دوراً في نجاح المشروع من خلال تجربته الواسعة في الزراعة التي اكتسبها خلال تواجده لمدة عشر سنوات في الساحل السوري وقال: “تخوّفت في البداية من فشل التجربة في منطقتنا لكن النتائج كانت تنافس أراضي وتربة الساحل”، ويتابع المحيميد الذي شرح آلية وطريقة عملهم “يتم بشكل دوري التسميد الطبيعي العضوي للتربة كل عشرة أيام ومكافحة للآفات الزراعية ورش المبيد الوقائي” فهناك شيء مدروس وغير عشوائي حسب تعبيره.

ويوضح المحيميد أنه يتم تجهيز التربة وتعريضها للشمس وتهويتها من عشرة إلى خمسة عشر يوماً، ثم تركها نفس المدة بعد الفلاحة أيضاً، “ونمدد شبكة التنقيط ونضع كبريت أو مبيد فطري ونجهز الأرض للزراعة”.

ويردف المحيميد بالقول بأنّ الموسم الشتوي له أمراض “كالعفن الذي تسببه الرطوبة العالية وفطريات البياض الزغبي الدقيقي وعفن الثمار” وأصحاب مشروع النرجس الزراعي يحاولون وقاية النباتات قبل إصابتها.

 التناوب على زراعة المحاصيل

 ويأمل المحيميد التوسع في المشروع المكوّن من خمسة بيوت بلاستيكية، حيث يبلغ المشروع “ثمانية أمتار عرض وخمسين متر طول” تسقى بطريقة شبكات الري بالتنقيط، لكن؛ التكاليف باهظة بظل ارتفاع سعر صرف الدولار غير المستقر مقابل الليرة السوريّة” علماً بأن هناك 25 دونم يستفيدون من زراعتها بالزراعات الموسمية في عام؛ وبالخضار الحقلية في العام الآخر بالتناوب وذلك “لتجذير التربة وزيادة خصوبتها وإراحتها”.

كما يتبعون نظام تدفئة يحافظ على درجة 25 مئوية، وذلك عبر وجود حرّاقة بكلِّ بيت تحافظ على درجة الحرارة ” نتجنب بذلك موجات الصقيع التي تتسبب بفشل المشروع” بحسب المحيميد.

كما لصاحبا المشروع عتب على الجهات المعنية بالزراعة من حيث تسويق الإنتاج وتأمين مستلزمات الزراعة من بذار وكهرباء ومازوت ذي نوع جيد وتقديم الدعم والتشجيع اللازم بشكل فعلي.

تأثير الدولار على الإنتاج

ويعتبر المحيميد بأنّ الاستفادة من البيوت البلاستيكية بموسمين شيء نادر وهام، فما أن ينتهي الموسم في 20 شهر أيار من هذا العام حتى يبدأ الموسم الثاني بتاريخ 1/8/2021م بكافة أنواع الخضار الصيفية” جربنا ذلك بزراعة محصول الخيار لموسمين” وذلك لتغطية النفقات التي تتجاوز أحياناً الربح فهم يشترون بالدولار ويبيعون بالليرة السوريّة مما يتسبب بخسارتهم فيما إذا تم زرع موسم واحد.

ويختم محمد خلف المحيميد تجربته بأنّهم يحاولون الاستفادة من كلِّ نبتة بالشكل الأمثل عبر سحب أكثر من عرق للنبتة لزيادة الإنتاج وكل ذلك يحتاج لخبرة.