الشدادي/ حسام دخيل –
تستمرّ الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، تنفيذ أعمال مشروع استجرار مياه نهر الفرات من ريف دير الزور الشرقي إلى مدينة الحسكة، وريفها الجنوبي منذ مطلع العام الحالي، حيث باشرت الورشات العاملة مؤخّرا، المرحلة الثانية، وهي تأهيل محطتي، مياه الشدادي، ومركدة.
ويهدف المشروع إلى استجرار مياه نهر الفرات، من محطة الصور بريف دير الزور الشمالي، إلى محطة مياه الشدادي، ومن ثمّ إلى محطة مياه منطقة الـ47 بريف الحسكة، وصولاً إلى المدينة.
وقال محمد صالح، الإداري المشرف على مشروع استجرار مياه الفرات: “إنّ المرحلة الأولى كانت تقتصر على تجربة الخطوط، وصيانة الأعطال فيها، ابتداء من محطة الصور، وصولا إلى الحسكة مرورا بالشدادي وال 47”.
بالإضافة إلى معرفة مدى جاهزية المحطّات، التي تمّت صيانتها، وإعادة تأهيلها “محطّة ضخ العلوة، ومحطّة الـ 47”
وأضاف صالح: “في المرحلة الأولى، كان هناك بعض الخروقات والتجاوزات، من قبل الأهالي، أدّت إلى توقف عملية الضخ من محطة الصور إلى الحسكة، فضلا عن وجود مطالب عدّة من أهالي الريف الجنوبي للحسكة، بإعادة تأهيل محطة تصفية مياه الشدادي، ومحطة تصفية، مركدة؛ لتأمين مياه الشرب للأهالي في هذه المناطق، وهذا الأمر الذي استجابت له إدارة المشروع بالتنسيق مع منظمة فرات “.
ولفت صالح إلى: أنّ الخطّ لم يتوقّف العمل به، حيث بدأت أعمال المرحلة الثانية من المشروع، والذي بدورة يتألّف من مراحل عدّة، والتي يُعدّ أهمها صيانة الخطّ، وإزالة كافة التجاوزات عليه، بالإضافة إلى صيانة محطة الصور في ريف دير الزور الشمالي، بالإضافة إلى إيصال الكهرباء لمحطة الصور، ومشروع قناة الري في بلدة الصور، بالريف الشمالي لدير الزور.
ونوّه الصالح: إنّه فور الانتهاء من هذه المشاريع، باشرت الورش بصيانة محطة تصفية الشدادي، وتُعدُّ هذه المحطة استراتيجية، تخدم مناطق الريف الجنوبي لمدينة الحسكة، والشدادي، والقرى المحيطة بها، بشكل كامل، وتكون مدّة العمل في هذه المحطة، مدة خمسة أشهر، ومن المتوقّع أن تنتهي أعمال الصيانة منها في شباط من العام القادم.
وأردف ” العمل جارٍ أيضا في صيانة محطة مركدة، بالتنسيق مع منظمة فرات، وجاءت أعمال الصيانة تفنيداً للشائعات، التي تقول: إنّ المياه ستخدم الحسكة فقط، ولا تستفيد مناطق الريف الجنوبي منها، مؤكّدا أنّ هذا المشروع سيخدم مناطق الريف الجنوبي، بالإضافة إلى تغطية جزء بسيط من احتياجات المياه بالنسبة لأهالي مدينة الحسكة”.
وتابع ” العمل جارٍ بصيانة المحطتين بشكل متزامن على أمل الانتهاء منهما خلال الفترة المحدّدة.
ومنذ سيطرة جيش الاحتلال التركي ومرتزقتها على محطة مياه علوك، خلال الهجوم التركي على شمال شرق سوريا، في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 قامت بقطع المياه بشكل متكرّر عن أكثر من مليون شخصٍ في مدينة الحسكة وريفها، وسط تحذيرات دولية، من التسبب بكارثة في ظل انتشار جائحة كورونا.
وكانت الحكومة السورية، قد أدخلت مشروع جرّ مياه الفرات، إلى الخدمة قبل الأزمة السورية عام 2011، ولكن محطّات ضخ المياه، وخطوط المياه تعرّضت للنهب والتخريب من قبل الفصائل المعارضة، ومن ثمّ مرتزقة داعش، كما أنّ الخطوط والمحطات، تعرّضت لعدة ضربات جويّة من طائرات التحالف الدولي، أثناء حملات إنهاء داعش من المنطقة؛ أدّت إلى أضرار كبيرة فيها.
وفي منتصف شهر كانون الثاني من العام الحالي، أعلنت الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة عن البدء بمشروع استجرار مياه الفرات، كحلّ إسعافي بديل لمحطة مياه علوك المغذية للحسكة، والتي يسيطر عليها الاحتلال التركي ومرتزقته.
وجاء الإعلان عبر مؤتمر صُحُفيٍّ للرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في إقليم الجزيرة، طلعت يونس، في محطة مياه العلوة ١٠ كم جنوب ناحية الشدادي؛ بهدف تأمين المياه لريف الحسكة الجنوبي و20% من احتياجات مدينة الحسكة.
