مساعي مثقفي إقليم الجزيرة للوحدة الوطنية

تقرير/ ليلاف أحمد –

روناهي/ قامشلو ـ جل ما يحتاجه الكرد اليوم هي الوحدة الوطنية؛ وفي ظل هذه المرحلة الحساسة تتجه مطالب ومساعي المثقفين بإقليم الجزيرة لإنشاء واجهة سياسية ديمقراطية؛ تعيد الثقة وينتج عنها حوار كردي يهدف إلى اكتساب أهمية استثنائية في كافة أجزاء كردستان

شكلت مبادرة القائد العام قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، وجهود ممثلي دول راعية  للحوار الكردي الكردي على أسس ديمقراطي سياسي سليم؛ بادرة أمل للشعب الكردي عامةً، ويرى المثقفون من إقليم الجزيرة أن نجاح المفاوضات التي توقفت مؤقتاً نتيجة انتهاء مهمة المبعوث الأمريكي يجب أن تستمر وتتحقق الوحدة الكردية.

بالنسبة لوحدة الصف الكردي أو الوحدة الكردية يقوم اتحاد المثقفين في أقليم الجزيرة بدوره؛ حيث نظموا الكثير من الأنشطة للدعوة من خلالها إلى وحدة الصف الكردي منذ سنوات، “كرديار دريعي” الرئيس المشترك لاتحاد مثقفي إقليم الجزيرة قال: “وحدة الشعب الكردي تفككت منذ اتفاقيات لوزان وسايكس بيكو واتفاقية سيفر، وبعدها تعرض الشعب الكردي لأبشع وسائل الأنكار والإمحاء في هذه الدول التي تم قُسّمت كردستان بينها، فهذه الاتفاقيات هدفت إلى إنكار الشعب الكردي في كافة أجزاء وطنه المحتل”.

الوحدة الكردية مستقبل الكرد المشرق

وأوضح دريعي بأن الشعب الكردي لا زال يعيش السنوات الأخيرة من اتفاقية لوزان، حيث لم يكن للشعب الكردي قرار في أرضه ولا مستقبله وقضيته: “الغاية من هذه الحوارات أن لا ندخل في مئة عام قادمة فارغي الوفاض”.

تركيا تخطط لمئة عام قادمة ومثلها الولايات المتحدة وغيرها من الدول، أفعال حزب العدالة والتنمية اليوم هدفها إعادة المشروع العثماني الجديد باحتلال روج آفا وباشور كردستان وحتى المناطق العربية، أضاف دريعي بقوله: “نحن الكرد لماذا لا نفكر بمستقبلنا غداً؟ المستقبل القادم ليس للضعفاء؛ الضعفاء لا وجود لهم في السياسة وليس لهم أي قرار، بوحدة وتلاحم القوى الكردستانية سيكون الموقف الكردي قوياً، وستتحد جميع أطياف المجتمع لأن تشتت الأحزاب يعني ابتعاد أبناء الوطن الواحد عن بعضهم أيضاً، فعندما تتحد الأحزاب سيكون لنا كلمة وقرار واحد في شتى المجالات”.

بتحقيق الوحدة سيكون للشعب الكردي مستقبل في الفترات القادمة، فالمؤتمر الوطني الكردستاني هو مرحلة تاريخية، وقد أكد دريعي على أهمية الحوار بقوله: “هنا أريد أن أركز على نقطة؛ عندما يدعو مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية إلى وحدة الصف الكردي ويقدم تنازلات كثيرة للطرف الآخر؛ يفسرها الكثيرون ضعف الإدارة الذاتية وضعف قوات سوريا الديمقراطية أو ضعف هذه الأحزاب”، مشيراً إلى أنها محل قوة لا ضعف؛ لأن القائد مظلوم عبدي والإدارة الذاتية تخطط من الناحية الاستراتيجية؛ وعدم إنجاز مشروع الوحدة الوطنية سيكون انتكاسة للشعب الكردي وبالتالي فإنه لن يحصل على حقوقه.

وأكمل كرديار دريعي حديثه: “عندما يزور المجلس الوطني الكردي تركيا فهذا يعني أنهم يفكرون بالمصالح الآنية؛ ولكن في الأيام القادمة فإن الشعب الكردي والتاريخ سيحاسبهم والأجيال القادمة سيتساءلون ماذا فعلتم من أجل مستقبلنا؟ لذلك فإن هذه الدعوات الكردية هي رؤية استراتيجية لكي يكون للشعب الكردي مكانة راقية في مئة عام قادمة”.

باشور توسع الفجوة بين الكرد

وأكدت حسينة أحمد عضوة الهيئة الإدارية في اتحاد مثقفي إقليم الجزيرة بأن ظهور مشكلة في باشور كردستان وتوسعها كان سيرافقها ظهور النزاع الكردي – الكردي  بقولها: “نحن كشعب كردي غير راضين عن هذه الأحداث، وسبب المشكلة تركيا المحتلة؛ فنشر الفتنة والخطط القذرة من قبل تركيا لإشعال الحرب بين أبناء الشعب الكردي الواحد ستنعكس سلبياته على أجزاء كردستان كافة”.

وقالت حسينة أن ثورة روج آفا قدمت خطوات ناجحة وكبيرة وكانت الإدارة ذاتية نتيجة لهذه المكتسبات، ولكن ما يزال الشعب الكردي في أجزائه يعاني من تشتت وتفكيك؛ لذلك فإنه يواجه المشاكل، وأكدت بقولها: “كلنا نعرف عدو الشعب الكردي وقد واجهتنا مشاكل اقتصادية وسياسية، على الكرد أن يكونوا متيقظين، وعلينا تخفيف الحمل وليس تقوية العدو”.

 اختتمت حسينة أحمد حديثها بقولها: “لازلنا اليوم نقود الثورة ونطالب بحقوقنا والمعوقات التي ظهرت في باشور لا تخدم الشعب الكردي؛ إنما تخدم عدو الشعب الكردي”.

تكاتف الأحزاب جميعاً ستوحد قوة وإرادة الشعب؛ وتشكل حوارات بناءة تفشل تلك المجابهات والسياسات الرامية إلى إضعاف وتفكيك الكرد.