مزارعو الحسكة يستبشرون بموسم وفير بعد الهطولات المطرية الأخيرة

الحسكة/ محمد حمود –

مع الهطولات المطرية الأخيرة التي وصفها المزارعون بالجيدة، يستبشر هؤلاء بموسم زراعي وفير هذ العام، مع تأمين الإدارة الذاتية الديمقراطية للعديد من وسائل الدعم لهم.

يستعد أبناء إقليم شمال وشرق سوريا للموسم الزراعي 2023 -2024، بأمل من المزارعين بمحصول وفير، حيث يعول العديد منهم على كميات الأمطار الهاطلة منذ بدء فصل الشتاء.

الخطة الزراعية لعام 2023-2024

إلى ذلك؛ أصدرت هيئة الزراعة والري في إقليم شمال وشرق سوريا، مع بدء الموسم، الخطة الزراعية متضمنة المساحات المخصصة للمزروعات وفق التقسيم الزراعي، كما تضمنت الخطة الزراعية موعد التراخيص الزراعية وكميات البذار المخصصة لكل دونم، إضافةً للنسب المئوية للمحاصيل الزراعية.

ووفق الخطة للموسم الشتوي، حدد للقمح المروي نسبة 60 % من المساحة الإجمالية للأراضي الزراعية، والشعير خمسة بالمائة والبقوليات 15 % والخضار الشتوية اثنان بالمائة، وللموسم الصيفي: للقطن 15 % والخضار الصيفية ثلاثة بالمائة، والمحاصيل التكثيفية 20 %، والشعير خمسة بالمائة.

وفيما يتعلق بالأراضي التي تزرع بعلاً، فقد قسمت الخطة الزراعية الأراضي الزراعية وفق ثلاث مناطق زراعية؛ وهي منطقة الاستقرار الأولى ونسبة القمح فيها 60 % والبقوليات 20 % والأراضي البور 20%. ومنطقة الاستقرار الثانية نسبة القمح 50 % والشعير 25 % والبقوليات 15 % الأراضي البور عشرة بالمائة. ومنطقة الاستقرار الثالثة القمح والشعير 50 % والبقوليات 25 % والبور 25 %.

الدعم المقدم

أما عن كميات البذار لكل دونم، فقد حددت للأراضي المروية كمية 30 كغ من القمح الطري للدونم الواحد يحق للمزارع الحصول عليه، و32 كغ من القمح القاسي للدونم، وللبعل 20 كغ للدونم الواحد من الأرض الزراعية.

في حين خصصت هيئة الزراعة ووفق خطتها الزراعية وكنوع من الدعم للمزارعين للقمح المروي 30 كغ للدونم الواحد من سماد “يوريا”، و20 كغ للدونم الواحد من سماد “الفوسفات”، وللقمح البعلي 20 كغ من سماد “اليوريا”، وعشرة كيلو غرامات من سماد “سوبر فوسفات” للدونم الواحد، و25 كغ من سماد” اليوريا” للزراعات التكثيفية، و20 كغ من سماد “سوبر فوسفات” للدونم. كما فتحت هيئة الزراعة والري في إقليم شمال وشرق سوريا منذ شهر أيلول الماضي، باب الترخيص للآبار الزراعية وانتهى بتاريخ 30 تشرين الثاني من عام 2023. وأكدت الهيئة ضرورة مراعاة الدورات الزراعية للأراضي من قبل المزارعين في الزراعات البعلية والمروية، بضرورة اتباع الدورة الزراعية من أجل الحفاظ على سلامة التربة من الآفات.

في السياق؛ كان لنا لقاء مع مستشار المؤسسة العامة لإكثار البذار في إقليم شمال وشرق سوريا “محمد معمي“، الذي تحدث عمَّا قدمته المؤسسة للفلاحين من دعم هذا العام، مؤكداً أنهم قاموا بالتعاقد مع بعض الفلاحين لإنتاج البذار.

ونوه معمي: “هذا العام تعاقدنا على حوالي 2400 دونم في شمال وشرق سوريا، ووزعنا منذ بداية الموسم 7500 طن لإنتاج بذار حاجة الموسم القادم، ومن المتوقع إنتاج 89 ألف طن في هذا السياق”.

وعن مخططات المساحات الإجمالية التي يُتوقع أن يتم زراعتها في عموم إقليم شمال وشرق سوريا، أشار محمد معمي إلى أن هناك مساحات مرخصة بحدود مليون و800 ألف دونم سقياً، ومن المتوقع أن تنتج هذه المساحات كميات تقدر بمليون ونصف المليون طن، إن كانت الظروف ملائمة.

كما لفت معمي إلى أن مؤسسة إكثار البذار في إقليم شمال وشرق سوريا، تقوم بتوزيع البذار على المتعاقدين (2400 دونم) إضافةً إلى السماد اللازم؛ ديناً يتم تسديده في أوقات الحصاد.

مؤشرات مبشرة لموسم هذا العام

في الصدد؛ هطلت أمطار وصفها المزارعون بالجيدة خلال الأسبوعين الأخيرين؛ ما جعل المزارعين يتوقعون إنتاجاً جيداً للموسم الزراعي الحالي، لتعويض بعض خسائرهم التي سببها شح هطول الأمطار خلال المواسم الأخيرة، باستثناء الأخير.

وفي هذا الصدد، بين “إبراهيم خليل” وهو مزارع من ريف الحسكة، إنَّ “الأمطار هطلت وتستمر بالهطول منذ مدة، لافتاً إلى أن فائدة هذه الأمطار في هذا التوقيت كبيرة للزراعات البعلية والمروية”.

وأضاف أنَّ الموسم الزراعي كان جيداً خلال السنة الماضية إلا أن السنوات السابقة شهدت إنتاجاً شبه معدوم: “نأمل بتعويض خسائرنا التي تعرضنا لها بسبب قلة الأمطار في السنوات السابقة”.

ويتوقع خليل أنْ ينتج الهكتار البعلي بين 30 و40 كيساً خلال الموسم الحالي، وأن يصل إنتاج المروي إلى نحو 50 و60 كيساً، وخاصةً إذا ما هطلت الأمطار لمرة أخرى خلال شهري آذار ونيسان.

وأوضح أن هذه الأمطار جيدة للأراضي المروية وأنه في حال هطول الأمطار مرة أخرى ستساهم في زيادة إنتاج الأرض، مشيراً إلى أن الأمطار الأخيرة جاءت في وقتها وكانت كميتها وفيرة للأراضي الزراعية.

وأشار إلى أنَّ المزارعين يستفيدون بشكل كبير من هذه الأمطار، لأنها توفر عليهم مادة المازوت وتكاليف زيوت المحركات وصيانة المولدات.

من جانبه أكد “أكرم خباز” أنه يستبشر خيراً بالأمطار التي هطلت في الفترة الأخيرة، وما تتوقعه الأرصاد الجوية من هطولات كثيفة خلال المرحلة المقبلة؛ وخاصةً مع بداية السنة الجديدة، منوهاً إلى أنهم اعتادوا في عموم شمال وشرق سوريا إن المواسم الجيدة تنعكس إيجاباً على حركة البيع والشراء وانتعاش الأسواق، الأمر الذي يسهم بشكل كبير في دوران العجلة الاقتصادية.

كما تطرق خباز إلى الأسعار التي اشترت بها الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا محاصيل الموسم السابق، مؤكداً أنها كانت أسعاراً مجزية، لاسيما أنه تم صرفها بالدولار، ما جعل المزارعين يتجنبون تخبط أسعار الصرف التي تشهدها الليرة السورية منذ سنوات.