سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مركز مؤتمر ستار في حي الطي…  جهود لتوعية الجنسين

قامشلو/ دعاء يوسف –

بعد مرور أربعة أشهر على افتتاح مركز مؤتمر ستار في حي طي، تبذل العضوات جهود حثيثة لأجل حل قضايا المرأة بالتراضي بين الطرفين، إلى جانب تعرفيها بحقوقها المشروعة، وتوعية الجنسين على حد سواء.
افتتح مؤتمر ستار على مستوى شمال وشرق وسوريا دوراً عديدة للمرأة؛ لتكون ملجأ وسنداً لها، لأن المرأة تتعرض للعنف الجسدي والنفسي، وبالإضافة إلى ما تعانيه من عادات وتقاليد بالية، فكانت الضحية لممارسات لا أخلاقية، كتزويجها وهي قاصر، وحرمانها من الإرث، وتعرضها للتحرش، والابتزاز، والاغتصاب وغيرها من الانتهاكات.
وفي الحادي عشر من نيسان 2023 افتتح مركز مؤتمر ستار في حي طي بمدينة قامشلو، بمناسبة مرور الذكرى الثلاثين على وفاة الأم عويش؛ والدة القائد عبد الله أوجلان.
وبعد افتتاح المركز سارعت العضوات إلى القيام بمهامهن في تعريف المرأة بحقوقها، وحل قضاياها وتوعيتها في الحصول على حقوقها المشروعة.
آلية العمل في المركز
ويضم المركز ثلاث عضوات، لحل القضايا الواردة إليهن عن طريق الكومين، كما يقمن بزيارات للمنازل، بهدف حث المرأة على أهمية التدريب، وضرورة التوعية.
ولمعرفة المزيد عن مهام مركز مؤتمر ستار بحي طي وكيفية التعامل مع القضايا، الواردة إلى المركز كان لنا لقاء مع إدارية المركز، خاتون عبد الرزاق، التي تطرقت في بداية حديثها إلى الهدف من افتتاح المركز وفي تلك المنطقة بالذات، فقالت: “بعد تحرير حي طي، كان هناك ضرورة لافتتاح مركز خاص للمرأة في الحي، وذلك من أجل توعية المرأة، ونشر مفاهيم الحرية للمجتمع، نظراً للوضع المتأزم الذي كان تعيشه المرأة في تلك المنطقة، والناجم من العنف الممارس ضدها، حيث أننا نقدم توعية المرأة من خلال الدورات التدريبية”.
وأطلعتنا خاتون على آلية العمل التي يتبعها المركز: “نستقبل الشكاوى من الكومين، وبجهودنا نسعى إلى حل القضايا بين الأطراف المدعية من خلال جلسات عدة، وإن استعصى الأمر تقوم لجنة العدالة بحلها لدى زيارتها الأسبوعية للمركز”.

التفاف للتدريب
 وعن مدى تقبل أهالي الحي وجود المركز للبحث في القضايا العالقة في المنطقة، وحلها أفادت خاتون، بأن هناك إقبالاً كبيراً للنساء إلى المركز على عكس الرجل الذي لم يتقبل الفكرة، ونسبت ذلك إلى الذهنية الذكورية المترسخة لدى الرجل، وكذلك نتيجة العادات، والتقاليد البالية المعشعشة في المجتمع.
ومن جانب آخر لفتت خاتون إلى أن المرأة لم تعد كما كانت، فقد باتت قادرة على المطالبة بحقها ضد العنف والظلم، واستوعبت أهمية التدريب فبادرت إلى الانضمام، وبأعداد كبيرة إلى الدورات التدريبية التي ينظمها المركز.
اعتماد الصلح الاجتماعي
يصل إلى المركز العديد من القضايا فيما يخص الخلافات الزوجية والميراث، والعنف الأسري، تصل إلى عشر حالات أسبوعياً كما بينت لنا إدارية المركز.
ويسعى المركز إلى حل القضايا بالتراضي بين الطرفين وخاصة فيما يتعلق بقضايا الزواج، وعن ذلك أكدت خاتون: “إننا في المركز نستبعد كلمة الطلاق فنجلس مع الطرفين أكثر من جلسة في محاولة إيجاد حل يرضي الطرفين دون اللجوء إلى الطلاق، فنحن لا ننصف المرأة على حساب الرجل، بل مركز للصلح الاجتماعي ونأخذ بعين الاعتبار المبادئ، والعادات العشائرية والمجتمعية السائدة في تلك المنطقة، على أننا نصون حق المرأة أو الرجل”.
وبخصوص نوعية القضايا الواردة إلى المركز عدت خاتون بأن الخلافات الزوجية هي أكثر القضايا الواردة إلى المركز، ونسبت ذلك إلى قلة الوعي بين الطرفين وخاصة من المجتمع العربي.
حملات توعوية متعددة
وعن أعمال المركز قالت خاتون: “نحن نعطي تدريبات للنساء والرجال، وكل قضية تأتي إلينا نعمل على توعية الطرفين، وكيفية المحافظة على الحياة التشاركية من احترام، ومساواة بين الطرفين”.
وبالتنسيق مع الكومينات التي افتتحت سابقاً يرشدن نساء الحي، والأمر نفسه لدى زيارة أي بيت في الحي، وتصل الزيارات إلى أكثر من عشرة في الشهر الواحد.
وسلطت خاتون الضوء على حملات التوعية التي يقوم بها المركز منذ بداية الافتتاح، وتركز تلك الحملات على الظواهر السيئة المنتشرة في المجتمع، وخاصة التي تفتعلها بعض الأطراف، وتستخدمها كحرب خاصة ضمن المجتمع نفسه: “قمنا بعدة دورات تدريبية، منها حملات توعية ضد المخدرات والابتزاز الإلكتروني، وحملات صحية، ونقوم بالتنسيق مع الجهات المعنية بشؤون المرأة كمنظمة سارة من أجل إعطاء محاضرات ضمن المركز، إلى جانب المحاضرات، التي نقوم بها عن طريق لجان مختصة، وهي حملات توعية المرأة”.
دروات تدريبية للجنسين
كما ذكرت خاتون: “في كل دورة تدريبية يصل عدد النساء المنضَّمات إلى 30 امرأة، وتستمر الدورة الواحدة عشرة أيام، وكانت آخر دورة قمنا بها عن قانون الأسرة، وقد انضم أكثر من 40 امرأة ورجلاً إلى التدريب”. واختتمت الإدارية في مركز مؤتمر ستار بحي طي خاتون عبد الرزاق حديثها: “نحن نسعى إلى توعية المرأة وتنظيمها في منزلها وأسرتها، ونسعى إلى التعريف بالمركز بسبب الفكر الخاطئ المشاع عن المركز، وبطبيعة الوضع التغيير يحتاج إلى وقت كبير، ويمكن في اجتهادنا المتواصل نحقق الغاية من افتتاح هذا المركز”.