مرتزقة داعش… استنزاف في دير الزور ونشاط في إدلب

الإرهاب الذي تمّت صناعته ورعايته وتقديم كل وسائل الدعم له، لن يتمّ القضاء عليه إلا بتجفيف منابعه ووقف أسباب استمراره، وحكومة العدالة والتنمية تمارسه وتدعمه، وما إنْ تتم محاصرة الإرهاب بمنطقة حتى تتولى أنقرة تقديم التسهيلات لنقله إلى مناطق تحظى برعايتها وما حدث في مناطق شرق سورية في ظل استمرار حملة عاصفة الجزيرة والاقتراب من الحدود العراقيّة، فيما تشهد جبهات البوكمال تبادلاً للتقدم بين قوات النظام والمرتزقة، وكانت المعارك الأخيرة الأكثر عنفاً، فكان الردّ في إدلب التي تحظى بوصاية تركيّة حيث يظهر نشاط مرتزقة داعش بوضوح.
أفاد المرصد السوريّ لحقوق الإنسان أنّ منطقة البوكمال تشهد استمراراً للاشتباكات بوتيرة عنيفة بين مرتزقة داعش. وقد تمّ رصدُ تراجعٍ لمرتزقة داعش إلى الأطراف الشماليّة المحاذية لضفة الفرات الغربيّة والأطراف الغربيّة للمدينة، فيما تتزامن الاشتباكات بين الطرفين، مع محاولة قوات النظام وحلفائه محاصرة المرتزقة في أطراف المدينة وإنهاء وجودهم، بعد إرسال قوات النظام تعزيزات عسكريّة إلى البوكمال للتصدّي لهجوم مرتزقة داعش العنيف على المنطقة.
المرصد السوريّ أكّد على أنّ المعارك المتواصلة بوتيرة متصاعدة منذ فجر الجمعة أسفرت عن مزيد من القتلى والجرحى بين طرفي القتال، حيث ارتفع إلى 30 على الأقل من قوات النظام، كما ارتفع إلى 21 على الأقل من مرتزقة داعش من ضمنهم 10 فجروا أنفسهم بعربات مفخّخة وأحزمة ناسفة.
وكان مرتزقة داعش شنّوا هجوماً عنيفاً على مدينة البوكمال التي تقع تحت سيطرة قوات النظام والتي استماتت لإنهاء الهجوم وحاولت استعادة السيطرة على المواقع التي خسرتها داخل مدينة البوكمال.
ــ من جهة أخرى عاد مرتزقة داعش مجدّداً للنشاط بمحافظة إدلب بعد اتفاق روسيا وتركيا وإيران على وضع محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة مرتزقة النصرة، تحت الوصاية التركيّة. ومعه بدأت عمليات النحر وقطع الرؤوس بينها وبين جبهة النصرة في محاولة من الطرفين لفرض سطوتهم على المحافظة.
وفي هذا السياق رصد المرصد السوريّ لحقوق الإنسان قيام داعش بتنفيذ عملية إعدام بحق 3 أشخاص قالت مصادر متقاطعة للمرصد السوريّ أنّهم من مرتزقة هيئة تحرير الشام، حيث عمد داعش تحت اسم “ولاية إدلب”، بإعدام الأشخاص الثلاثة بذبحهم وفصل رؤوسهم عن أجسادهم، بعد إلباسهم اللباس البرتقاليّ.
وبحسب المرصد فإنّ عملية الإعدام جاءت رداً على المداهمة والاشتباك الدامي المرافق لها في قرية كفر هند، بريف مدينة سلقين، في ريف إدلب الشمالي الغربي، والتي استهدفت مرتزقة سابقين في داعش، بتهمة أنّهم «خلايا نائمة»، بالإضافة لإعدام 6 أشخاص آخرين من قبل مرتزقة هيئة تحرير الشام، بتهمة الانتماء لداعش وتشكيل خلايا نائمة.
ويُشار إلى أنّ اشتباكات اندلعت في ريف مدينة سلقين بريف إدلب الشمالي الغربي في 4 حزيران الجاري، بين مرتزقة من هيئة تحرير الشام وعائلة عراقيّة متهمة بانتمائها لداعش، أفضت إلى مقتل 27 من الطرفين بينهم 5 من مرتزقة هيئة التحرير.
كما يشار إلى أنه منذ انعقاد الجولة الـ 9 من اجتماعات آستانة منتصف أيار الماضي حيث توافقت روسيا وتركيا وإيران على فرض الوصاية التركية على محافظة إدلب؛ ازدادت وتيرة الاغتيالات والاختطاف وتفجير المفخخات والعبوات الناسفة. وذكرت العديد من التقارير الإعلاميّة أنّ تركيا قدّمت الدعم العسكريّ واللوجستيّ لمرتزقة داعش واشترت النفط منهم، فيما تستمرّ بدعم مرتزقة جبهة النصرة الذين شكّلوا هيئة تحرير الشام.
من جهة ثانية قصفت طائرات حربيّة ظهر الأحد مناطق في مدينة بنّش، بالتزامن مع ضربات استهدفت بلدة تفتناز وقرية كنيسة بني عز في سهل الروج بريف إدلب الجنوبي الغربي الريف، وبحسب المرصد فقد 11 شخصاً حياتهم منهم 9 أشخاص بينهم 3 أطفال في القصف على بلدة تفتناز، وطفلة حياتها في بنش، وشاب في بلدة رام حمدان. ويأتي القصف على الجويّ بعدما شنّت مرتزقة تجمع سرايا داريا وجيش الأحرار ومرتزقة أوزبك وتركستان ومجموعات مرتزقة أخرى هجمات على بلدتي الفوعة وكفريا.