مراكز تدريبية بالاسم إلى متى؟

روناهي/ قامشلو ـ

تلعب المراكز التدريبية دوراً هاماً في رفد النجوم والمواهب وصقلها بنفس الوقت، وخاصةً إنها تستوعب الفئات العمرية ومن كلا الجنسين، وظهرت تجربة المراكز التدريبية في عام 2017م، وانتهت بعد عام وكانت عبر مشروع صدى بإشراف من جمعية سوريا الأمل بالتنسيق مع الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة.

وتم استغلال الصالات بإستاد شهداء الثاني عشر من آذار من بقامشلو واحتضنت لمدة عام كامل الفئات العمرية للعديد من الألعاب الرياضية مثل: كرة القدم ـ الطائرة ـ السلة ـ الكاراتيه ـ الشطرنج ـ الطاولة ـ وكانت لكلا الجنسين، وكان الختام بأولمبياد رياضية وهي الأولى من نوعها بعد قيام الثورة في سوريا في مدينة قامشلو من قِبل مشروع صدى ولاقت نجاحاً كبيراً.

وبعد تجربة ناجحة إلى حدٍ ما لجمعية سوريا الأمل في قامشلو بالتنسيق مع الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة عبر مشروع صدى، فنحن نحتاج لتكرار التجربة مع الحفاظ على الاستمرارية وليس فقط الإعلان عنها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بينما على الأرض لم نشهد مراكز يتم دعمها بكل ما يتطلب، لا وبل منها فقد تم الإعلان عنها، ولم نراها! مثل مركز تدريب التايكواندو في قامشلو في العام الماضي، فقد أعلن الاتحاد الرياضي عن نيته لفتح مركز لتعليم رياضة التايكواندو القتالية، وإلى يومنا هذا لم نرَ هذا المركز؟ طبعاً مازالت الصالة المتواجدة ضمن مقر الاتحاد الرياضي بقامشلو على ما يبدو لم تُخصص بعد لهذه اللعبة لأنها تستوعب بعض الأندية ومراكز الكاراتيه في الوقت الحالي.

وهنا نسأل لماذا الإعلان عن افتتاح مراكز يبقى بالاسم فقط؟ وإلى متى هذا الأمر؟، فعلى الشاكلة نفسها تسير قضية مركز تدريب الريشة الطائرة في قامشلو حيث تم الإعلان عن فتح المركز، بينما على أرض الواقع لا مركز ولا من يحزنون! المركز مازال ينتظر إفراغ مشالح الأندية المتواجدة في ملعب شهداء الثاني عشر من آذار حتى يحوّلوها إلى مركز للريشة الطائرة، ولكن متى سوف يحصل ذلك؟ لا أحد يعلم.

المراكز خطوة رائدة

يُتطلب من الاتحاد الرياضي تبنّي فكرة المراكز التدريبية بشكلٍ جدي وخاصةً أنه بعد عدة أشهر سينتهي الموسم الدراسي، وهي فترة مناسبة لفتح مراكز على أن تكون جاهزة ومكيّفة وليست كما كانت عندما كانت جمعية سوريا الأمل يتدرب فيها المتدربين، فصيفاً كان اللاعبين يتعرضون للشِواء وهذا الأمر ولهذه الإعمار غير جائز، لذلك يجب الانتباه لهذه النقطة، بالإضافة للعمل على نقل التجربة لكافة المدن، مثل مراكز كرة السلة التي افتُتحت من قبل الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة في العام الماضي، ولكن هي أيضاً لم تلقَ الدعم المطلوب، وعلى الأغلب المراكز توقفت عن النشاط.

إن الإعلان عن فتح مراكز يتطلب الكثير من العوامل لنجاحها، منها تأمين كادر متمكن ومختص، وتقديم الدعم اللازم من المستلزمات الرياضية والتدريبية، والانتباه لقضية الهندام واللباس الموحد، وليس كما شهدنا بعض المراكز التابعة للاتحاد كأنهم في سوق البالة، حيث البعض منهم كانوا يأتون للمركز بلباس غير رياضي حتى، والأهم تهيئة الأجواء المناسبة للتدريب من خلال التدفئة أو الأجواء البادرة طوال فترات التدريب صيفاً وشتاءً، والأهم الاستمرارية وعدم التوقف في هذه المراكز التي حالياً هي شبه متوقفة.

في المحصلة فكرة المراكز التدريبية فكرة جيدة والعمل على إعادتها وبطريقة جديدة وجدية كما ذكرنا في سياق التقرير سوف يعطي نتائج إيجابية، وهذه الخطوة ندرك بأنها تتطلب الكثير من الإمكانيات ولكن جاء دور الاستفادة الحقيقية من الميزانية المخصصة للاتحاد الرياضي بحيث أصبحت تُصرف الملايين على الملاعب وبدون نتائج مثل ملعب شرمولا بعامودا وملعب شهداء الثاني عشر من آذار، وملاعب أخرى ومن الأفضل تسخير الإمكانات صيفاً لفتح هذه المراكز.