خضر شاكر-
مدينتي الغارقة
في عتمةِ المكانِ
الراقدةُ في توحُّدِها
تنتظرُ عيونَ الفجرِ
تُفلقُ الصباحات
لأهمسَ لها
من هناك
على ضفةِ الجُرحِ العميق
أُسمعها غيثَ ابتهالاتي
وأمسحُ السُهدَ
عن أجفان الأزقةِ المتعبةِ
من وقعِ الخطى الثقيلةِ
وأُحيكُ من ضياء قمرها
معطفاً شتوياً
لصغار السنونو
وقناديلاً ..
أعلقُها في الزوايا العليلةِ
السابحةِ في الظلمةِ
أرتّلُ وعصافير الشروق
تراتيلَ الغيابِ
أبثُّ اشتياقي مسامع السماء
يتسربُ نبضي
كطيفٍ من نورِ
على أسطح البيوتِ
فتضيئُ كبركِ الماء المفضضة
أُنيرُ في كلِّ نافذةٍ
سراجاً
يؤنس الذكريات المحنطةِ
على الجدرانِ
أيتها السماء المثقلةِ بالدموعِ
اهطلي على يباسِ حقولي
ليزهر البابونج
حول أسوار المقبرة
ويفوح البخور
من ترابِ الأحبةِ
ليس بعيداً من هنا
يضمُّ الينبوع بحنان
حقول القصب
فتعلو التسابيح
من جرحِ الناي
الذي عتق الحزن في مواويلهِ
دعيني أرسم آثار الخطى
وصدى الحنين
وأفتحُ بوابةَ الحلمِ
وأدعوَ ضيوف النورِ
ليُقيموا مراسم العودة
على عتباتِ أبوابكِ
المنقوش عليها
أهلا بكم