سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مدارس سرية للفتيات في أفغانستان لمواصلة التعليم

 بعد أن استعادت حركة طالبان السلطة في أفغانستان، تم منع الفتيات من الالتحاق بالمدارس، ولم يتم السماح إلا للأطفال حتى الصف السادس بمواصلة تعليمهن الابتدائي.
ونتيجة لذلك تم إنشاء مدارس سرية للفتيات في مختلف أنحاء أفغانستان لمواصلة التعليم للتي حُرمن منه، بموجب مرسوم صادر عن حركة طالبان، حسب ما ذكرته وكالة “خاما برس” الأفغانية للأنباء.
وذكرت صحيفة “سياتل تايمز” أن منظمة “سحر” غير الربحية، ومقرها سياتل بأمريكا، تدعم العشرات من المدارس السرية في مختلف مناطق أفغانستان.
وكانت المنظمة تنشط في مجال التعليم خلال فترة الحكومة السابقة أيضا، حيث تمت إقامة مدارس للفتيات، بما في ذلك مدارس ليلية كبيرة في شمال أفغانستان.
حرمان الفتيات من التعليم له أثر مدمر
ونقلت الصحيفة عن شينكاي حكيمي، رئيسة مجلس إدارة المنظمة، قولها: “إن عودة نظام طالبان وحرمان الفتيات من التعليم لهما أثر مدمر”.
وللعام الثاني على التوالي تُحرم الفتيات من مزاولة الدراسة في المدارس المتوسطة والثانوية والجامعات رغم مناشدة المجتمع الدولي والعالم الإسلامي، ويقول مصدر بوزارة التربية والتعليم: “إن قرار حركة طالبان إغلاق المدارس المتوسطة والثانوية أدى إلى حرمان ثلاثة ملايين فتاة من الدراسة وإغلاق ثلاثة آلاف مدرسة للبنات في عموم أفغانستان”.
وتقول طالبان: “إن المنع مؤقت إلى حين تنقية المناهج وتطبيق الفصل بين الجنسين”. وظهر تياران داخل الحركة بشأن تعليم المرأة وعملها؛ التيار الأول يؤيد دراستها وعملها في الدوائر الحكومية وغير الحكومية، وطالب زعيم الحركة بفتح مدارس البنات أولا ثم بدء عملية الإصلاح، وسد الثغرات الموجودة في النظام التعليمي. في حين يرى التيار الآخر ضرورة إصلاح النظام التعليمي أولا، ثم السماح بتعليم البنات في المدارس الحكومية.
وتوجد في أفغانستان 140 جامعة خاصة، و39 جامعة حكومية، وباتت هذه المؤسسات التعليمية مهددة بالإغلاق بسبب القرار، وحسب مصدر حكومي فإن أكثر من 1200 من أساتذة الجامعات -معظمهم من جامعة كابل وننغرهار وهرات، وقندهار، ومزار شريف-غادروا أفغانستان بسبب موقف طالبان من تعليم المرأة وإغلاق الجامعات أمامها.
وتستوعب الجامعات الخاصة نحو 200 ألف طالب، منهم 70 ألفا من الفتيات، إضافة إلى ستة آلاف فرصة عمل.
إجبار الفتيات على ترك الدراسة
ويقول مدير العلاقات في اتحاد الجامعات الأفغانية كريم ناصري: “إن ستة آلاف عامل في هذه المؤسسات التعليمية خسروا عملهم”. ومن إجمالي 140 جامعة خاصة، تواجه 40 منها مشاكل اقتصادية كبيرة إن لم يتم التعامل معها ستغلق تماما.
وقال رئيس جامعة السلام الأفغانية مصباح الله عبد الباقي: “منذ تأسيس الجامعة في الحكومة السابقة قمنا بفصل الجنسين في الجامعة، وكانت البنات يشكلن 65 في المائة من مجموع الطلاب، لكن القرار الأخير أثر على ميزانية الجامعة، وبالكاد نستطيع أن نوفر رواتب الأساتذة والعاملين، لأننا خسرنا أكثر من نصف طلابنا”. كما أن قرار منع الفتيات من التعليم أدى إلى تصاعد ظاهرة هروب الأدمغة والكوادر التعليمية من أفغانستان.
ومنذ عودة طالبان إلى السلطة تم إجبار الفتيات في أفغانستان على ترك المدارس الثانوية، لكن مبادرة تدعمها الأمم المتحدة تقوم بتدريب الفتيات على مساعدة أقرانهن من خلال تثقيفهن حتى يتمكّنّ من العودة إلى مزاولة التعليم الرسمي.
وبعد مرور عام على استيلاء طالبان على السلطة مازالت مرسال فسيحي، البالغة من العمر 17 عاماً، لا تصدق أنها غير قادرة على العودة إلى المدرسة. وبعد أن كانت طالبة متفانية لم تتمكن مرسال مثل جميع الفتيات في سن المدرسة الثانوية، من العودة إلى الدراسة بسبب القواعد التي تفرضها سلطات الأمر الواقع في البلاد.
وأشارت إلى سلسلة من التوجيهات التي تسهم بشكل مباشر في منع النساء والفتيات من المشاركة في الحياة العامة: “ليس من الصواب أن يقرروا نيابة عنا، يأمروننا بالتنقل مع محرم، وأن علينا إخفاء وجوهنا، والتوقف عن الذهاب إلى المدرسة”.
وكانت آخر مرة رأت فيها مرسال فسيحي الأقسام المدرسية عندما قدمت امتحاناتها النهائية للصف الحادي عشر في تموز 2021. وبعد شهر واحد فقط اجتاحت طالبان أفغانستان.
وكالات