مخيم نوروز.. قلة مساعدات المنظمات في فصل الشتاء زادت معاناة قاطنيه  

قامشلو/ سيدار رشيد ـ

يعاني قاطنو مخيم “نوروز” نقصاً حاداً في مساعدات المنظمات المعنية، لا سيما مع حلول فصل الشتاء، بعد أن هجرهم المحتل التركي قسراً من قراهم وبيوتهم حين احتلال مناطق “سري كانيه، وكري سبي/تل أبيض وزركان، وعفرين.

على هضبة تشرف على مدينة ديرك من جهة الشمال في شمال وشرق سوريا، يقع مخيم نوروز للاجئين، الذي أنشأته ال

إدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في ١٣/٥/٢٠١٤م، لاستقبال اللاجئين الإيزيدين، الذين هجروا قسراً من المجازر، التي ارتكبها داعش في شنكال بعد احتلالها، وفي التاسع من شهر تشرين الأول عام 2019، جدد أردوغان ومرتزقته مخططاتهم تجاه شعوب المنطقة، ما أدى إلى تهجير السكان الأصليين من مناطقهم بسبب الهجمات التركية، وتوجههم إلى مناطق مقاطعة الجزيرة، ومنهم من توجه إلى مخيم نوروز، والذي تقطنه حالياً 1020 عائلة، و5663 شخصاً من مناطق متفرقة “سري كانيه، وكري سبي/تل أبيض وزركان، وعفرين”.

أوضاع معيشية صعبة

الظروف المعيشية للعائلات المهجرة بالمخيم صعبة، في ظل غياب الدعم من المنظمات الدولية، حيث يعاني المهجرون بم

خيم نوروز نقص المستلزمات الشتوية بظل حاجتهم الماسة إليها، وفي هذا السياق قالت المهجرة “قطر الندى محمد حسن“، من تل تمر

، وهي أم لستة أولاد، التي تعاني هي وبناتها من مرض الربو: “أغلب المستلزمات متوفرة، ولكن ينقصنا وسيلة تدفئة تقينا البرد، والمرض الذي أثقل كاهلنا”.

وبدورها أكدت “يازي حمدو“، من سكان تل تمر والبالغة أربعين عاماً، ولديها طفل يبلغ ستة عشر عاماً، ويعاني من إعاقة في عقله “شلل دماغي”: “إن الخدمات التي تقدمها الإدارة الذاتية للمخيم جيدة حسب إمكاناتها، ولكن التي تقدمها المنظمات المعنية قليلة، ولا تكفي حاجة العائلات”، مناشدةً، الجهات المعنية بتقديم كرسي لولدها المعاق.

النقاط الطبية الموجودة في المخيم

ولتسليط الضوء على وضع المخيم بشكل عام، التقت صحيفتنا “روناهي” مسؤول العلاقات في مخيم نوروز “نديم عمر“، والذي أكد بأن لمخيم نوروز نظاماً ومجالس، ويقع تحت حماية الأمم المتحدة، لكن وبالرغم من ذلك لم يتلقَ قاطنوه الدعم الكافي: “تقوم المنظمات بمهامها بعض الشيء، ولكن ليس على أكمل وجه، فلا تقدم المستلزمات الضرورية للقاطنين بالمخيم”.

وعن النقاط الموجودة ضمن المخيم أوضح عمر: “يوجد في المخيم نقطة طبية “الهلال الأحمر الكردي”، يستفيد منها الأهالي على مدار 24 ساعة، وفيها سيارة إسعاف، لنقل المرضى إلى مشافي قامشلو، أو ديرك، أو الحسكة إذا تطلب الأمر”.

كما يوجد في المخيم مدرسة تابعة للإدارة الذاتية، يتبع فيها منهاج الإدارة الذاتية لذا لا تدعمها المنظمات، تُدرس فيها مرحلة الابتدائية، فيما سيتم افتتاح قسم لتدريس المرحلة الإعدادية في القريب العاجل، بالإضافة لوجود دار المرأة ومقر للشبيبة.

وعن عدد الخيم الموجودة في المخيم قال عمر: “يوجد في المخيم 1190خيمة، وكقانون المفوضية تمنح خيمتان لكل عائلة تزيد عددها عن ثمانية أشخاص”.

ولمعرفة القسم الذي أسسته مفوضية الأمم المتحدة في المخيم هذا العام، والذي يدعى “قسم التوسعة”، قال عمر: “بدأت المفوضية تأسيس قسم التوسعة هذا العام، حيث قامت ببناء الحمامات والمطابخ ولكن قاعدة الخيم “الصب”، لم يتم تجهيزها لكامل الخيم حتى الآن، فلا زالت هناك 150خيمة تدخلها الأمطار”.

أعمال دار المرأة

ولعل لدار المرأة في مخيم نوزوز مهاماً خاصة، حيث تقوم الدار بتدريب النساء والرجال على سواء، فتقدم دروساً عن الحياة الندية والعدالة والعنف ضد المرأة، ولتسليط الضوء على هذه النقطة الهامة، أجرينا لقاء مع الإدارية في دار المرأة بمخيم نوروز “آسيا جعفر“، والتي حدثتنا بداية عن تأسيس هذه النقطة ضمن المخيم: “أسس دار المرأة منذ عامين، ومهامها تغيير الذهنية الذكورية، وتحقيق العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة”. وعن التدريبات فيها، حدثتنا عضوة لجنة التدريب في دار المرأة “خانم حسين كور“: “بدأنا العمل بإعطاء التدريبات منذ ثمانية أشهر تقريباً، وألقينا محاضرتين للرجال بشكل خاص خلال الشهرين المنصرمين”.

وفي الختام ناشدت الإدارية في بيت المرأة بالمخيم “آسيا جعفر”، وعضوة لجنة التدريب في دار المرأة “خانم حسين كور” النساء والرجال للانضمام للتدريبات والمحاضرات، التي تلقى في بيت المرأة ضمن مخيم نوروز، لمعرفة حقوق كل طرف وتحقيق العدالة.