محمد خطيب: أسبوع المقاومة أوقد شرارة الثورة في كردستان

روناهي/ الدرباسية –

يعد أسبوع المقاومة، الشرارة التي أوقدت الثورة في كردستان، وهو الذي حول ثورة باكور كردستان، إلى ثورة كردستانية شاملة.

تُعدّ الفترة الممتدة من20 حتى 28 آذار، أسبوع المقاومة للشعوب الكردستانية؛ نسبة إلى مقاومة الشهيد مظلوم دوغان وإشعاله نيران النوروز، وكذلك البطولة التي أبداها الشهيد “معصوم قورقماز”، الاسم الحركي “عكيد”، بمشاركةً رفاقه، في نشر رسالة الثورة الكردستانية في أجزاء كردستان الأربعة، فجعلوا تاريخ 20 آذار، يوماً لدخول التاريخ.

بداية الثورة 

وللحديث أكثر عن معاني ودلالات أسبوع المقاومة، التقت صحيفتنا “روناهي”، عضو مؤسسة عوائل الشهداء في الدرباسية “محمد خطيب”، والذي حدثنا: “يحتضن أسبوع المقاومة، أياماً مباركة لنا نحن الكرد بشكل خاص، ولشعوب الشرق الأوسط بشكل عام، فمن خلاله أدركنا ضرورة الثورة في ظل الظروف، التي كان يعيشها شعبنا، فتعرضهم للظلم والطغيان على يد الأنظمة الغاصبة لكردستان، كان تأكيداً بحتمية الثورة لنيل الحرية، وسرعان ما أدرك الشهيد عكيد ورفاقه هذه الحقيقة، حتى قاموا بالمضي نحو تحقيق النصر، وقدموا أرواحهم فداءً لذلك”.

وتابع خطيب: “وبعد معرفة دولة الاحتلال التركي، أن وجود الشهيد عكيد يشكل تهديداً وخطراً عليها، استخدمت وسائلها كافة، فسخرت جيوشاً وأسلحة بكميات كبيرة للقضاء عليه، لكن وبالرغم من كل ذلك، استطاع الشهيد عكيد ورفاقه مقاومتهم بصدورهم العارية، وقد نجحوا في إفشال محاولاتهم الهادفة للقضاء عليه”.

منعطف ثوري تاريخي

واستمر خطيب في حديثه: “ففي 14 شباط 1984، ومع دخول الشهيد عكيد ورفاقه أراضي باكور كردستان، شهدت الثورة الكردستانية منعطفاً هاماً، حيث إنه أثبت قيام الثورة على وجه الأرض، وجعلها حقيقية واقعية لا يمكن نكرانها، وذلك من خلال إيصال رسالة للشعوب الكردستانية، مفادها، أن هذه الثورة ليست ثورة الكرد فقط، وليست حكراً على شعب معين، بل إنها ثورة الشعوب كافة، ودليله الشهداء الأوائل، الذي ارتقوا في صفوف هذه الثورة، وهم الشهيدان “حقي قرار”، الذي ينحدر من أصول تركية، والشهيد “كمال بير”، اللازي بأصوله”.

وأضاف: “لقد بدأ الشهيد عكيد ثورته بعدد قليل من الرفاق، ولكن مع دخولهم أراضي باكور كردستان، أخذت ثورتهم تنمو، وتكبر، وتنتشر بين الشعوب كالنار في الهشيم، فالشعب بات يدرك، أن لا طريق للخلاص إلا من خلال الالتحاق بهذه الثورة، والتي قامت على أساس فكر وفلسفة القائد (عبد الله أوجلان)”.

هذا الجذع من تلك الشجرة

وأردف خطيب: “إن أسبوع المقاومة، قد شكل أساساً متيناً لثورة الشعوب الكردستانية، ونحن اليوم نعيش هذا الشيء، فجميع المكتسبات، التي حققتها شعوب شمال وشرق سوريا، في ظل ثورة روج آفا، تعود جذورها إلى أسبوع المقاومة، والتي قام به الشهيد عكيد ورفاقه، لذلك، فإن أسبوع المقاومة بالنسبة لنا يحمل معاني كثيرة، أهمها التأكيد على استمرارية الثورة، وحتميتها حتى تحقيق النصر”.

عضو مؤسسة عوائل الشهداء في الدرباسية “محمد خطيب” اختتم حديثه: “لم ينته أسبوع المقاومة مع استشهاد الشهيد “عكيد”، في 28 آذار 1986، فقد امتد حتى يومنا هذا، وسيمتد ما حيينا حتى تحقيق النصر، ونيل الحرية”.