محمد حمزة: “الاهتمام بالتراث عمل جماعي بجهد تشاركي”

الحسكة/ كولي مصطفى –

يجلس الخمسيني حمزة محمد علي ويتأمل أدواته التراثية القديمة، التي يرجع بعضها لمئات السنين، وقد أراقَ لأجلها عَرق أعوام، لإحياء التراث الغابر, وهو يشعر بالقلق والحزن الشديد خوفاً من اندثارها نظراً لغياب الدعم.

تشتهر سوريا بالتراث القديم والمواقع الأثريّة, ومن المدن السوريّة التي تحتضن العشرات من المواقع الأثرية مدينة الحسكة, حيث تتواجد فيها عشرات المواقع الأثرية الهامة.

وحفاظاً على التراث ومنعه من الاندثار تولدت فكرة اقتناء القطع الأثرية لدى المواطن حمزة  محمد علي في فترة نزوحه إلى باشور كردستان, وحمل معه هذه الفكرة الى روج آفا بعد عودته لإحياء تراث المنطقة.

وحول شغفه بهذه الهواية تحدث محمد حمزة لصحيفتنا قائلاً: “عندما كنت متواجداً في باشور كردستان ورأيت المحلات التراثيّة وكيفية إقبال الناس عليها، تولدت لدي فكرة إنشاء مثل هذه المحال في روج آفا، ولذلك اقتنيت بعض القطع هناك وعدتُ إلى روج آفا, حيث قمت بافتتاح محلين لأعرض فيهما تراث المنطقة، وباسم “البيت الكردي القديم”.

وفي محله الصغير الواقع في دوار الكنيسة الآشورية بحي تل حجر أينما وقع ناظريك تجد قطع أثريّة تحكي قصة تاريخها, ومن هذه القطع قطعة يعود تاريخها حسب قوله لـ 6000 سنة وهي “هاون بيت الطحان”.

هدف الاقتناء والعرض

ويشير حمزة في حديثه أن هدفه من افتتاح متحف أثري يحتوي على القطع الأثرية القديمة التي يعود تاريخ بعضها لآلاف السنين وتحكي واقع وثقافة الشعوب التي عاشت في المنطقة وبنت فيها حضارات، وبعضها لا يزال مستمراً؛ التعريف بها للعالم.

الصعوبات

حمزة الخمسيني عاد قبل ثلاثة أعوام من نزوحه، وسكن في حي المفتي بمدينة الحسكة، ومر بصعوبات كثيرة منذ افتتاح المحل, ولكن هذه الظروف لم تُشكل عائقاً أمام حلمه الذي يسعى إلى تحقيقه رغم غياب الدعم والظروف غير المستقرة التي تمر بها المنطقة .

وأشار إلى أنه ولتحقيق حلمه بنى بيتاً خاصاً به، ووضع به العشرات من القطع الأثرية ولكنه يتخوّف من تلفها كون القطع الأثرية تحتاج لظروف جوية ملائمة ويقول: “بيتي بحاجة إلى سقف، ولكن رغم مراجعتي للجهات المعنية لمساعدتي في إنهاء تجهيز منزلي لأحمي قطعي الأثرية من التلف, لم يقدم أحد المساعدة”.

وفي الوقت الراهن يؤمن بعض قطعه الأثرية من مدينة دمشق ويقوم ببيعها هنا, وإن هناك بعض القطع الموجودة داخل محله ليست للبيع؛ بل للعرض فقط، كونها ذات تاريخ قديم ولا يوجد قطع كثيرة مماثلة لها في روج آفا.

ويشير حمزة إلى غياب الدعم من قبل الجهات المعنية وخصوصاً هيئة الثقافة في إقليم الجزيرة التي لم تلبِ طلباته إلى الآن ومساعدته في بناء متحف صغير ليعرض فيه مقتنياته، وإنه يسعى بجهود فردية لاستعادة بعض القطع المتواجدة خارج المنطقة.

أمنيات بسيطة لكنها هامة!

وتختصر أمنية محمد حمزة بأن تعمل الأجيال القادمة على الاهتمام بالمواقع الأثرية واقتناء بعض القطع للحفاظ على تاريخهم وثقافتهم وأن يكونوا سبباً في إحيائها من جديد.

ويهدف حمزة إلى دفع المجتمع للاهتمام بالقطع واللقى الأثرية وإقامة أول متحف في روج آفا ولكن ظروفه لا تساعده بإنشاء المتحف بمفرده.