سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

محمد حسين: وحدة البيت الكردي الأولوية الملحة لمواجهة جميع المخططات

روناهي/ الدرباسية –

أشار عضو مجلس حزب الخضر الكردستاني، محمد حسين، إلى أن أردوغان هو أحد أذرع حلف الناتو في الشرق الأوسط، وأن السياسات التي يتبعها هي بضوء أخضر من الناتو، وأن وحدة الصف الكردي هي السبيل الوحيد للوقوف في وجه هذه المخططات وإفشالها.
لا تزال سياسات دولة الاحتلال التركي العدائية تجاه الشعب الكردي مستمرة، حيث شنت الهجمات تباعا في أكثر من منطقة، سواء كان ذلك في مناطق الدفاع المشروع، أو في مناطق شمال وشرق سوريا، وعلى الرغم من المحاولات الحثيثة لثنيه عن هذه السياسة العدائية، إلا أن أردوغان يستمر في النهج العدواني نفسه، الأمر الذي يتطلب التفكير جديا في البحث عن طرق فعالة للوقوف في وجه هذه المخططات.
يرتكز العداء الأردوغاني تجاه شعوب المنطقة عامة، والشعب الكردي بشكل خاص، على عاملين أساسيين، الأول يكمن في التشرذم، الذي يعاني منه البيت الكردي، والذي أدى إلى انقسام الشارع الكردي إلى تيارات وأحزاب سياسية، قلما يجد المتابع في برامجها اهتماما خاصا، سواء في البرامج الإعلامية أو التقارير الصحفية، لشؤون الشعب الكردي.
أما العامل الثاني، والذي لا يقل في أهميته عن العامل الأول، فإنه يعود إلى الصمت المريب من المجتمع الدولي، حيال ما ترتكبه دولة الاحتلال التركي من فظائع بحق الكرد، وشعوب المنطقة.
أردوغان أداة لدول الهيمنة العالمية
وتحت هذا العنوان، كان لصحيفتنا لقاء مع عضو مجلس حزب الخضر الكردستاني، محمد حسين: “تتشابك القضايا المحلية، والإقليمية، والعالمية تشابكا وثيقا، الأمر الذي يؤدي إلى تشابكها وصعوبة حلولها، ما يصعب على المتابعين تفهم ما يدور في الأجندة السياسية لهذه الدول؛ ولأن قوى الهيمنة العالمية تعمل جاهدة على استدامة هيمنتها، وعلى زرع أدوات تخدم أهدافها السياسية؛ ما أدى إلى تضرر الشعوب وضعفها وتأخرها عن ركب الحضارة والتقدم”.
 ولفت: “لعل الفاشي أردوغان خير مثال على ذلك، فلا يخفى على أحد أن أردوغان هو أحد الممثلين الشرعيين لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، في منطقتنا، كما نعلم جميعا أنه لا يستطيع أن يقدم على أي خطوة، ما لم يضمن الضوء الأخضر من الناتو، لذلك نرى تدخلاته في مجمل القضايا الداخلية لدول المنطقة من أوكرانيا إلى اليمن مرورا بليبيا وسوريا، ولا يخفى على أحد عداؤه الواضح والصريح تجاه الشعب الكردي خاصة، وشعوب المنطقة بشكل عام”.
وأضاف حسين: “في ظل ما تقدم، نستنتج أن قوى الهيمنة العالمية لا يمكن أن تقف في وجه صنيعتها تركيا، كما لا يمكنها أن تكون مدافعا عن قضايا الشعوب، ومن ضمنهم الشعب الكردي، لذلك، فإن الوقوف في وجه ما تقوم به الفاشية التركية من مجازر بحق الشعب الكردي، يتطلب التفكير جديا بإعادة ترتيب البيت الكردي، ترتيبا يلائم مصالح الشعب الكردي، الذي أصبح منفصلا عن قواه السياسية، وبات يبحث عن ممثلين حقيقيين له، بعيدا عن التركيبة القديمة”.

الوحدة الكردية ضرورة وهدف مرتقب
وتابع: “يتعين على القوى السياسية الكردية، أن تعمل على مراجعة جذرية وشاملة لسياساتها، كما يجب أن يكون الهدف من هذه المراجعة، هو إعادة ترتيب البيت الكردي، الذي عانى ما عاناه من التشظي والانقسام، والذي أضر قضية الشعب الكردي العادلة، ما أدى بالشعب الكردي إلى فقدان الثقة بأغلب القوى السياسية الكردية، لذلك، يجب أن تعود القوى السياسية الكردية إلى لعب دورها الوظيفي في خدمة قضايا الشعب الكردي ومصالحه، والوقوف في وجه أعدائه بكل قوة وثبات”.
وأوضح حسين: إن “حالة الترهل الذي يُعاني منها البيت السياسي الكردي، أدت إلى تخلف القوى السياسية الكردية عن مواكبة التطورات الجذرية، التي تحدث في العالم، فالعالم اليوم يشهد تحولات كبرى لا تحدث إلا كل مائة عام، وعلى الشعب الكردي، من خلال قواه السياسية، التي من المفترض أن تكون ممثلة له، عليه أن يواكب هذه الأحداث، وأن يعمل على اللحاق بركبها، كما لابد من تركيبة سياسية كردية تُلائم متطلبات المرحلة الحالية، وهذه التركيبة الجديدة، يجب أن ترفض القوى القديمة التي لا تستطيع أن تطور نفسها تماشيا مع الوقائع، لأنه بغير ذلك سيبقي الشعب الكردي عرضة للهجمات والمؤامرات والمخططات والإبادة”.
عضو مجلس حزب الخضر الكردستاني، محمد حسين، اختتم حديثه: “يجب إحداث فرز بين القوى السياسية الكردية، فكل من يرفض الوحدة ويتعاون مع أعداء الشعب الكردي يجب أن يُستبعد، في حين، يجب على القوى الوطنية الحقيقية، أن تأخذ على عاتقها مهمة وحدة الصف الكردي فورا ومن دون أية شروط، كي تستطيع هذه القوى أن تتحمل المسؤولية في الدفاع عن الشعب الكردي”.