مجلس صلح العشائر في الطبقة يسعى للمحافظة على النسيج الاجتماعي

تقرير/ مصطفى الخليل، ماهر زكريا –

روناهي / الطبقة – تأسّس مجلس صلح العشائر في منطقة الطبقة وحدد مقره إقامته في بلدة المنصورة ليعزّز المهمة الاجتماعية للمنطقة، ويحافظ على النسيج الاجتماعي، وحل الخلافات بين أبناء العشائر في المنطقة.

يضم مجلس صلح العشائر في منطقة الطبقة طبقات الشعوب المختلفة دون الانتماء لعشيرة أو أخرى لحل القضايا العالقة والخلافات التي ظهرت في مشكلة ما، والهدف تطبيق فكرة الأمة الديمقراطية والتعايش السلمي والمشترك ونبذ الخلافات والتفرق بينهم، وكذلك لضبط ما يتم من ارتكاب أخطاء تحت مسميات ابن العشيرة من أجل إحراج أبناء العشيرة، ووصمها بخطأ شخص واحد جرّاء فعله الشخصي لدفع دية أو للدفاع عنه أمام الآخرين، لتغطية خطأ فرد من أفراد العشيرة لا يمت للحق بصلة ما يثير النعرات الطائفية والعشائرية، وأيضاً ضبط السلوك والعادات والتقاليد العشائرية في المنطقة، وحل الخلافات التي تنتج عنها وتحقيق استقرار المنطقة والمحافظة على أمنها.

تغليب مصلحة شعوب المنطقة للوصول إلى مجتمع ديمقراطي

وللاطلاع على مهام مجلس صلح العشائر والإنجازات التي حققها المجلس، وأنواع المشاكل التي تم حلها خلال الفترة الماضية، كان لصحيفة روناهي لقاءً مع الناطق باسم مجلس صلح العشائر في الطبقة عبد الله المضحي، والذي ذكر بأن دور المجلس؛ هو الحفاظ على بنية المجتمع بعيداً عن التفرقة وتغليب مصلحة شعوب المنطقة للوصول إلى مجتمع ديمقراطي حر يكفل العيش الأهلي بين الشعوب، وأضاف المضحي قائلاً: “إن للعشائر دوراً مهماً وفعالاً في بناء المجتمع الديمقراطي القائم على الاحترام المتبادل بين جميع شعوب المنطقة، والحفاظ على البنية الاجتماعية، حيث تم تأسيس مجلس صلح العشائر في منطقة الطبقة؛ الذي يهدف إلى جمع وجهاء وشيوخ العشائر في المنطقة للتشاور فيما بينهم في شؤون المنطقة، وطرح المشاكل التي تهم أبناء الشعب السوري، ومنهم أبناء العشائر وباقي الشعوب في المنطقة، والعمل على حل الخلافات والنزاعات بين طرف أو عدة أطراف بين أبناء العشائر بعد تحديد السبب الفردي أو الاجتماعي الذي يهدف إلى تفريق وتفكيك بنية المجتمع”.

الدور الذي لعبه مجلس صلح العشائر من كافة النواحي

وعن الدور الذي لعبه مجلس صلح العشائر من كافة النواحي والإنجازات التي تحققت على باقي الصعد قال عبد الله: “حقق مجال صلح العشائر الكثير من الإنجازات على الصعيد الاجتماعي والسياسي الخاص بالمنطقة، فقد لعب المجلس على حل الخلافات بين أبناء العشائر والأفراد  حيث تم توثيق المئات من قضايا الصلح في ديوان مجلس صلح العشائر، ونعمل على زيادة صلاحيات المجلس حتى يقدم المجلس المزيد من الإنجازات في مجال حل الخلافات والحفاظ على السلم الاجتماعي السائد في المنطقة، وبث روح التقارب والأخوّة بين الشعوب وتوحيد الشعوب تحت مظلة الفكر الديمقراطي الحر، وقد عمل المجلس بعد تحرير المنطقة على المحافظة على أمن المنطقة، وحث الشباب للانخراط في صفوف قوات سوريا الديمقراطية والمشاركة في الحياة السياسية وضمن صفوف الإدارة المدنية الديمقراطية لمنطقة الطبقة، وقد لعب أبناء العشائر هذا الدور في المنطقة”.

وأكد عبد الله بأن المجلس عمل على تطبيق أهدافه والقيام بمهامه على أكمل وجه بالوسائل المتاحة والطرق السلمية لحل الخلافات، وتابع بالقول: “عمل المجلس على تحقيق الأهداف والمهام بكل الوسائل المتاحة والإمكانيات المتوفرة؛ من خلال تشكيل اللجان المختلفة وحض الجميع على تحمل مسؤولياتهم اتجاه المجتمع”.

وبيّن عبد الله بأن المجلس يتكون من عدة لجان منها؛ لجنة حل النزاعات والخلافات العشائرية ومهمتها حل الخلافات عن طريق الصلح، ومحاولة إيجاد حلول عرفية وقانونية للمشكلة، ولجنة العلاقات الاجتماعية؛ مهمتها العمل على تنمية العلاقات الاجتماعية بين أبناء العشائر وبين جميع الشعوب الموجودين في المنطقة، والعمل على تحقيق التعايش المشترك بين جميع شعوب المنطقة من أجل بناء سوريا ديمقراطية، ولجنة الشورى مهمتها التشاور بين جميع الشيوخ والوجهاء، والعمل بالروح الجماعية ممن يتمتعون بالخبرة والحكمة واللين والصبر من أجل التحكيم وإيجاد الحلول للمشاكل بالتراضي بين جميع الأطراف، وقد كان نهج المجلس في حل الخلافات بالوسائل السلمية، حيث لا يوجد مجتمع يخلو من الخلافات والنزاعات من خلال تغليب مبدأ الصلح، ويكون الصلح وفق مبدأ الضمان الشبه الكلي لحقوق الأطراف المتنازعة والصلح الخاسر خير من الدعوة الرابحة، والصلح خير وتقريب وجهات النظر وردم الهوة”.

يأخذ المجلس على عاتقه تطوير الفكر العشائري الأصح

وأشار عبد الله بأن القضايا المعروضة على المجلس متنوعة أعقدها القتل، وأردف قائلاً: “إن القضايا التي تعرض على المجلس متنوعة من حيث الموضوع والأهمية، ففي بداية تحرير المنطقة كان المجلس يعمل على حل الخلافات والنزاعات التي خلفها مرتزقة داعش بين أفراد المجتمع، من قتل وتدمير وتهجير وفق ردود الفعل الشخصية، إلا أن عمل المجلس يصبح أكثر دقة وأهمية في جرائم القتل وانتهاك حرمة البيوت، ونستطيع القول أن الخلافات بسيطة في أغلب الأحيان لا ترقى لمستوى خلافات كبيرة وخطيرة”.

ونوه عبد الله أن المجلس ساهم في القضاء على العادات والتقاليد البالية السائدة في المجتمع وضبط السلوك الخاطئ، وقال: “عمل المجلس أيضاً على القضاء على العادات والتقاليد البالية السائدة بين العشائر التي تزرع الحقد والضغائن بين أفراد العشائر، من خلال ضبط العادات والتقاليد العشائرية وجعلها متناسبة مع الواقع الحقيقي والمنهاج الصحيح للسلوك العشائري، فالكل يعلم مسألة الثأر، وتعميم الخلاف ليشمل العشيرة برمتها، والمناصرة الخاطئة لبقية أبناء العشيرة لها، فالمجلس يعمل على ضبط تلك المسائل وعدم تعميمها لتشمل كل العشيرة وللوصول إلى حلول ترضي الطرفين”.

 واختتم عبد الله بالقول: “في هذه الفترة يأخذ المجلس على عاتقه تطوير الفكر العشائري الأصح القائم على التكاتف وحل النزاعات وفق تغليب مبدأ الصلح المجدي”.