مجلس شباب سوريا الديمقراطية… يهدف إلى توجيه الشبيبة نحو المسار القويم

روناهي/ الحسكة- لتوحيد الشبيبة الثورية، وخلق شبيبة واعية تدرك مصالحها وتؤمن بالعيش المشترك وبتعدد الثقافات السورية، تم تأسيس مجلس شباب سوريا الديمقراطية.

من المعلوم إن الطاقة الحيوية التي يتمتع بها الشبيبة تبحث عنها الكثير من ذوي النزعات الثورية من أجل الإيصال بهم الى أهدافهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية فامتلاك الشبيبة يعني امتلاك المجتمع برمته، ولهذا عمدت الرأسمالية إلى تهميش دور الشبيبة واستغلالها أبشع استغلال واستخدامها من أجل مصالحها وأجنداتها، وكانت الشبيبة في ظل الأنظمة الاستبدادية  الحاكمة تعاني من الحرمان والتهميش والبطالة والاستغلال حتى وصلت بها الى الهروب من واقعها والهجرة، وبعد انطلاقة ثورة روج آفا والشمال السوري، والتي كانت الشبيبة فيها القوة المحركة، وعمادها الأساسي نحو تحقيق أهداف وطموحات المجتمع في الحرية والديمقراطية، حيث كانت لصحيفة روناهي حواراً مع الرئاسة المشتركة في رئيس مركز مجلس شباب سوريا الديمقراطية بالحسكة في مقاطعة الجزيرة في إقليم الجزيرة أحمد العجور، الذي حدثنا عن تأسيس مجلس شباب سوريا والنشاطات التي تقوم بها.

توحيد الشبيبة السورية هو هدفنا الأساسي

حيث أشار أحمد بأن الغاية الأساسية من تأسيس مجلس شباب سوريا الديمقراطية هو توحيد الشبيبة السورية في الداخل والخارج وتوجيهها نحو أهدافها ومصالحها، التي تنطلق من بناء مجتمع ديمقراطي حر يأخذ فيه الشبيبة دورها الريادي، التي تستطيع فيها إيجاد الحلول للقضايا التي يعاني منها المجتمع عامةً والشبيبة خاصةً، والتحول نحو فكر ديمقراطي قادر على الإبداع والتطور، وهذا ما كان يفتقده الشبيبة على مدى سنوات وكانت الحرب من جهة أخرى إحدى المعوقات الأساسية أمام الشبيبة السورية عامةً وفي الشمال السوري على وجه الخصوص.

وأضاف أحمد بأنه تم استغلال الشبيبة من قِبل الفكر المتطرف والقومي، وأصبحت تبتعد شيئاً فشيئاً عن مصالحها، فكان لا بد من إيجاد تنظيم يحمل على عاتقه توجيه وإعادة الشبيبة إلى المسار الصحيح، وإنقاذه من بين براثن الفكر المتطرف ومن يدور في فلكهم، حيث تم تأسيس مجلس شباب سوريا الديمقراطية، وبدأ بالعمل بين الشبيبة وفق رؤىً جديدة في المنطقة، تدعو إلى الحرية والديمقراطية وبناء جيل يؤمن بالعيش المشترك ووحدة المصير.

خلق شبيبة واعية تؤمن بالعيش المشترك

وتابع العجور حديثه بالقول: “تقوم شبيبة سوريا الديمقراطية بالعديد من النشاطات الشبابية وتشارك في فعاليات مختلفة، بحيث يكون لها تأثيرها المباشر بين الشبيبة في كافة المناطق السورية، ومن خلال هذه النشاطات والفعاليات يتم التواصل فيما بينهم والتعرف على ثقافات المجتمع السوري بكل أنواعه، كما تعمل على إقامة الدورات الثقافية والسياسية للشبيبة التي تؤدي بالنتيجة إلى خلق جيل واعي يؤمن بحرية الشعوب وتعايشها المشترك جنباً إلى جنب على أسس العدالة والمساواة والإخوة، وبهذه المبادئ كانت انطلاقة مجلس شباب سوريا الديمقراطي التي التفت حولها الشبيبة من كل الشعوب والمذاهب بعد أن وجدت فيها الأمل نحو سوريا ديمقراطية، وكان آخرها مهرجان الشهيد “هوكر”، في مقاطعة الحسكة التي شملت كل الشعوب السورية وعرضت الثقافات المختلفة لهم، وكانت ظاهرة ديمقراطية ونوعية في سوريا من حيث المشاركين والتفاعل فيما بينهم، كما قام مجلس شباب سوريا بحملة انتفضوا والتي دامت ثلاثة أشهر وبفعاليات ونشاطات مختلفة، حيث كانت إدانة للدولة التركية المحتلة وحملاتها العسكرية الجبانة على الشمال والشرق السوري، وحملة أخرى من أجل العزلة على القائد الأممي عبدالله أوجلان، وحملة مساندة ودعم لمقاومة العصر في عفرين.

التحضير لعقد مؤتمر لشبيبة الشرق الأوسط

وأردف أحمد العجور بأنه قد تم إنشاء مراكز لشبيبة سوريا الديمقراطية في كل من دير الزور  والرقة ومنبج والطبقة وعامودا وقامشلو، أي في جميع مناطق الشمال السوري، وبدأنا بالعمل في العديد من المحافظات السورية الأخرى بهدف توحيد الشبيبة السورية برمتها، وينضم تحت لواء مجلس شباب سوريا كل من حركة الطلبة الديمقراطيين واتحاد شبيبة روج آفا، كما يقوم  مجلس شباب سوريا بالتواصل  مع شبيبة الشرق الأوسط على اتجاه آخر، ويعمل على التحضير لعقد مؤتمر للشبيبة الديمقراطية على صعيد الشرق الأوسط، حيث تم تشكيل لجنة وسيشارك فيها شبيبة كل من مصر والأردن والعراق وفلسطين ولبنان، وكانت الخطوة الأولى لهذا المؤتمر عقد اجتماع في مدينة السليمانية مع الشبيبة العراقية، وتم التنسيق مع باقي مراكز الشبيبة في الدول الأخرى من أجل الحضور لمؤتمر شبيبة الشرق الأوسط في الشمال السوري.

صياغة نظام داخلي لجذب كافة الشبيبة السورية

وعن أهمية عقد مؤتمر مجلس سوريا الديمقراطية، أوضح العجور بأنه سيتم عقد مؤتمر لمجلس شبيبة سورية الديمقراطية في المرحلة المقبلة، وذلك بعد تطور المجلس وزيادة نشاطاته وعدد أعضائه، وبالتالي الحاجة إلى إعادة  صياغة النظام الداخلي وآليات العمل لمجلس شبيبة سوريا الديمقراطية؛ ليُصبح هذا المؤتمر وما ينتج عنه من مقررات مدخلاً أمام الشبيبة السورية بكل فئاتهم ومذاهبهم، بحيث تستطيع أن تكون منبراً لصوت الشبيبة، ونواة تجذب كافة الشبيبة السورية، ويحقق طموحات كل الشبيبة السورية على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم وتوحد صفوفهم، هذا على الصعيد الداخلي. أما في الخارج فإننا نبذل جهودنا على افتتاح مكتب للشبيبة في أوروبا، ليكون مرجعاً للشبيبة السورية في الخارج ويهدف إلى إعادة الشباب السوريين إلى وطنهم.

لن نسكت لهجمات المحتل التركي على مناطقنا

ولفت أحمد بأن التهديدات التركية على مناطق روج آفا وشمال وشرق سوريا نابعة من الفكر الديكتاتوري الفاشي، والمناهض لكل أشكال الديمقراطية في المنطقة، ونحن مجلس شبيبة سوريا الديمقراطية لن ننسى ونصمت عن  الدور التركي السلبي في الثورة السورية واستغلالها للشبيبة السورية النازحين إليها، وتجنيدها للشبيبة السورية في الفصائل المرتزقة المحاربة للشبيبة السورية الديمقراطية، وستكلل كل التهديدات التركية واعتداءاتها بالفشل، لأن المقاومة التي سترد عليها الشبيبة السورية ستكون أكبر مما تتخيله الحكومة التركية وزعيمها المرتزق أردوغان، وقد كانت للشبيبة ردة فعلها بالتظاهرات والمسيرات المنددة بالدولة التركية واعتداءاتها على مناطق الشمال والشرق السوري.

المرأة السورية هي الأساس في المجلس

وفي السياق ذاته حدثتنا المسؤولة التنظيمية في مركز شباب سوريا الديمقراطية رونيدا علي، عن الفروع والمكاتب التي تم إنشاؤها في المناطق السورية وآلية التنظيم فيها بالقول: “الهيكلية التنظيمية للمجلس يتألف من سبع لجان، هي العلم التوعية والثقافة والفن، ولجنة المرأة الشابة والأرشيف، لجنة التنظيم، لجنة الرياضة، لجنة العلاقات، وكل لجنة تقوم بعملها حسب النظام الداخلي حيث تحدد شروط العمل ضمن المجلس”.

وبينت رونيدا بأنه يتم عقد اجتماعات النصف الشهرية والتي تحدد الأهداف وخطط العمل وتشكل المرأة الشابة عماد التنظيم في المجلس، وتلعب دوراً بارزاً في المجال السياسي والتنظيمي، وقامت بفعاليات متعددة في المجلس حيث كانت الدورات التدريبية الخاصة بالمرأة وإعدادها لمسيرات عدة لمناهضة العنف ضد المرأة، ومشاركتها الواسعة في إقامة الاجتماعات الخاصة بالمرأة من أجل توعيتها ودورها في بناء المجتمع الديمقراطي، بالإضافة إلى التعريف بدور المرأة عبر التاريخ ولما له من أهمية في عملية تحرير المرأة، والتي تعد من أهم قضايا التحرر.