مجلس المرأة السورية: العملية السياسية طريقنا لبر الأمان

بحلول الذكرى الأليمة الرابعة لمجزرة شنكال، أصدر مجلس المرأة السورية بياناً استنكر فيه ممارسات داعش وانتهاكاته بحق المرأة الشنكالية، وندد بالمجازر التي نفذها مرتزقة داعش في السويداء وعمليات خطف النساء. وجاء في نص البيان: «إلى الرأي العام: إنه الثالث من آب حامل الذكرى السنوية الرابعة ليوم أسود لطخ ضمير الإنسانية وأجندة وجودها؛ فجر اليوم نفسه لعام ٢٠١٤م حين اجتاح مرتزقة داعش قضاء شنكال والقرى المحيطة بها، منفذاً بأخوتنا الإيزيديين مجزرة يندى جبين الإنسانية لها ووصفت بالإبادة الجماعية، عشرات الآلاف من الرجال والنساء والشيب والأطفال بين شهيد ومختطف ونازح، وثلاثين مقبرة جماعية مكتشفة حتى الآن، ولم تزل الكثير من الخبايا قيد الاكتشاف يوماً بعد يوم. تحمل ذاكرة الإيزيديين الناجين ما لا يحتمل من مرارة حكايات الألم والقهر والظلم على يد أكثر التنظيمات دموية عبر التاريخ، بين ما يروى عن قتل وتنكيل وتقطيع وتعذيب وما عاشه البعض من استعباد واستغلال جنسي واستخدام كمقاتلين رغماً عنهم، لتأتي الممارسات اللاإنسانية بحق النساء اللاتي تم بيعهن في سوق النخاسة؛ ما وضع العالم في القرن الحادي والعشرين أمام مشهد يعيد إلى الأذهان أبشع صور التخلف والجهالة عبر العصور والتي اجتهدت البشرية لقرون طويلة للخلاص منها، فجاء امتهان هذا التنظيم لكرامة النساء وانتهاك أبسط حقوقهن بالتعذيب والاغتصاب والبيع والتسعير والإرغام على تغيير الدين واستحضار مفردات جهالة العصور الغابرة للصقها بهن كالجواري والإماء والعبيد والنخاسة، أمام صدمة العالم وذهول ناظريه بمشهد حمل بصمات سفاحي العصر داعش الذي استبق ذكرى مجزرة شنكال لهذا العام؛ بأيام قليلة فقط، في الخامس والعشرين من شهر تموز المنصرم بارتكاب مجزرة مروعة راح ضحيتها المئات بين شهيد وجريح من أهلنا في السويداء، وعادت صور المختطفات على يد المرتزقة لتذكر العالم ببؤسه جراء ما تتعرض له النساء دون رادع. ست وثلاثون مختطفة من النساء والأطفال يترقبون بطش داعش وعجز العالم وذروة الألم. وما أشبه الأمس باليوم في عيون الضحايا وفي عيون الجلادين وفي عيون المراقبين. إننا في مجلس المرأة السورية؛ نؤكد على إدانة هذه الانتهاكات وننظر بعين الريبة والحذر إلى شبح الرعب لفلول هؤلاء المرتزقة المتربصين بأي فرصة يمكنه اقتناصها في أواخر مراحل الحرب عليه ومحاولاته الحثيثة التشويش على مسار الحل السياسي السوري من خلال الترويع والترهيب ونشر الرعب واستهداف الأقليات لبث الفتن وزعزعة الاستقرار، كما ندعو إلى تكاتف كل القوى الفاعلة والمؤثرة لإنهاء وجود داعش بالكامل واستئصال تهديده للمجتمع بشكل عام وللنساء بشكل خاص، على أمل طي صفحته إلى الأبد، والمضي قدماً بالعملية السياسية وصولاً بالجميع إلى بر الأمان. 3/8 / 2018م
مجلس المرأة السورية».