متمسكون بالطقوس والعادات… أهالي جل آغا يستعدون لاستقبال العيد

جل آغا/ أمل محمد –

بالتزامن مع بدء العد التنازلي لقدوم العيد يستعد أهالي ناحية جل آغا التابعة لمقاطعة قامشلو لاستقبال ضيفهم السنوي بعدة طقوس معتادة وشهيرة تجتمع عليها الأُسر والعائلات المسلمة، وتُعد تقليداً متعارفاً وتراثاً مُتأصّلاً.

طقوس وروتين سنوي

في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك وكما جرت العادة تنشط حركة الأسواق في مختلف الدول الإسلامية للترحيب بالعيد والذي يُعد الضيف المُحبب من قِبل الجميع، ولتحسين استقبال هذا الضيف هنالك بعض العادات القديمة وبعض التجهيزات يجب على الأهالي القيام بها كنوع من الروتين السنوي، أهالي ناحية جل آغا في شمال وشرق سوريا وبعد قضائهم لشهر رمضان المبارك ها هم ذا يحتفون بقدوم العيد من خلال شراء الحلويات والملابس وغيرها من الحاجيات التي لا يكتمل العيد بدونها.

ولرصد حركة السوق وتجهيزات الأهالي في جل آغا قامت صحيفتنا بإلقاء الضوء على آخر استعدادات الأهالي بقدوم العيد، ناصر عبد الله رجل ستيني من الناحية حدّثنا قائلاً: “للعيد بهجة لا يختلف عليها أحد ويحظى بمكانة مميزة بعد شهر كامل من العبادات الروحية، تنشط حركة الأسواق وتكتظ بالناس لشراء حاجياتهم ومستلزماتهم من حلوى وسكاكر وأنواع مختلفة من المعجنات، شراء الثياب وكسوة العيد للصغار والكبار معاً عادة لن تتوقف بأن تكون مصدر متعة للجميع”.

تقليد وعادة متوارثة

وتابع العبد الله: “على الرغم من غلاء الأسعار وتراجع الليرة السورية أمام الدولار فلا يمكننا الاستغناء عن مستلزمات العيد وهي تقليد وعادةً متوارثة” هذا وكما تمنى الناصر أن يحل العيد ويحل معه الأمان والاستقرار للبلاد ويعم الخير على الجميع.

وأهم الطقوس لاستقبال العيد هي تحضير الحلوى الشهيرة منال كعك والكليجة والمعمول المحشي بالتمر حدثتنا يسرى سليمان بقولها: “على الرغم من توفر الحلويات الجاهزة في المحلات إلا أننا نقوم بتجهيز حلوى العيد بشكلٍ يدوي ولهذا نكهة خاصة، في الأسبوع الأخير من شهر رمضان نتبضع ونشتري مستلزمات الحلويات من تمر ومكسرات وغيرها، نصنع مختلف الحلويات على تنوعها، نتشارك مع الجيران والأهل في الصناعة في جو ساحر يُضيف للعمل رونق روحي جميل”.

وزادت يسرى: “القهوة العربية مع الهيل هي ضيافة أساسية في العيد، جميع حاجيات العيد تأثرت بالأزمة الاقتصادية لذا قمنا بشراء كافة الحاجيات ولكن بشكلٍ أقل من السابق”.

وبدوره خصّنا البائع إبراهيم علي بالقول: “حركة السوق هذا العام مغايرة تماماً عن السنوات السابقة، وحركة الشراء قلّت بشكلٍ ملحوظ كنا في السابق نبيع بضاعتنا كلها ونضطر لعرض المزيد منها بسبب كثرة الطلب، ولكن هذا العام ونظراً لتفاقم الأسعار فإنَّ الكميات التي بيعت ليست بتلك الكمية التي يجب أن تُذكر”.

وكما حدثتنا فوزة حسين صاحبة الخامسة والسبعين عاماً بقولها: “نستقبل العيد برسومات ونقوش الحناء وهذا إرث قديم قلَّ في الوقت الراهن إلا أننا في العائلة لازلنا نحتفظ به، غالباً ما نقوم بوضع الحناء على اليد بأشكال مختلفة على اليدين والأقدام ليلة العيد بالإضافة على الشعر وهذا تقليد عربي قديم يقوم به كبار السن”.