سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

متلازمة عوز الوطنيّة

رامان آزاد –

كان احتلالُ عفرينَ حدثاً مجلجلاً ليس بالحساباتِ السياسيّة والعسكريّة من وجهة نظر العدو، بل لأنّ المقاومةَ كانت عظيمة أسطوريّة، وهي مازالت مستمرّة بأكثرِ من شكلٍ. وكأيّ حدثٍ فإنّ عفرين تحرِّضُ شكلاً من السلوكِ السياسيّ السّلميّ، فيتمثل شعبيّاً بمظاهراتِ تأييدٍ للمقاومةِ تعبر عن الغضب ورفضِ الاحتلالِ أو بنصبِ خيمِ اعتصامٍ أو تنظيم فعالياتِ موازية كالإضراب عن الطعامِ، فيما يشهدُ المستوى الرسميّ لقاءاتٍ وزياراتٍ بعضُها معلنٌ في وضحِ النهار والآخر بعيدٌ عن الكاميرات والأضواء. ولكن عفرين ستبقى الحديث السوريّ الأبرز ما لم تتحرر ويعود إليها أهلها وستبقى الوطنيّة المعيار الأوحد للشخصيات والمواقف.
حقيقةُ الاعتصامِ في عفرين ومخيمات التهجير

أولُ معنى للاعتصام هو التماسك بقوّةٍ والثبات، ولهذا فالاعتصامُ مقاومةٌ وصمودٌ، ويمكنُ أن نقول عن الأهالي الذين بقوا في عفرين أنّهم اعتصموا في بيوتهم فلم يبرحوها، وتمسّكوا بأرضهم فلم يغادروها، وهم يواجهون ظروفاً صعبة للغاية، إذ لا يمكن وصفُ الوضعِ في عفرين إلا أنّها مستباحةٌ وقد تجاوزتِ كل معنى للاحتلالَ، يعيثُ فيها المرتزقةُ الإرهابيون فساداً وخراباً، ولم يسلم أيُّ شيءٍ من تطاولهم وتعدياتهم، (عمليات قتلٍ وخطفٍ واعتقالٍ تعسفيّ بغاية الفدية، وسرقات لموسم الزيتون)، فالسلطانُ العثمانيّ جعل المقاطعة بكلّ ما فيها غنيمةً لهم.
أما في الشهباء فالأهلُ على مشارفِ مناطقهم في ترقبٍ وانتظارٍ، يحدوهم الأملِ بالعودةِ إلى بيوتهم وإلى ظلالِ الزيتون، إذ لم يشاؤوا أن يغادروا إلى المدنِ الآمنة فتصبحَ القضيةُ منسيةً، وأن يقبلوا بالوضع أمراً واقعاً، تتطلعُ إليه أنقرةُ إلى تثبيته جزءاً هاماً من خطتها، وهي التغيير الديمغرافيّ عبر التهجير القسريّ. ونذكر أنّ الأهل في كوباني، لم يقصدوا المخيماتِ، بل اعتصموا على الحدودِ، بانتظار يوم التحرير.
وأما الترويجُ لنشاطاتٍ وفعالياتٍ برتوكوليّةٍ مع ضجّة إعلاميّة كبيرة لاعتصامٍ على بعد مسافاتٍ كبيرةٍ، فهو من حيثُ الشكلِ لا يتوافقُ مع مبدأ الاعتصام من حيث المكانِ والتمسكِ به، إذ هو أمام قنصلية الدولةِ المحتلة، أما من حيث المضمون، فإنّ هدفَ أيّ اعتصامٍ من أجلِ بلدٍ محتلٍ يجب أن يكون إنهاء الاحتلالِ على رأسِ المطالبِ، من خلال التأثير على الرأي العام العالميّ والأوروبيّ للضغطِ على المحتلِ، وأما أن يكون سقف المطالبِ خروج المرتزقة وتعديلات في أسلوب إدارة المناطق عبر مجالس محليّة في ظلِّ الاحتلال، فهو إقرارٌ بشرعيته، وتسليمٌ بالأهداف التي أعلنها العدو وجعل الحربَ أسلوباً لتحقيقها، فكانتِ الدماء الطاهرة والأرواح البريئة ثمناً لها.
ولعل أنقرة نفسها تسعى اليوم إلى تغيير خطتها بعد الاحتلال وإنهاك المنطقة، وتتطلع إلى إظهار شكلٍ من القبول الشعبيّ بوجودها، وبالتالي يجب أن يضطلع أحدٌ بهذه المهمة، وإذ من غير المتيسر القيام بهذه المهمة داخلَ عفرين بسبب وجود الإرهابيين تمَّ اختيار مدينة أوروبيّة لهذا الغرضِ، ورغم محدوديّة المشاركة إلا أنّ الإعلام تولّى مهمة تضخيم الصورةِ ليغطي على أخبار عفرين.
موقفَ الاعتصام يجب أنّ يكونَ واضحاً متجاوزاً الشبهةَ، ومستنداً إلى ثوابت وطنيّةٍ وأخلاقيّةٍ، وينطلقُ من رفضِ الاحتلالِ والإجرامِ، فالمسألة لا تقبل المناورة والمجاملةَ، ولا فرقَ بين التركيّ المحتلِ والمرتزقة الإرهابيين، فالأول هو أصل المرض، فيما المرتزقة وكلّ جرائمهم هم أعراضُ المرضِ، ولولا الاحتلالُ لما استطاعَ مرتزقٌ أن يتجاوز القرى الحدوديّة، وأيّ موقف يطالب بتسكين الأعراض مع بقاء أصل المرض هو محل شبهة، ولذلك فإن أيّ اعتصام يجب يطالب بخروج المحتل ورفض جرائمه ويرفع صور الشهداء والخراب والدمار الذي ألحقه جيش الاحتلال بالمنطقة.

ربما تصدُقُ آليّة التحكمِ عن بعدٍ مع الأجهزةِ الإلكترونيّةِ إلا أنّه لا يمكن القبولُ بمقاومة أو اعتصام عن بعد، لعل النشطاء والمتعاطفون الأوروبيون يفعلون ذلك من قبيل التضامن وإظهار المشاعر الوجدانيّة، أما أنّ يقوم بذلك صاحب القضية نفسه فمسألةٌ فيها نظرٌ.
مجالسٌ شرعيّتُها الولاءُ للمحتلِ
لعله ليس من الصدفةِ أن يتزامنَ الاعتصامُ بأهدافه المعلنة مع زيارة رئيس مجلس الائتلاف عبد الرحمن مصطفى إلى عفرين والمناطق التي تحتلها تركيا بوصفها مناطق “محررة” وفق زعمه، ورافق مصطفى وفدٌ ضمَّ جواد أبو حطب رئيس الحكومة المؤقّتة والمُلاحظ غيابُ أعضاء المجلس الكرديّ ضمن الوفد وهم من جاهر أعضاؤه بمشاركةِ فصائلهم بالعدوان، وصاروا شركاء “التحرير المزعوم”. والهدفُ من الزيارةِ تعزيزُ دورِ المجالس المحليّة والبحث عن تعيين شخصيات موالية لتركيا وتعادي حزب العمال الكردستانيّ ذلك لأنَّ المجلسَ الوطنيّ الكرديّ لا قاعدةَ شعبية له في عفرين.
وفي هولير حلَّ وفدُ المجلس المدنيّ لإنقاذ عفرين في ضيافة الرئيس السابق لباشور كردستان، والذي عبّر خلال اللقاء عن قلقه حولَ الأوضاعِ في عفرين التي يستبيحهُا جيشُ الاحتلالِ التّركيّ ومعه المرتزقةُ الإرهابيون الذين ساقهم معه. ودار الحديثُ عن الأوضاع الأمنيّة والاقتصاديّة التي يعاني منها الأهالي، فيما استقبل نيجرفان بارزاني رئيس باشور الحالي سفير تركيا بالعراق فاتح يلدز وذكر بيانُ حكومة باشور أنّ اللقاءَ تركّز على تعزيز العلاقات الاقتصاديّة والتجاريّة.
ما يمكن قوله عن مجلس إنقاذ عفرين إنّه محلّ الشبهة في كلِّ شيء، اعتباراً من شبهةِ الولادةِ والنسبِ، وهو الذي رافق الاحتلال في عدوانه، ويكفي أنّه تأسّس في الحضنِ التركيّ، لنعلمَ أيّ أجندةٍ يمثّلُ. والشبهة الثانية فهي التمثيل المجتمعيّ فالمجلسُ أدنى بكثير من أن ينالَ شرفَ تمثيلِ أهل عفرين، لأنّ المقاومةَ لا يمكن أن تُمثّلَ بموقفِ عمالة، والشبهة تحوم حول الشخصيات الممثّلة فيه ودرجة وطنيتهم، وكذلك الاسم! ممن يريدُ هذا المجلس إنقاذَ عفرين وكيف؟ والواقع أن ما يُرادُ من المجلسِ هو أن يترجمَ حالةَ قبولٍ بالاحتلالِ.
تركيّاً فإنّ مرحلةً شائكةً وحسّاسةً كهذه، تخلّلها القيام بعدوانٍ همجيّ واحتلالٌ شامل وسلسلةُ جرائم مروّعة بحقِّ الإنسانِ والأرض في عفرين، تتطلبُ شخصياتٍ تابعة هزيلة وطنيّاً، ومصنوعة من قبلها لضمان ولائها، إذ لا يمكن أن تقبل أيُّ شخصٍ بهذا الحجم من التعديات والجرائم، إلا أن يكون شريكاً كاملاً بالجريمة وهو ما قاله وأقرّ به أعضاء من المجلس بأنفسهم، ويبررونه باسم التحرير.

وإذا كان البعضُ قد اعتقد أنّه سيكون بديلاً للإدارةِ الذاتيّةِ الديمقراطيّةِ في عفرين فهو حتماً واهمٌ، لأنَّ هذه التجربة كانت رائدةً ونوعيّةً بكلِّ ما لها وما عليها، ويُسجّلُ لها استقلاليّتها ووطنيّتها، وإذا كانت أنقرة قد عملت كلّ جهدَها على تغييب الكرد وحرمانهم من أيّ دورٍ، فإنّ الصراع في سوريا أفسد العلاقة بين أنقرة والولايات المتحدة الأمريكيّة وفق ما قالته صحيفة إزفيستيا الروسيّة، والتي قالت في مقال نشر مؤخراً إنّ موسكو ترغب بمشاركةِ الكرد السوريين بالكامل في مفاوضات الحلِّ بما في ذلك الحوار حول حقوق الحكم الذاتيّ، وأنّ المسؤولين الروس يرغبون بالحفاظِ على موقف مستقل بشأن القضية الكرديّة في سوريا. ولعله من الواضحِ التركيز من خلال المواقف الأخيرة على مناطق شرق الفرات والمطلوب وفق موسكو وقف العلاقات مع واشنطن. مؤكد أن موقف موسكو تجاه الكرد تحكمه رؤيتها لسوريا، وطبيعة علاقاتها مع أنقرة وواشنطن. وكلّ المؤشرات أن أنقرة لم تنجح في جهود تغييب الكرد بشكلِ نهائيّ.
بالمجملِ كانت عفرين اختباراً كبيراً للجميع؛ إذ عرّفتنا أنفسنا وأعداءنا، ولن يتمكنَ المصابون بمتلازمةِ عوز الوطنيّة من اجتيازه بنجاح، وهؤلاء هم هدفُ الاحتلالِ يصنعُ منهم المجالسَ ويقيم النشاطات من خلالهم التي تشرعن وجوده.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle