الشدادي/ حسام دخيل –
أثّر تطبيق الحظر الكلي على مدينة الشدادي جنوب الحسكة ومناطق شمال وشرق سوريا على وجه العموم بشكلٍ كبير على ذوي الدخل المحدود في المدينة، إضافةً لفقدان الكثير من الاحتياجات الخاصة وتحكم بعض أصحاب المحال التجارية بالأسعار فضلاً عن الصعوبة للتنقل بين المدن وخاصةً للمرضى والحالات الحرجة في المناطق التي لا تحتوي على مراكز طبية ومستشفيات.
بعد تطبيق الإدارة الذاتية الحظر الكلي في مناطق شمال وشرق سوريا لدرء تفشي جائحة التاجي covied -19 نتج عن ذلك عدة تبعات أثرت على معيشة المواطن على وجه الخصوص، حيث اضطر الكثير من العمال عن التوقف عن العمل استجابةً للقرار الذي صدر من قبل هيئة الصحة وخلية الأزمة في الإدارة الذاتية لمناطق شمال وشرق سوريا مما انعكس بشكلٍ سلبي على معيشتهم حيث الغالبية يعتمد في تأمين قوت يومه على العمل اليومي.
وبهذا الصدد قال خالد الموسى /٣٩/ عاماً لصحيفتنا “روناهي”: “كنت أعمل قبل قرار الحظر على دراجة نارية وكانت تدر علي ما بين الـ / ٥٠٠٠ والـ ١٠٠٠٠/ بشكل يومي، وكانت تكفي لسد بعض احتياجات أسرتي وتغنيني عن الاستدانة من المحلات التجارية، أما اليوم فأنا لم أعمل منذ أكثر من عشرة أيام واضطررت للاستدانة من المحلات وتراكمت علي الديون وهذا يعد أكبر من تأثير الفايروس نفسه علي”.
وتابع: “نستطيع حماية أنفسنا في الشوارع من فايروس كورونا من خلال الالتزام بمعايير السلامة من لبس الكمامة والقفازات ولكن لا نستطيع درء فايروس الجوع ونحن داخل منازلنا وبدون عمل”.
” تغير كل شيء، قبل بضعة أسابيع فقط، كنّا منهمكين في مشاغل الحياة المعتادة والمتزاحمة كقضاء أمسية مع الأصدقاء والتنقل اليومي والذهاب للعمل كل صباح، كل هذا بات اليوم مستحيلاً، تقلقنا التقارير اليومية عن ارتفاع نسبة الإصابات والوفيات في المنطقة، وتثقل قلوبنا حزناً عند فقدان أحد المقرّبين إلينا، وتملكنا انعدام اليقين تجاه الغد بعد الخوف على صحة وسلامة عائلاتنا وأصدقائنا وأحبائنا”، بهذه الكلمات بدأ المواطن إبراهيم الإبراهيم حديثة لصحيفتنا.
وأضاف: “وبالإضافة إلى القلق المباشر إزاء درجة التأثير الحقيقي للوباء على حياة الإنسان، تهيمن مخاوف من التداعيات الاقتصادية الشديدة التي قد تنجم عن الصراع الطويل مع الفيروس، حيث فقد الكثير من الأشخاص أعمالهم ومصادر رزقهم بسبب الإجراءات الخاصة بالتصدي للفايروس، لذلك يجب إيجاد قرارات من شأنها أن تحد من انتشار الفايروس من جهة ولا تأثر على معيشة المواطن من جهة أخرى”.
وبدورة قال المواطن فادي الفرحان: “نحن لسنا ضد أي قرار يساهم بدرء الوباء عن منطقتنا ولكن بالمقابل هناك آلاف الأشخاص تقطعت بهم السبل لإيجاد لقمة عيشهم، ومن الممكن أن هذا الفايروس سيبقى لفترات طويلة جداً فمن غير المعقول أن يستمر الحظر الكلي طيلة هذه الفترة، فكيف سيعيش الأهالي طيلة هذه الفترة؟”.
وأردف الفرحان: “ناهيك عن الأزمة الاقتصادية التي لحقت بالمواطن بعد قرار الحظر الكلي، فهناك أسباب أخرى يجب الوقوف عندها وأخذها بعين الاعتبار وأهمها مسألة التنقل بين المدن، فهناك الكثير من المناطق لا تحتوي على مشافي أو حتى مراكز صحية وعند حدوث أي حالة طارئة أو إسعافية فهم مضطرون في هذه الحالة لنقل المريض إلى أقرب مدينة يوجد فيها مستشفى وعلى طول هذه الطريق توجد عشرات الحواجز إذا ما تم التوقف عند كل حاجز عشر دقائق للتبرير عن سبب التنقل ومخالفة قرار الحظر سيكون المريض قد لقى حتفه”.
واختتم الفرحان حديثة بالقول: “نرى جهوداً جبّارة تُستثمر في القضاء على الفيروس على المستوى العالمي وتُبذل جهود كبيرة أيضاً للحفاظ على استقرار الاقتصاد من خلال تنفيذ سياسات مبتكرة لذلك يجب على الإدارة الذاتية الاستفادة من تجارب بعض البلدان والخروج بقرارات حكيمة تُجنب الإضرار بمعيشة المواطن”.
