التعليم عن بُعد.. أسلوب تعليمي شامل ومتطور

الطبقة/ عمر الفارس –

أثبتت التجارب نجاح أسلوب التعليم عن بعد (الإنترنت) الذي يعد من الأساليب التعليمية المتطورة والحديثة، حيث حققت نجاحاً واسعاً من خلال استقبال أكبر شريحة تعليمية وإمكانية إيصال المعلومة دون التقيد بالوقت والمكان ولا سيما مع بدء جائحة فايروس كورونا المستجد.

يعتبر التعليم عبر الإنترنت (الأونلاين) من أحدث طرق وأساليب التعليم الحديثة والمتطورة ويعتمد مفهومهُ على وجود المتعلم في مكان يختلف عن مصدر التعليم المتعارف عليه في الغرفة الصفية وإنما عن طريق الإنترنت الذي يحتوي على منصات تعليمية ومواقع التواصل الاجتماعي المتعددة، وما يميز التعليم عن بعد أنه يجذب أكبر شريحة من المتلقين للمعلومة في مواقع جغرافية متعددة ويتيح حق التعليم للأشخاص الذين لا يستطيعون تحت الظروف العادية الاستمرار في البرنامج التعليمي التقليدي للأسباب متعددة.

استمرار التعليم رغم الحظر

تم إيلاء التعليم عن بعد الاهتمام الأكبر عند المؤسسات التعليمية بعد انتشار جائحة فايروس كورونا عالمياً، حيث أثبتت الأساليب الجديدة عبر المنصات التعليمية نجاحاً كبيراً في توفير المعلومات وضمان استمرارية العملية التعليمية حتى في المنزل وتحقيق الالتزام التام بالتباعد الاجتماعي ولاسيما فترات الحظر الكلي.

وللحديث عن أهمية التعليم عن بعد التقت صحيفتنا “روناهي” مدير جمعية ومركز أيادي للتدريب والتعليم المهني في مدينة الطبقة “عبد الحكيم الراوي” والذي قال: “اعتمد المركز التدريبي نظام التعليم الإلكتروني أو التعليم عن بعد وذلك بعد بدء جائحة كورونا في أواخر عام 2019، والذي حقق نجاحاً على مستوى الطرق والأساليب العملية المتطورة من خلال إيصال المعلومة لأكثر من مئة متدرب ومتدربة على منصة تعليمية إلكترونية واحدة وهم في منازلهم”.

تعليم شامل واستقطاب أعداد كبيرة

وأشار الراوي إلى أن المركز التدريبي قدم دورات تدريبية عديدة عن طريق التعليم الإلكتروني مثل دورات المحاسبة وإدارة المستودعات والإلكترونيات بأنواعها والبرمجيات وصيانة الحواسيب، وتابع: “ويتم ذلك عبر استقطاب المتدربين وأصحاب الخبرة وقبولهم وفق معايير يحددها المركز واختبار مبدئي ضمن رابط صفحة القبول حيث يتم استقبال عدد كبير في كل دورة (أونلاين) معلن عنها أي ما يقارب 100 مستفيد/ـة، بينما الدورات الصفية التي نظمناها في فترات سابقة قبل الجائحة كانت تستقبل فقط 15 أو 20 متدرب/ـة فقط”.

وتابع الراوي حديثهُ قائلاً: “بعد الانتهاء من عملية قبول المتعلمين يتم تحديد مدة دورة التعليم عن بعد بثلاثة أشهر يتم من خلالها تقييم واختبارات شهرية لكل متدرب/ـة على حدة، وفي أثناء الدورة يحدد ساعات لتلقي الدروس وإرسال الأسئلة والاستفسارات والفيديوهات والمقاطع التعليمية على “منصة مودل التعليمية” وهي منصة للتعلم الإلكتروني أو بيئة للتعلم الافتراضي طورها العالم مارتن دوجماس عام 2002 وجعل منها موقعاً تعليمياً عالمياً”.

أهمية تفعيل التعليم عن بعد

واختتم الراوي حديثهُ مشجعاً إلى ضرورة توجيه الاهتمام الكبير من قبل كافة المؤسسات والجمعيات التعليمية لأسلوب التعليم عن بعد في ظل هذه الأزمة الصحية والكارثة الإنسانية المتمثلة بجائحة كورونا ولضمان استمرار العملية التعليمية وإيصال المعلومات للأفراد أينما كانوا، وزاد: “كما أنهُ يجب تفعيل هذا الأسلوب التعليمي حتى في الظروف العادية نظراً لدوره الكبير في توفير الفرص التعليمية لعدد كبير ولا سيما الشريحة النسائية في المنزل كصيانة الإلكترونيات وغيرها… حيث قام المركز التدريبي بتخريج عدد كبير من الإناث مختصات بإعمال الصيانة الإلكترونية وفق دورات التعليم الإلكتروني التي أعلن عنها سابقاً”.

وذكر بأن فكرة التعليم عن بعد ظهرت في أواخر السبعينات من قبل جامعاتٍ أوروبية وأمريكية كانت ترسل مواد التعليم المختلفة للطالب عن طريق البريد وتشمل الكتب، وشرائط التسجيل، وشرائط الفيديو لشرح المواد وتدريسها، وبنفس النمط كان يتعامل الطالب مع الفروض والواجبات الدراسية، ولكن في أواخر الثمانينات تطور الأمر ليصبح التواصل بين المعلّم وطلابه عن طريق التلفاز والمحطات الإذاعية، ثم مع ظهور الإنترنت أصبح في البداية البريد الإلكتروني هو وسيلة التواصل بين الطالب والمعلم حتى بداية القرن الجديد، فأصبحت هناك المواقع الإلكترونية المتخصصة في هذا المجال.