ماذا حملت بطولتا الكرة الطائرة بمقاطعة الجزيرة؟

قامشلو/ جوان محمد ـ

تنظيم البطولات التنشيطية لأي لعبة كان يعتبر خطوة في الطريق الصحيح، ومؤخراً أقيمت بطولتين تنشيطيتين للكرة الطائرة في مقاطعة الجزيرة من قبل المجلس الرياضي بالمقاطعة، ولكن هل حققت البطولتان النتائج المرجوة؟

وبهدف تنشيط لعبة الكرة الطائرة والاستعداد للاستحقاقات القادمة للعبة على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، نظم المجلس الرياضي في مقاطعة الجزيرة بطولتين تنشيطيتين واحدة للسيدات وأخرى للرجال، وذلك في الصالة الرياضية بمدينة قامشلو.

بطولة السيدات

بطولة السيدات كانت ذات فائدة كبيرة وخاصةً أتت بمشاركة أربعة أندية، وطغت على أجوائها الندية والإثارة أكثر بكثير من بطولة الرجال.

وللبطولة فوائد كثيرة، خاصةً كنا نفتقر في السابق للبطولات الرسمية والتنشيطية في آنٍ واحد معاً، وخاصةً مع تنامي عشق ممارسة هذه اللعبة لدى الفتيات في العديد من المناطق، وتأكيداً لما ذكرناه، فقد وردت لصفحتنا الرياضية على الفيسبوك العديد من الرسائل لفتيات يسألن عن أين توجد فرق ونوادي وصالات رياضية لتعليم وممارسة هذه اللعبة؟

البطولات الرسمية للسيدات للكرة الطائرة توقفت لحوالي عامين، واستطاعت أن تُبصر النور بالعام الماضي 2023، وذلك بإقامة دوري للسيدات بمشاركة ستة أندية وكانت بنظام اللعب من مرحلة واحدة فقط، وحققت سيدات سردم اللقب بعد تصدرهن الدوري بالمركز الأول بالعلامة الكاملة، وبرصيد 15 نقطة.

البطولة التنشيطية الأخيرة للسيدات كان لها العديد من النقاط الإيجابية، ومنها زيادة الاحتكاك وتشجيع الفتيات على ممارسة اللعبة، والخروج من أجواء صالة عامودا الرياضية التي كانت الحاضنة الوحيدة لبطولات الكرة الطائرة منذ سنوات للسيدات.

والآن وبعد إعادة تأهيل الصالة الرياضية في قامشلو، بات هناك راحة نفسية أكبر لدى اللاعبات وخاصةً أن الصالة تتمتع بأرضية “تارتان”، وليس كأرضية صالة عامودا الرياضية المكونة من “البلاط”.

كما شهدت البطولة مشاركة لاعبات من مختلف الفئات العمرية، وأعطت دافعاً كبيراً لجذب فتيات أخريات للانخراط في تعلم وممارسة هذه اللعبة.

أما البطولة فقد كانت جيدة المستوى فنياً، وحملت مجرياتها التي كانت على مدار يومين الإثارة والندية، كما استطاعت سيدات سردم تحقيق كأس البطولة بعد فوزهن في المباراة النهائية على سيدات الأخوة بواقع ثلاثة أشواط دون رد، وقد شهدت المباراة بشوطها الثانية التعادل بينهما لأكثر من مرة، ولكن استطاعت سيدات سردم حسم النتيجة لمصلحتهن في الأشواط الثلاث.

وكانت البطولة بدأت بلقاء جمع سيدات سردم وسيدات الاتحاد، وتغلبت سيدات سردم فيها بواقع شوطين دون رد. بينما اللقاء الثاني كان بين سيدات الأخوة وأهلي عامودا، وبعد مباراة مثيرة استطاعت سيدات الأخوة حسم النتيجة لمصلحتهن بواقع شوطين مقابل شوط واحد.

سيدات سردم هن بطلات مقاطعة الجزيرة منذ سنوات ولكن اللافت كان مجاراة لاعبات الأندية الأخرى للاعبات النادي، مما يعطي انطباعاً بأنه هناك تقدّم في الأداء للاعبات الأندية بشكلٍ عام.

بطولة الرجال

بطولة الرجال لم تصل إلى النتائج المرجوة، فقد اقتصرت المشاركة على نادي سردم فقط، والذي قسّم لاعبيه على أربعة فرق بأسماء: سردم (أ) ـ سردم (ب) ـ مركز سردم ـ شباب سردم.

في اليوم الأول فاز سردم (أ) بواقع ثلاثة أشواط دون رد على مركز سردم. كما فاز سردم (ب) بواقع ثلاثة أشواط دون رد على شباب سردم.

ليتأهلان للمباراة النهائية والتي استطاع فيها رجال سردم (ب) تحقيق الفوز على رجال سردم (أ) بواقع ثلاثة أشواط دون رد، وإحراز كأس البطولة.

البطولة لم تشهد أية خطوات من شأنها أن تفيد اللعبة، ولم تكن أكثر من مجرد حصص تدريبية للاعبي نادي سردم، والذي يحمل ألقاب الموسم الماضي بالكامل للكرة الطائرة: “الدوري والكأس للرجال، ودوري الشباب وكأس السوبر”، وهو بطل “شمال وشرق سوريا” أيضاً.

البطولتان كانتا بمشاركة ثمانِ فرق بواقع أربع فرق في كل بطولة سيدات – رجال، واعتمدت على نظام (التسقيط)، أي ‘‘خروج المغلوب’’، ومجرد فوز الفريق بالمباراة الأولى، سوف يتأهل مباشرةً إلى المباراة النهائية.

إجمالاً بطولة السيدات كانت ذات فائدة أكبر، وبطولة الرجال كما ذكرنا لم تأتِ بالنتائج المطلوبة، وبحسب المعلومات فقد تم دعوة الأندية التي تنشط لعبة الكرة الطائرة بمقاطعة الجزيرة، ولكن يبدو أن جميعها تغيبت لأسباب مختلفة، ومثل العادة الجانب المادي كان السبب الرئيسي لهذا الغياب، حيث باتت معظم الأندية تفتقر للإمكانيات المادية المطلوبة، وينذر عام 2024، وبحسب متابعتنا لأوضاع الأندية بشكلٍ عام، بأنه ستتغيب أندية عن المشاركة بالبطولات التي ستقام ضمن عام 2024.

الجدير ذكره بأن لعبة الكرة الطائرة للرجال هي أكثر ممارسة من قبل اللاعبين المتواجدين في القرى، وتنشط الكثير من الفرق في الأرياف، وهناك بطولة سنوية تقام باسم نوروز وهي تنظم من أكثر من 35 سنة، وتعتبر ذات جماهيرية كبيرة، وبعد أن كانت في منطقة الجزيرة حالياً تقام نسخة منها في باشور كردستان وأخرى في أوروبا.