الدوري السوري الممتاز يتحوّل إلى حلبة مصارعة وملاكمة!

إعداد/ دلير حسن_

لم يَعُد محل استغراب ما يحصل في الدوري السوري المسمى الممتاز، وذلك بعدما اشتهر بتحوّله إلى مهزلة حقيقية وبشهادة الأندية نفسها التي تشارك في هذا الدوري، ففي الجولة الثالثة عشر من الدوري شهدت مباراة حطين وضيفه الفتوة تهجّماً على الحكم وضرب لقوات حفظ الأمن التابعة لحكومة دمشق، بمنظر أشبه بحلبة مصارعة وملاكمة.

وبالكاد تخلو جولة من الجولات ضمن الدوري السوري الممتاز من حصول مشاكل ومشاجرات، واعتداءات على الحكام، وعلى إثرها الاتحاد العربي السوري لكرة القدم التابع لحكومة دمشق، يقوم بمعاقبة الأندية وبالتركيز على العقوبات المادية، وحتى بات أشبه بدائرة التموين التي تخالف البائعين ممن يقومون برفع الأسعار وتخالفهم الدائرة.

وفي الجولة الثالثة عشر من الدوري السوري الممتاز، وبالتحديد في مباراة نادي حطين من الساحل مع ضيف الفتوة من دير الزور، حصلت محاولات من بعض اللاعبين لنادي حطين لضربة حكم المباراة، وبعدها نزل عدد من الجماهير لأرض الملعب وساعدوا لاعبين من حطين لضرب قوات حفظ الأمن وأدت الاشتباكات بينهم، إلى إصابات وجرحى من لاعبين حطين وقوات حفظ النظام التابع لحكومة دمشق.

وفي الدقائق الأخيرة من المباراة، اعترض لاعبون من نادي حطين على ضربة جزاء لم يحتسبها الحكم شادي الشحف لفريقهم بعد سقوط مارديك مارديكيان في المنطقة المحرّمة، والتي كانت السبب في كل ما جرى من أحداث.

وأقر اتحاد كرة القدم عقوبات عاجلة على نادي حطين بعد الاعتداء الذي تعرض له حكم مباراة حطين والفتوة في الدوري السوري.

فقد أعلنت لجنة الانضباط في اتحاد كرة القدم عن قرارها بمنع إقامة أي مباراة لفريق رجال نادي حطين في أي ملعب من ملاعب اللاذقية حتى إشعار آخر. وذلك بعد الاطلاع على الأحداث التي شهدتها مباراة الفريق مع الفتوة.

وقالت اللجنة في تعميم صدر أن قرارها هذا نهائياً غير قابل للاستئناف، وعلى ما يبدو هناك عقوبات أخرى قادمة. ولكن لحين إعداد هذا التقرير السبت صباحاً 17/2/2024، لم تصدر أي عقوبات أخرى. وأكدت اللجنة على وقوع عملية الاعتداء على الحكام واللاعبين والمنشآت الرياضية ووصل الأمر حتى الاعتداء على رجال حفظ النظام من منتسبي نادي حطين. وذلك بعد دخول مشرف فريق رجال حطين ”محمد حمدوني” إلى أرض الملعب وإشعال فتيل الأحداث.

نادي حطين اعترض على العقوبات في بيان نُشر على صفحته الرسمية على الفيسبوك. وقال حطين في بيانه: “عطفاً على ما شهدته نهاية مباراة حطين والفتوة، نتمنى السلامة للجميع جمهوراً ولاعبين وكوادر”.

وأضاف: “نستنكر كافة القرارات التحكيمية الاستفزازية التي رافقت المباراة منذ بدايتها وحتى اللحظة الأخيرة منها وما سبقها أيضاً من تصريحات استفزازية من شخصيات اعتبارية في النادي المنافس والبعيدة عن الرياضة والمنافسة الشريفة والتي أوصلت المباراة إلى ما حدث”.

واتهم حطين اتحاد كرة القدم بالتخطيط المسبق للأحداث، مستدلاً بذلك بقرار لجنة الانضباط بمنع حطين من لعب أي مباراة في اللاذقية، والذي صدر بعد ساعتين فقط من نهاية المباراة، وفق البيان.

وأكد حطين في بيانه أنه سيلجأ إلى سلك كل الطرق القانونية بالدلائل المثبتة ليتم إنصاف النادي وجماهيره ومحاسبة كل مخطئ بقصد وبشكلٍ متعمد.

وأشار في نهاية بيانه إلى رفع شكوى إلى الاتحاد الآسيوي للوقوف على هذه المهازل التي تحدث في الدوري، بحسب وصفه. من جانبه، الخبير التحكيمي اللبناني الكابتن نبيل عياد أكد لموقع “أثر برس” أن ركلة الجزاء صحيحة. وأوضح أن المهاجم كان في وضع السيطرة على الكرة وقام اللاعب المنافس بالقيام بعملية (زحلقة) من الخلف بقدمه اليمنى على قدم المهاجم اليمنى المسيطر على الكرة وهو متجه نحو المرمى.

وقال الحكم اللبناني: “وبحسب المادة 12 من قانون التحكيم هي ركلة جزاء صحيحة وكان على الحكم احتسابها”.

وأشار العياد إلى أن اللاعب المدافع لم يكن يحتاج للبطاقة الصفراء في حال احتساب ركلة الجزاء لأنها تدخل تحت بند الإهمال.

وكان اتحاد الكرة قد وعد بإدخال تقنية “لايت فار” إلى الملاعب السوريّة بدايةً من الموسم الجاري بعد إبرام اتفاقية مع الاتحاد السعودي، لكن لم ينفّذ ذلك حتى الآن.

وانتقد محللون رياضيون وناشطين على شبكات التواصل الافتراضي مستوى المهازل في الدوري السوري، وحمّلوا الاتحاد العربي السوري لكرة القدم المسؤولية عن ما يحصل في بطولات الدوري السوري بشكلٍ عام. كما طالبوا آخرون بإلغاء الدوري السوري بالكامل، أو على الأقل تغيير تسميته من الممتاز إلى أي اسم آخر، لأنه الدوري السوري لا ملاعب ولا حكام ولا اتحاد كرة يلبي الطموحات.

وحتى اتهام الكثيرين بأن الاتحاد السوري والأندية المدعومة من الشخصيات المقربة من حكومة دمشق هي السبب بكل هذه المهازل.

بالمقابل جماهير من نادي حطين اتهموا رئيس نادي الفتوة بشراء ذمم الحكم على حد تعبيرهم وتعليقهم على شبكات التواصل الافتراضي.

وبهذا الفوز عزّز الفتوة موقعه في الصدارة وأعاد الفارق بينه وبين أقرب منافسيه حطين إلى سبع نقاط. حيث وصل رصيده إلى 30 نقطة مقابل 23 نقطة لحطين في الوصافة.

موضوع يتجدد كل فترة

وفي عام 2022، قامت جماهير نادي الفتوة من دير الزور والذي يتخذ حالياً من دمشق مقراً له بتكسير مقاعد الملعب الذي احتضن مباراتهم في الجولة السادسة من الدوري، مع الوحدة الدمشقي، وقررت وقتها لجنة الانضباط، تغريم نادي الفتوة بمبلغ مالي ناهز 21 مليون ل.س.

وهي حالة من العديد من الحالات التي تحصل في كل موسم كروي، هذا غير حوادث ضرب الحكام والمشاجرات بين اللاعبين، وكل ذلك يُظهِر مدى الفوضى التي ترافق بطولات الدوري السوري بشكلٍ عام، والتي تقام تحت مظلة الاتحاد العربي السوري لكرة القدم التابع لحكومة دمشق.