قامشلو/ دعاء يوسف ـ
بقي مؤتمر ستار رغم التحديات التي واجهته منذ التأسيس المظلّة، التي تحمي المرأة وتساندها، ولم يغمض عينيه على الجرائم التي ارتكبت في حقها تحت اسم “العادات والتقاليد” التي اخترعها الفكر الذكوري ليأسر بها حرية المرأة.
أعطت المرأة شكلاً وطابعاً خاصاً للثورة، فجعلتها مختلفة عن الثورات السابقة، فلا يوجد شيء أجمل وأثمن من الارتباط بامرأة، تحررت من قيود سجنها ورجل كسر باب السلطوية والفكر الذكوري، كما شدد القائد عبد الله أوجلان على تحقيق حرية المرأة حيث قال: “الحرية والمساواة تتحقق بحل قضية المرأة ولهذا ثورتي هي ثورة المرأة”.
فكيف عرفت المرأة أن لها دوراً في الحياة غير الإنجاب وخدمة الرجل، وهي أسيرة للفكر الذكوري والعادات والتقاليد التي حرمتها أبسط حقوقها، ولهذا أُسّس مؤتمر باسم “اتحاد ستار” في عام 2005 بشكل سريّ، ليبدأ رحلة النضال في القرى والمدن على مستوى روج آفا، لنشر وعي وثقافة تحرر المرأة ضد الأنظمة السلطويّة، ومع بدايةِ ثورة روج آفا في 19 تموز 2012 لعب التنظيمُ دوراً بارزاً وريادياً، فأولى ما ابتدأ به “اتحاد ستار” هو إعادة تنظيم المرأة وتدريبها وتعريفها لهويتها ودورها الحقيقي في البناء المجتمعي، وأنها أنسان خلق ليفكر ويكون له مكانة وبصمة في مجالات لحياة كافّة.
ما زادتنا التحديات سوى قوة وإصرار
![]()
وخلال تسليطنا الضوء على هذا المؤتمر ودوره في حماية المرأة ومساندتها، للوقوف في وجه التحديات التي تقف في طريقها، كان لنا لقاء مع عضوة منسقية مؤتمر ستار في روج آفا “ريحان لوقو” فحدثتنا عن الصعوبات التي واجهت المؤتمر منذ التأسيس بقولها: “إن النظام البعثي لم يتقبل فكرة تنظيم خاص بالمرأة، وهذا كان يشكل خطراً كبيراً على النساء، اللواتي يعملن ضمن نظام اتحاد ستار، فسار العمل بشكل سري، ومن جهة أخرى كان تغير الذهنية مرحلة صعبة على المؤتمر فالفكرة الراسخة صعبة النزع”.
وخلال تسليطنا الضوء على هذا المؤتمر ودوره في حماية المرأة ومساندتها، للوقوف في وجه التحديات التي تقف في طريقها، كان لنا لقاء مع عضوة منسقية مؤتمر ستار في روج آفا “ريحان لوقو” فحدثتنا عن الصعوبات التي واجهت المؤتمر منذ التأسيس بقولها: “إن النظام البعثي لم يتقبل فكرة تنظيم خاص بالمرأة، وهذا كان يشكل خطراً كبيراً على النساء، اللواتي يعملن ضمن نظام اتحاد ستار، فسار العمل بشكل سري، ومن جهة أخرى كان تغير الذهنية مرحلة صعبة على المؤتمر فالفكرة الراسخة صعبة النزع”.“لم نستسلم”
ومع التحديات التي واجهت عضوات المؤتمر، إلا أنهنّ لم يستسلمن بل تابعن في درب النضال للحرية، حيث أكملت ريحان: “الكثير من عضوات مؤتمر ستار تعرّضن للصعوبات خلال سنوات من العمل، فمنهن من اعتقلن في السجون، وبالرغم من كل هذه التحديات بقي المؤتمر مقوّماً ووسع أعماله، ليشمل النساء من كافة الشعوب في روج آفا وشمال وشرق سوريا وخارجها، وربما هذه التحديات التي واجهتنا ما زادتنا سوى قوة وإصرار؛ لتحقيق أهدافنا وننال الحرية للمرأة لتنطلق من فكرة للقائد عبد الله أوجلان لتجوب الأمم وتصبح واقعاً نعيشه”.
فاليوم ساد الفكر الحر وكُسرت تلك الإطارات التي كانت تحد من حرية المرأة لتصل إلى مبتغاها، ومؤتمر ستار هدفه كان الوصول إلى كل امرأة في جميع أصقاع العالم، فكان افتتاح مراكز للمؤتمر في روج آفا وباشور كردستان ولبنان وبعض الدول في أوروبا ثمرة لهذا المؤتمر.
“لسنا شرف أحد، شرفنا هو حريتنا”
لم يغلق مؤتمر ستار عينه على الجرائم التي ارتكبت، وما تزال تُرتكب بحق المرأة في مناطق روج آفا، فمنذ تأسيسه حاول الحد منها، ووضع حلول لها، وكسر العادات والتقاليد المتحجرة التي سيطرت على المجتمع.
فتحت شعار “لسنا شرف أحد، شرفنا هو حريتنا” أنعقد أحد مؤتمرات “اتحاد ستار” في ريف حلب، وكان بتاريخ 12/6/2009 بحضور /81/ امرأة، وعُقد هذا المؤتمر بسبب انتشار حالات قتل الفتيات تحت مسمّى “الشرف” بالإضافة إلى انتشار الدعارة والمخدرات، فبدأت فعاليّات اتحاد ستار للحد من هذه الظواهر التي انتشرت بسبب قلة الوعي والتنظيم، وركز على الناحية الاجتماعية أكثر من السياسية.
فمنذ التأسيس حتى اليوم، أكدت، ريحان لوقو على استمرار المؤتمر بمساعدة المرأة؛ للتعرّف على قدراتها وفهم حقوقها، ولن تتوقف أعمال المؤتمر حتى تنال المرأة حريتها ويُقضي على الفكر الذكوري المترسخ في المجتمع، وأردفت: “نعمل من أجل تغير ذهنية النظام الأبوي الذكوري المتسلط، وبناء مجتمع ديمقراطي حر على أساس الحياة الندية الحرة، ومحو العادات والتقاليد البالية التي كانت وما تزال ضحيتها المرأة”.
ونوّهت ريحان: إلى محاولة محو الفكر الذكوري بفتح عدة دورات تدريبية خاصة للرجال من قبل مؤتمر ستار كانت تتمحوّر على “تاريخ المرأة، وعلم المرأة، الحياة الندية الحرة، الرئاسة المشتركة، مبادئ المرأة، قتل الذهنية الذكورية”.
تحرير النساء كافّة من قفص الفكر الذكوري
وعمل المركز أيضاً على حفظ حقوق المرأة والدفاع عن القضايا المتعلقة بها، وهذا ما أشارت إليه ريحان بقولها: “كتبنا مبادئ خاصة للمرأة، وتصدّقت في مجلس التشريعي بالإدارة الذاتية؛ لمنع تعدّد الزوجات، وإيقاف زواج القاصرات، وبما أن ضمان حرية المرأة وحقوقها من الأهداف الأساسية للإدارة الذاتية الديمقراطية، فلا بدّ من معالجة قضايا المرأة العالقة جميعها في المجتمع، ورفع مستواها في كافة المجالات، وتأمين حياة هانئة مستقرة لها والدفاع عنها بوجه الاضطهاد والعنف وضمان حقوقها المشروعة”.
كما وأطلعتنا عضوة منسقية مؤتمر ستار في روج آفا “ريحان لوقو” على الخطط المستقبلية التي يعمل عليها المؤتمر بقولها: “أن عمل المؤتمر لا يتوقف عند حدٍ معين، فهدفنا الوصول إلى النساء كافة، وتحرريهن وتدريبهن وفتح مراكز خاصة للمرأة، والقيام بمشاريع خاصة للمرأة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفتح دورات تدريبية لتمكين المرأة من كافة مجالات الحياة، وبناء علاقات مع جميع النساء وتوحيد صفوفهم، والعمل على حماية مبادئ المرأة من الناحية القانونية”.
كان المؤتمر كعصفورة حرّة تعلّم صغارها الطيران نحو الحرية، ومازال يحمي، ويحفظ حقّ المرأة بالعيش كإنسان لا كعبد تحت عرش الفكر الذكوري، وكسر القيود والسلاسل التي تحيط بها.
