سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مآذن تركيّة تتجسس في ألمانيا

رامان آزاد –

تركّز حكومةُ أنقرة على الجالياتِ المسلمةِ في أوروبا عموماً، وبخاصةٍ ألمانيا، التي تحتضنُ أكبر جاليةٍ تركيّة بالخارج. وأوكلتِ المهمةَ للاتحادِ التركيّ الإسلاميّ للشؤونِ الدينيّة بألمانيا (ديتيب DITIB)، أكبرُ منظمةٍ إسلاميّةٍ بألمانيا، وذراعَ لرئاسةِ الشؤونِ الدينيّةِ التركيّة (ديانت)، ولكنه يواجهُ انتقاداتٍ ألمانيّة لقربه من الحكومةِ التركيّةِ، وأنّه أداة بيدِ أردوغان للتجسسِ على معارضيه.
ديتيب ذراع أنقرة الطولى
بدأ توافدُ العمالِ الأتراك خلال الستينياتِ، وبمرور الوقت، أصبحت ألمانيا موطنَ أكثر من ثلاثة ملايين شخص من أصول تركيّة، وبدأت هواجس المشرّعين حيال نفوذ أنقرة المستمر، خاصة مع الاستقطابِ المتنامي في ظلِّ حكم أردوغان.
يشكّلُ الاتحادُ التركيّ الإسلاميّ للشؤونِ الدينيّة بألمانيا (ديتيب DITIB) أكبر منظمةٍ تجمعُ المساجد الألمانيّة. والاتحادُ تحاصره الفضائح كرفض الانضمام إلى مسيرة مناهضة الإرهاب بكولونيا، ودعوة المصلين للصلاة من أجل أن تنتصر تركيا على الكرد شمال وشرق سوريا، وتنظيمِ استعراض شمل إعطاء بنادق حربيّة مزيفة إلى أطفال “شهداء”. واعترف الاتحاد بأنّ بعضَ أئمته كانوا يتجسسون لصالح الحكومة التركيّة.
ذكرت تقارير صحفيّة عام 2016 أنّ “ديانات” طلبت من فروعها تقديمَ معلوماتٍ للمجلسِ الأوراسيّ الإسلاميّ الذي انعقد في تشرين الأول 2016. وتمّ تحويلُ تلك المعلومات إلى لجنة التحقيق بالانقلاب ضمن البرلمان التركيّ. وضمّت الوثائقُ صوراً لأشخاصٍ تمَّ التجسس عليهم من قبل موظفي مساجد وظّفتهم “ديانات” كما ضمّت معلوماتٍ مفصّلة عن مدارس وشركات وجمعيات ومؤسسات ووسائل إعلاميّة متهمة بالارتباط بحركة الخدمة التابعة لفتح الله غولن المتهم بتدبير انقلاب 2016. ووفقاً لصحيفة “حرييت”، “جمعت ديانات” تقارير ومعلومات استخباريّة عن أتباع غولن في 39 دولةٍ.
بحسب تقرير نشرته شبكة دويتشه فيلي الألمانيّة في شباط 2017، فقد قدّم السياسيّ في حزب الخضر فولكر بيك، شكوى جنائيّة في كانون الأول 2016 ضد الاتحاد التركيّ للشؤون الدينيّة “ديتيب” (DITIB)، أكبر جماعة إسلاميّة في ألمانيا، بسبب مخاوف من جمع بيانات بطريقة غير قانونيّة. ووفقاً للتقرير، يقول الاتحاد إنّه يؤمّن خدماتٍ دينيّة وثقافيّة ولا يخوض نشاطات سياسيّة. لكن فولكر بيك قال في الشكوى: إنّ ادعاءَ الاتحادِ البراءة ليس في محله. وقال بيك فيلي إنذّ “ديانات” والملحقين الدينيين في القنصلياتِ والفروع المحليّة للاتحاد هم “كيانٌ ينفّذُ عادةً أوامرَ أنقرة السياسيّة فيما يخصُّ الدينَ. وبنفس الوقت، هذا كيانٌ قادرٌ على التصرفِ كجهاز سريّ”. وقال: “إنّ أشخاصاً مذكورين بالتقرير أصبحوا ضحايا التطهير المستمرّ بتركيا كما تمّ تجميد حساباتهم الماليّة”. ورجّح بيك أن يكون التجسس التركيّ على نشاطات أتباع غولن قد حصل في كلّ أنحاء العالم”.
وقال فولكر بيك، لفوكس نيوز إنّه لم يتم توجيه أيّ اتهاماتٍ لأنَّ “جميع المشتبه بهم فرّوا من البلاد”. ونفى أردوغان مراراً ارتكابَ مخالفاتٍ واتهم ألمانيا بتبنّي “مآذارات نازيّة”.
ودعا نائب رئيس الحزب الديمقراطيّ المسيحيّ، أرمين لاشيت، على الفور إلى طرد جميعِ الأئمة المرتبطين بـ”ديتيب”. وقال لاشيت إنّهم علموا في كانون الأول 2016 أنّ “العديد من الأجهزة الأمنيّة في تركيا تجمعُ معلومات عبر أئمة تابعين لـ DITIB عمن يزعم أنّهم مؤيدون لحركة الداعية فتح الله غولن ويرسلون هذه المعلومات إلى تركيا بناء على أوامر من ديانت في أنقرة”.
 وفي15/2/2017 داهمتِ الشرطة الألمانيّة منازل أربعة أئمة أتراك مرتبطين بـ DITIB وحققت معهم ضمن تحقيقٍ أوسع في التجسسِ غير القانونيّ على المعارضين لأردوغان من أنصار فتح الله غولن. وأغلق التحقيق في كانون الأول 2017.
وقال وزير العدل الألمانيّ، هايكو ماس في بيان: “من الواضح جداً أنَّ تأثيرَ الدولة التركيّة على “ديتيب” كبير. يتعين على الاتحاد أن ينأى بنفسه عن أنقرة.” وقالت تقارير وقتها إنَّ وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانيّة تفكر في وضع اتحاد «ديتيب» تحت المراقبة الرسميّة.
وقال ماركوس كيربر، أحد كبار موظفي الخدمة المدنيّة بوزارة الداخليّة الألمانيّة: ” قد حان الوقت لتقليصِ الروابطِ بين أنقرة والمجتمع الإسلاميّ في بلاده. وأضاف “إنَّ حزب العدالة والتنمية ينظر إلى الشتاتِ التركيّ في أوروبا الغربيّة على أَّنّه رصيدٌ استراتيجيّ مهم، لكن ألمانيا تسعى إلى إعداد أئمة متعلمين ومساجد مموّلة محليّاً بالمستقبل.
وأشار رئيس مركز الدراسات السياسيّة والخارجيّة في إسطنبول، سينان أولغن، إلى أنَّ “ديانت” تحصل على تمويلٍ كبيرٍ من موارد الدولة يتيح لها التوسّعَ في عدة دول، وتملك وسائل للاستثمار في بلدان أجنبيّة يوجد بها جاليات تركيّة لتقديم خدمات دينيّة. لكنه يستدرك قائلاً: “هناك أيضاً ادعاءات بأنّ المساجد التي تموّلها “ديانت” تُستخدمُ لأغراضٍ سياسيّة لتعزيز دعم حزب العدالة والتنمية بالخارج”.
تحت العين الألمانيّة
وفي 29/9/ 2018، افتتح أردوغان المسجد المركزيّ في كولونيا الألمانيّة والذي بُني بتمويلٍ من (ديتيب)، ليكون أكبر مساجد أوروبا حيث تجمع الجالية التركيّة وسط معارضة شعبيّة كبيرةٍ، ورفضَ المسؤولون الألمان حضور مراسم افتتاحه. وندّدت رئيسةُ الحزب الديمقراطيّ المسيحيّ أنغريت كرامب كارنباور بما يجرى على أراضي بلادها، عبر حسابها على تويتر قائلةً “الافتتاح الذي أجراه أردوغان، ليس انفتاحاً للإسلام، وإنّما رمزاً لانغلاقه” في إشارة إلى أفكار الرئيس التركيّ المتشددة.
وزير الداخلية بولاية شمال الراين فيستفاليا هربرت رويل كشف بالتزامن مع افتتاح المسجد، عن تورطَ أئمة بالاتحاد التركي الإسلامي في جمع معلومات عن المواطنين، وإرسالها إلى تركيا، وذكرت وسائل الإعلام الألمانية أنّ المخابرات الداخليّة أرسلت إلى فروعها بالولايات ملفَ معلوماتٍ خاصةٍ باتحاد “ديتيب”، مطالبة بإعدادِ تصوّرٍ لفرضِ مراقبةٍ على أعضائه.
تستغل حكومة أردوغان المساجد في ألمانيا وخارجها لتحقيق مخططات خبيثة، وكثّف خلال السنوات الأخيرة من إنشاءِ وترميمِ مساجد في عدةِ دولٍ أوروبيّة وعربيّة، رغم المعارضة الشعبيّة داخل تلك البلاد. والكثير من الاتحادات الإسلامية والمساجد في ألمانيا تموّل من تركيا، ما يجعلها عرضة للاتهام بالترويج لقيم متطرفة على المستوى السياسيّ، ودعم تكوين كيانات متطرفة.
وزير الداخلية الألمانيّ هورست زيهوفر أكّد خلال مؤتمر نهاية تشرين الثاني 2018 أنّ “ممثلي الاتحادات والجمعيات الإسلاميّة عليهم الانفصال تدريجيّاً عن الجهات المانحة الأجنبيّة”، في إشارة للدعم التركيّ المشبوه لبعض المساجد.
أوقفتِ الحكومةُ الألمانيّة مؤخراً الدعم الذي كانت تقدّمه تركيا لمشاريع “ديتيب”، وضيّقتِ السلطاتُ على أنشطته ومشاريعه في البلاد، بعد فضائح تجسس الأئمة الأتراك لصالح أنقرة. واتهمت سلطات الاتحاد بممارسة أعمال استخباراتية لصالح نظام أردوغان، وتلقّي تمويلاتٍ مشبوهة، معتبرة أنه ذراع أنقرة داخل ألمانيا، في ظل وجود 960 إماماً من أصل 2400 مسجد في ألمانيا، يستغلون المساجدَ للتجسس مقابلَ رواتب شهريّة. وفضحت تدريب مقاطع فيديو انتشرت مؤخراً مسؤولين بالاتحاد أطفالاً بالمساجد الألمانيّة على تمثيلِ مشاهد إرهابيين يرفعون العلمَ التركيّ.
 خلية عمليات منظمة
في تقرير موسع نُشر في 24/4/2019، فضح موقع “نورديك مونيتور” السويديّ المتخصص بالشؤون العسكرية والاستخباراتيّة، شبكة عملاء في أوروبا يرأس مركز عملياتها مواطن مزدوج الجنسيةِ، معروف بتنفيذه لعمليات أردوغان سيئة السمعة بدءاً من شنِّ حملاتِ تشويهٍ ضد المعارضة التركيّة بالداخل والخارج والدفاع عن المتطرفين وصولاً إلى دعم التنظيمات الإرهابيّة. وتزامن التقرير مع حملة شرسة تشنها برلين ضد الاتحادات الدينيّة المدعومة من أنقرة داخل أراضيها، وصلت حد اتهام الأئمة الأتراك بالتجسس لصالح حكومة العدالة والتنميةِ
وبحسب “نورديك مونيتور”فإنّ “متين إلهان” المواطنّ التركيّ الألمانيّ يدير خليةُ منظّمةً تعمل لتنفيذِ أجندة العدالة والتنمية السياسيّة في أوروبا. وإلهان لديه مكتبٌ للمحاماة بإسطنبول، وقد شغل سابقاً منصبَ الأمين العام لـ “اتحاد الديمقراطيين التركيّ-الأوروبيّ” في الفترة 2013-2016، ويعد الاتحاد ذراع أردوغان الممتدة في أوروبا، لحشد الجاليات التركيّة والإسلاميّة لصالح أجندته السياسيّة. وإيذاناً بتوسيع عملياته بما يتجاوز القارة الأوروبيّة، تم تغيير اسمه إلى اتحاد الديمقراطيين الدوليّ في أيار 2018، خلال مؤتمر عُقد في سراييفو بحضور الرئيس التركيّ.
نشط إلهان بتنفيذ عمليات تتعلق بالاتحاد في أوروبا، وبخاصة ألمانيا، بمساعدة صديق طفولة أردوغان وأهم داعميه، ميتين كولونوك، المعروف بانتمائه لتنظيماتٍ متطرفةٍ، وفق لائحةِ اتهامٍ تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، فقد قاد كولونوك خلية مسلّحة تتكون من 30-35 شخصاً تلقّت تدريبها المسلح في مرتفعات هضبة الحدادين، التابعة لمحافظة بولو التركيّة، وعندما داهمت الشرطة المنطقة في 12/7/1979، وجدت في حيازة صديق أردوغان سلاحاً يدويّاً وديناميت. وكان كولونوك أحد الممولين لعصابة يمينيّة تدعى “عثمانيين جيرمانيا” في ألمانيا، تشتري الأسلحة وتنظّم الاحتجاجاتِ وتستهدف معارضي الرئيس التركيّ.
بعد قضاء إلهان عامين في ألمانيا 2005-2007، عاد إلى تركيا لينضمَّ إلى مجموعة “تركواز” الإعلاميّة والتي تصدر صحيفة “صباح تقسيم” اليوميّة، إضافة إلى عدة مجلات أخرى بإدارة مباشرة من عائلة أردوغان.
منذ عام 2008، يشرف إلهان على إصدار “Sabah GmBH” الذراع السياسيّة لصحيفة صباح بألمانيا، ومقرها مدينة مورفيلدين-ولدورف، وليعود مرةً أخرى إلى مدينة فرانكفورت.
مؤخراً سافر إلهان برفقة زوجته رابية كاليندر إلى تركيا، وهي محامية فشلت بتحصيل كرسي بالانتخابات البرلمانيّة عام2015، وعملت منسّقة لحملةِ العدالةِ والتنميةِ في إسطنبول، وعيّنها أردوغان مسؤولة عن الفروع النسائيّة للحزب في أكبر مدن تركيا.
بدعم سياسيّ من حكومة العدالة والتنمية قاد إلهان فريقاً من المحامين، استطاعوا الحصول على حكم ببراءة كافة المشتبه بهم في قضية حركة تهشيه (Tahşiyeciler) البالغ عددهم 52 شخصاً.
“تهشية” جماعة تركيّة متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابيّ يقودها “محمد دوغان”، المعروف باسم “الملا محمد”، والذي أعلن صراحة إعجابه بأسامة بن لادن ودعا لتنفيذ عمليات مُسلّحة في تركيا. وكشف التحقيقُ بشأن الملا محمد إرسال الجماعة الإرهابيّة نحو 100 شخص إلى أفغانستان لتلقّي تدريباتٍ مسلحة، وفي تسجيلات صوتيّة، يُسمعُ صوتُ دوغان يدعو إلى عمليات مسلحة قائلاً: “أطالبكم برفعِ أسلحتكم وقتلهم”.
طلب دوغان من أتباعه تصنيع قنابل وقذائف هاون في منازلهم، ونادى بقطع رؤوس الأمريكيين، مدعياً أنَّ الدينَ يرحّبُ بتلك الممارسات. واستطرد: “إذا لم يتم استخدامُ السيفِ، فإنّ هذا ليس الإسلام”. ووفقاً لدوغان ينبغي على كلّ المسلمين تلبية نداء قائد تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بالقتال المسلّح، فيما أعاد ميتين إلهان تغريد رسائل زعم فيها أنّ الإرهابيّ المرتبط بتنظيم القاعدة ضحية وبريء.
أُلقي القبض على دوغان، ودافع إلهان عنه بقوةٍ، وحصل على البراءة وعبر قضاة ومدعين عامين موالين للرئيس التركيّ، ووصل الأمر إلى سجن الصحافيين الذين انتقدوا الجماعة المتطرفة، ورفع دعوى مدنيّة في الولايات المتحدة ضدَّ الداعية الإسلاميّ فتح الله غولن بدعوى التشهير بالإرهابيّ وحركته.
“البلطجة” الإعلاميّة
استفاد إلهان من حملة أردوغان ضد وسائل الإعلام المعارضة، وتمَّ تعيينه بإدارةِ صحيفة “زمان” إحدى أكبر الصحف التركيّة “، بعد نزع ملكيتها قسراً من أصحابها الشرعيين. وضمن مخطط السيطرة على “زمان” بشكل غير قانونيّ، نسّق إلهان مع مصطفى دوجان إينال، الذي يعمل مع أردوغان عن قرب وله علاقة بحركة تهشية، التركيّة الموالية لتنظيمِ القاعدة، ورفع شكاوى ضد الصحيفة المعارضة، لتسقط بالنهاية في قبضةِ حكومة العدالة والتنمية وتتغيّر سياسة نشرها بين عشية وضحاها لموالاةِ لأردوغان. وكافأت سلطاتُ العدالة والتنمية إلهان على جهوده بالاستيلاء على الصحيفة المعارضة باختياره أحد ثلاثة في إدارتها. وفي آذار 2016، وبعد 20 يوماً من مصادرة الصحيفة قام الأمناء الجدد المعينون بواسطة حكومة “العدالة والتنمية” بطرد رئيس تحريرها عبد الحميد بيليجي وغيره من المعترضين على الإدارة.
قبل وبعد مصادرة “زمان”، اعتقلت سلطات العدالة والتنمية العديد من المراسلين والكتاب بتهم “الإرهاب والتحريض”، فيما نددت منظمات دوليّة مثل لجنة حماية الصحافيين ومنظمتي العفو الدوليّة وهيومان رايتس ووتش بأوضاع الصحافيين الأتراك.
في أعقاب مسرحية الانقلاب 2016، انضم إلهان إلى حركة التعبئة الوطنيّة، المقرّبة من أردوغان، ويقودها عضو العدالة والتنمية فاتح كايا، وتأسست 30/11/2016، وعدد أعضائها 7000 عضو، ولها 22 فرعاً في أرجاء تركيا حتى إسطنبول وأنقرة.
أثناء مسرحية الانقلاب اعترف إلهان بمشاركته حركة التعبئة المسلحة بحماية المنطقة التي يقع فيها منزل أردوغان بإسطنبول، وتظهر صور شاركها على تويتر إلهان رفقة مجموعة من ميليشيا أردوغان، حاملاً علم داعش. علماً أنّ حركةَ التعبئة العامة بدأت نشاطاتها المشبوهة تزامناً مع مسرحية الانقلاب بزعم المحافظة على الأمن في الميادين التركيّة، باعتبار أن حماية الديمقراطية الأساس الذي تستند عليه الشريعة الإسلاميّة.
صحيفة سوزجو التركيّة فضحت دور الميليشيا البارز ليلة مسرحية الانقلاب، إلى جانب تحركها بحرية داخل الميادين لمطاردة وإرهاب وقتل المعارضين مستغلة مرسوم أردوغان رقم 696 الذي يعفي كلَّ من يرتكب جريمةَ قتلٍ أثناء المسرحية من العقوبة، فيما حشدت الميليشيا الجماهير للتصويت بـ”نعم” في الاستفتاءِ الدستوريّ 2017، مستخدمة سيارات -تحمل اسمها وشعار الدولة العثمانيّة -تجوب الشوارع، وتحثُّ المواطنين على تأييد الصلاحيات المطلقة للرئيس التركيّ.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle