لواء إسكندرون ليس هاتاي والشمال السوري لن يكون قبرص أخرى يا خلوصي آكار

نوري سعيد_

إذا كانت السيادة مصانة بموجب دساتير وقوانين، وأعراف الأمم المتحدة، فماذا نسمي ما تقوم به تركيا في سوريا؟ ألا يندرج ذلك ضمن إطار القرصنة الدولية؟ وإذا كانت تركيا، قد قضمت لواء إسكندرون 1939 فإن ذلك لا يعدُّ أمراً مقضياً، لأن اللواء سوري شاءت تركيا أم أبت، وما تحتله تركيا من الأرض السورية بعد 2011، أكثر من مساحة لواء إسكندريون، مسوقة بذلك حججًا واهية مثل لن نسمح بحلبجة ثانية في حماه، أما ما فعلته تركيا بسوريا، يفوق كارثة حلبجة الجريحة، أو بذريعة حماية الأمن القومي التركي، وأخيراً، إنها لن تقبل قيام كيان إرهابي على حدودها الجنوبية، وطبعاً تقصد الإدارة الذاتية الديمقراطية، التي اسمها فقط يشرف حزب العدالة والتنمية؛ لأنها على الأقل، تضم شعوب شمال شرق سوريا، وتركيا لم تتعرض يوماً لأي اعتداء من الطرف السوري، من هنا جاء إعلان مجلس الشعب السوري إعادة لواء إسكندرون إلى حضن الوطن الأم، وضرورة خروج المحتل التركي من الأراضي السورية كافة. لهذا نقول: لواء إسكندرون ليست هاتاي والشمال السوري لن يكون قبرص أخرى يا خلوصي آكار، وزمن العنتريات قد ولى إلى غير رجعة، وطبعاً لا يخفى على أحد، لم يكن بمقدور تركيا احتلال كل تلك المناطق من الأرض السورية كلها، لولا حصولها على الضوء الأخضر من الجانب الأمريكي والروسي، ومع ذلك لم تكتفي تركيا، بذلك كله، بل تريد الوصول إلى دجلة على  حدود باشور كردستان، وإذا كنا كسوريين، ندرك أن تركيا إذا احتلت أرضاً لا تخرج منها بالتي هي أحسن، فما علينا إلا التوحد في وجه هذا المحتل الغاشم، ونبذ الخلافات فيما بيننا، ووضع مصلحة الوطن فوق كافة الاعتبارات الأخرى؛ لأن القوى العالمية، والإقليمية كلها، لا تتحرك إلا وفق مصالحها الخاصة، وهي لا تبالي بالشعوب مطلقاً، هذا يعني، أن الكرة في ملعبنا كسوريين، وفي الوضع الذي يمر به وطننا منذ أكثر من عشر سنوات، وحالة العداء والشقاق الموجودة بيننا، ليس بمقدورنا صد أي هجوم تركي، ولا إخراجه من الأراضي، التي يتواجد فيها، ولا حتى استعادة اللواء السليب، إلا من خلال الدعوة إلى عقد مؤتمر وطني شامل، تتفق فيه الأطراف كافة على رؤية واحدة حول ماهية سوريا المستقبل، وطبعاً الصيغة التي تبدو أكثر قبولاً من الجميع، بما فيه النظام هي سوريا ديمقراطية، لا مركزية تعددية، هذه الرؤية الموحدة، هي التي تجعلنا صفاً واحداً، وقلباً واحداً في وجه مخططات تركيا التآمرية؛ لأن أردوغان كما يبدو يريد استعادة أمجاد الامبراطورية العثمانية بالقوة العسكرية، مستغلاً عضويته في الناتو، بدلاً من الانفتاح على الداخل، والعودة إلى الحياة البرلمانية، وإطلاق سراج سجناء الرأي كلهم، وعلى رأسهم رجل السلام القائد أوجلان، والسيد صلاح الدين ديميرتاش، ولكن يبدو أن قراءة النظام للظرف الحالي خاطئة؛ لأنها قائمة على نفي الآخر تماماً، وطبعا إذا استمرت الأمور على هذا المنوال تؤدي بالعدالة والتنمية حتماً إلى السقوط، والبوادر بدأت تظهر شيئاً فشيئاً، لأن تصدير مشاكل الداخل للخارج، ليس حلاً كما يقوم به أردوغان، بل يعد هروباً للأمام كما يقال.

ختاماً نحن، السوريين، كفانا حروباً، وعداوات، فيما بيننا؛ لأننا جميعاً سوريون، وعلينا أن نتفرغ لمحاربة الغازي التركي وداعش، ونبذ الخلافات، لأن عكس ذلك حتماً سيكون كارثياً علينا نحن السوريين، وعلى وطننا ايضاً.