سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

لا يمكن بناء المستقبل وقلوبنا سجينة الماضي

محمد أرسلان علي/ القاهرة_

لربما تجبرنا المستجدات المتسارعة، التي نعيشها إلى الدهشة، فيما ستؤول إليه الأحداث، والحيرة من ردة الفعل، التي سيتم بها مواجهة، ما يُفرض بالقوة، في الوقت، الذي يجبروننا به على احترام المواثيق، والقوانين الدولية، التي تحترم المجتمعات، وتحترم أوطانها وسيادتها الشرعية، وفي معمعة هذه المفاهيم التي باتت كاللبان، نتقول بها، ولا ننفذها حتى صارت جوفاء، لا معنى لها، وحتى أنها باتت سخرية من البسطاء أنفسهم، فحينما يتم فرض تنفيذ تلك المواثيق، والقوانين الدولية على الضعفاء فقط، والذين لا حول لهم ولا قوة، ويفرض الالتزام بها على أنها من نواميس الحياة، وكأننا نعيش في حالة من التقربات الانتهازية، والانتقائية، وبالوقت نفسه يمكن وصفها بالازدواجية في التعامل مع تلك المقررات، ذات الصفة الدولية.
وفي وضع كهذا تلجأ المجموعات، التي لا تمتلك أدوات القوة، إلى الارتماء في أحضان إحدى قوى الهيمنة، علّها بهذا الارتماء تحمي، وتصون وجودها من التشتت، ومن الضياع بين أنياب القرارات الدولية، التي لم تعد لها أيّ قيمة، وأي شرعية جراء ما نراه، ليست القرارات الدولية باتت خاوية المعنى فقط، بل حتى تلك المؤسسات، والمنظمات الدولية بحدِ ذاتها لم يعد لها أيّ معنى لوجودها، رغم الكم الهائل من القرارات، التي اتخذتها، والتي لم يتم التنفيذ إلا القليل منها على الأطراف الضعيفة، حينما تفرض المصالح ذلك.
لذلك ومنذ بداية الألفية الثالثة، والقرن الحادي والعشرين، ورغم أننا في الربعية الأولى منه، إلا أن التطورات المتلاحقة والمتسارعة، تُظهر لنا بكل وضوح هذه الدلائل، فالمؤسسات الأممية والدولية المتشكلة بعد الحرب العالمية الثانية، كانت قد شكلتها القوى المنتصرة في تلك الفترة، وفق أجنداتها ومصالحها ولحماية مكتسباتها على أقل تقدير، ولكن ما نراه الآن من انتهاك لهذه القرارات من قوى الهيمنة ذاتها، يتأكد لنا، أننا في وقت لم يعد أي قيمة، لأي شيء، إن لم يمتلك القوة فقط.
فالعراق بكل ما يمتلك من قوة اقتصادية كبيرة جداً، لكن شعبه وصل لمرحلة استجداء لقمة العيش من الخارج، ولم يعد ينتج أي شيء، وتحول لمجتمع مستهلك، ودولة هشّة، وشعب تائه، يبحث عن حقيقته بين عمائم الفساد الديني، والعشائري والحزبوي بقوميّاته كلها، وبأثنياته العربية، والكردية، والتركمانية، والسريانية – الآشورية والأرمنية، ولا يختلف الوضع في سوريا كثيراً عما يجري في العراق، نظراً لوحدة الجغرافيا تاريخيا، وكذلك تلاحم الثقافة، التي كانت يوماً ما، تدعى ميزبوتاميا مهد الحضارة الإنسانية.
كذلك يمكن توصيف الحالة في ليبيا، واليمن، وغيرها من البلدان، والمناطق، التي تحولت لبؤر ومستنقعات تفريخ الإرهابيين بمختلف تسمياتهم، ومسمياتهم، وجنسياتهم العابرة للقوميات، وللحدود، على شكل الشركات الناهبة لخيرات الشعوب العابرة للقوميات وللحدود.
 تختلف المسميات لكن الطرفان مشتركان في المهمة والهدف، ألا وهي السرقة، والفساد، وتجهيل المجتمعات، وتنميط الشعوب، وترهيبهم، إما بالقتل، أو بالنحر، أو بالسبي، أو بدفع الجزية، وكله بالحلال تحت يافطة الدين، أو بتوفير فرص العمل للجميع، وبأجور زهيدة، وتحويلهم لعبيد جنتلمان، بعد أن يكون تم تحويلهم لأشباه بشر، لا يفكرون إلا بنهاية الشهر، كي يقبضوا رواتبهم، لينعموا بها عدة أيام، ولتتحول جُلُّ غايتهم إلى جمع المال بأي وسيلة كانت، وهكذا نكون، إما فئة من مجتمع تافه في نظام التفاهة التكنولوجي، التي تم تصديره لنا، على أننا نعيش في عالم تحول إلى قرية صغيرة، لكن لا أحد يعرف الآخر في هذه القرية الافتراضية التافهة جداً.
في هذا المجتمع التافه، والهش، والمستهلك، الذي لا يمكن التعويل عليه كثيراً لبناء الغد، والمستقبل، الذي نحلم به، أو نتوهّمه حتى؛ لأنه في مثل هذه المجتمعات تحاول النظم التافهة خلق رموز على شاكلتها؛ كي تسيطر على عقول المجتمع، وتوجههم، من خلالها، نحو اللا تفكير، والاهتمام فقط بالركض وراء تأمين لقمة العيش، واللهث خلف الشكليات، والكماليات، التي لا يطولها فقراء هذا المجتمع، حتى تصبح مجرد قطيع يسير خلف قوانين القبيلة، والعشيرة، والدولة، والحزب، والنادي، الذي ينتمي إليه، والذي يمثل المستقبل كله، فيما يتعلق به. من ثنائيات الهوية القاتلة (مسلم ـ مسيحي، سني ـ شيعي، عربي ـ كردي، أمازيغي…) التي اُبتُلينا بها منذ عقود، والتي ما زلنا أسرى لها، لم نتخلص من أغلالها ومن نيرها، ها قد أدخلونا نفق الثلاثية القاتلة، وإن كانت تحت مسمى القوة الناعمة هذه المرة، تحت مسمى (الرياضة، والفن، والجنس).
باتت الرياضة ورموزها شغلنا الشاغل في معظم جلساتنا، ونقاشاتنا في أحقية فوز هذا المنتخب، أم ذاك؟ وهل فلان رياضي يمثلنا أم لا؟ وغيرها من الحقن في اللاوعي، ففي قيام أية مباراة تفرغ الشوارع من ناسها، لتراهم أصناماً، أمام شاشات المقاهي، وكذلك الفن، الذي بات في مستوى لا يليق لا بثقافة المنطقة التاريخية، ولا حتى الحضارية، وكذلك الفن السوقي، أو الذي يريده الشعب والناس، بات الناس هم الذين يحددون ما سيتم إخراجه من أفلام، بعد أن كان العكس فيما مضى، حينما قال أحد المفكرين: “أعطوني مسرحاً أعطيك شعباً مثقفاً”، ما يعني أن الفن كان له قوة كبيرة في عملية تغيير المجتمع نحو الأفضل. ومن خلال المسرح كانت عمليات الانتقال المجتمعي، التي شهدتها أوروبا، ومنها كانت بداية الثورات الأوروبية، فحينما قال الفيلسوف، والمسرحي الفرنسي، فولتير: “في المسرح وحده تجتمع الأمة؛ ويتكون فكر الشباب وذوقه؛ لا مكان فيه لحكمة ضارة؛ ولا تعبير عن أي أحاسيس جديرة بالتقدير، إلا وكان مصحوبا بالتصفيق؛ إنه مدرسة دائمة لتعلم الفضيلة، والثقافة، والحياة”.
 كان يعي فولتير وبكل ثقة أنه من خلال المسرحيات الأخلاقية، التي كان يتم تقديمها في القرن السابع عشر، كان تتم معالجة مشكلات المجتمع الحياتية بعدما ملَّ الناس النصائح، والمواعظ.
مللنا مواعظ ونصائح رجال الدين، والقومجيين يمينهم ويسارهم، وكذلك من يدعي العلمانية، الذي ربما تكون الوجه الآخر للمتدين المتطرف، فالكل يدعي الحقيقة المطلقة، ويعمل على تخوين الآخر وتسفيهه. لم نعد نحتمل سماع رأي الآخر رغم اختلافه، وخلافه مع ما نعتقده، لم نعد نقابل الحجة بالحجة، فقد كان هذا من الماضي لكننا أبناء وقتنا، ولا وقت لدينا لنضيعه مع السفهاء، فمباشرة، ومن غير تردد نلقي حكمنا على الآخر المختلف مع رأينا، ومع ثوابتنا مما ندعي، وكأننا نعيش زمن (محاكم التفتيش) السيئة الصيت القروسطية، فنحاول استرجاع الماضي، ونحن نتشدق ببناء الجمهورية الجديدة.
 بكل تأكيد الجمهورية الجديدة بحاجة إلى عقلية جديدة، وشعب يحمل ثقافة جديدة، فلا يمكن بناء جمهورية جديدة بعقلية سلفية، وماضوية وقديمة، إذا، كمّا ندعي بناء المستقبل، علينا قبل كل شيء أن نكنّ الاحترام للآخر مهما كان، ومهما قال، وبالوقت نفسه على الآخر، أن يحترم ثوابت الطرف الأول، مهما كان يراه هشّاً أو لا معنى له وفق تصوره.
ادعاء أحد الأطراف امتلاك الحقيقة، والثوابت، هي بداية مسيرة إنتاج المجتمع المغلق على نفسه والمصاب بالجمود الفكري، والتصحر الثقافي، لطالما كانت الحقيقة متغيرة، وغير ثابته مطلقاً على أساس ما نشهده من تطور مجتمعي، وفكري بشكل مستمر، فلربما كان قول “الحقيقية فيما يتعلق بالآخرين علامة على الشر، لأنهم يعدّون الحفاظ على أنصاف حقائقهم وأفكارهم الثابتة، واجباً إنسانياً، ولهذا يعتقدون” أنّ كلّ شخص يُربك لعبتهم الطفولية شريرٌ”، كما قال فريدريك نيتشه.
حتى القومجيون المتشدقون بالدولة القوموية، والذين يتوهمون، ويحلمون بعودة مجدها يوماً ما، لا زالوا في جهالتهم يعمهون، ولا زالوا منتظرين القدر أن يحالف حظهم المُتعثِّر.
فمن السودان بدأ التقسيم، وطال يوغسلافيا، وها نحن أمام آخر أحد فصول مسرحيات التقسيم للدول القوموية، التي كان لها ذات يوم سيادة مقدسة، إنها أوكرانيا، التي استباح حدودها القيصر بوتين رغم القوانين والقرارات الدولية والشرعية كلها، إلا أن ذلك كله لم يعنِ له أي شيء سوى ما نفذه على أرض الواقع، فغداً هذا التقسيم سيطال أي دولة لا أحد يعلم رغم صلواتنا، وأدعيتنا، التي نرفعها، للذي رفع السماوات بلا عمد، بألا تصيب دولنا القومية العربية المقدسة، والتي لم يعد شيئاً من قدسيتها موجوداً في ظِل ما سُمي بالربيع العربي، فها هي قد تهاوت من أول ريح صرصر عاتية، أتت ممن رسموا لنا حدودنا وجعلونا نسجد لها.
لبناء المستقبل، لا بدَّ لنا قبل كل شيء، إعادة بناء منظومتنا الفكرية والثقافية بكل تفاصيلها، واجراء عملية نقد شامل لها، والتي كان منها أحد الأسباب مما نعيشه الآن، إزالة القدسية عن بعض المصطلحات لا يرفع عنها قيمتها بقدر ما يصونها من إعادة عملية الصقل ثانية؛ كي تظهر بأحلى صورة لها، لم نعد نعيش في ظِل دولة القومية الواحدة أو جمهورية الدين الواحد، فطبيعة المنطقة الثقافية، والتاريخية لا تتقبل هذا التقسيم الجائر لهذه الجغرافيا الولادة للحضارة الإنسانية، والتي كانت تحتضن قومياتها كلها، بمختلف أثنياتهم وطوائفهم وأديانهم، ولا يمكن اختزال الجغرافيا بقومية، أو بدين محدد؛ لأنه مناهض ويخالف الحقيقة الطبيعية للتاريخ والجغرافيا، ومن يعمل على ذلك بكل تأكيد سيكون جاهلاً بالتاريخ وبجغرافية، وبثقافة المنطقة المعمرة منذ آلاف السنين، فلا يمكنك الحصول على غدٍ أفضل، ونحن لا زلنا نفكر بالأمس، وبالماضي، علّه يعود ثانية كي نمسك بزمام المبادرة مرة أخرى، ونكون أسياداً على العالم، وهو الوهم بكل معناه، الذي يعتاش على ذلك.
إعادة قراءة التاريخ ينبغي أن تسفر عن اتخاذ الدروس، والعبر منه، وانتقاد ما كنا أسرى له من أفكار ورؤى وتصورات كنا نتخيلها على أنها تمثل الحقيقة فقط، فالخروج من عقدة التفكير هذه، والسير في عملية بناء الجديد، ربما تخرجنا من مستنقع الجهل الذي نعيشه، فالتخلي عن حالة الجمود الفكري، الذي كنّا نعيشه، والعمل على بناء فلسفة جديدة، ربما تساعدنا على أن نكون لائقين بثقافة هذه المنطقة مرة أخرى، وفلسفة تكون حاضنة للكل، ولا تُلغي الآخر مهما كانت درجة اختلافاته الفكرية معنا، فلسفة يكون أساسها العيش المشترك مع المختلف معي، الذي يدرك معنى أخوة الشعوب، في أن يكون الكل مع الكل، ولأجل الكل.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle