سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

لا لإِعدام النساء..!

هيفيدار خالد –

بدأت النساء في العديد من الأماكن بالعالم في أولى أيام شهر نوفمبر الجاري، باستقبال اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة. اليوم التاريخي الذي تحول إلى رمزاً لمقاومة المرأة ضد الظلم والعنف. ونحن نستقبل هذا اليوم وردتنا أنباء من إيران عن حادثة إعدام المرأة الكردية “شرارة ألياسي” من مدينة سنة بشرق كردستان في إيران، بتهمة قتل رجل، وذلك بعد اعتقالها من قِبل السلطات الإيرانية مدة خمس سنوات.
كما يعلم جمعينا بأن دولة إيران ثاني دولة في العالم من حيث تنفيذ حكم الإعدام بحق المدنيين، حيث نرى في الكثير من المرات قيام النظام بشنق أو إعدام النساء المُذنبات بعد خضوعهن لمحاكمات غير عادلة، من ذلك إدانتهن بعد الحصول على اعترافات قسرية يتم انتزاعها منهن بعد عمليات التعذيب وغيرها من أصناف سوء المعاملة الغير لائقة بالإنسانية. وتسجن النساء في مركز لإصلاح الأحداث الجانحين بعد صدور حكم الإعدام عليهن، ومن ثم يتم تنفيذ حكم الإعدام بعد بلوغ السجينات سن الثامنة عشر.
أعدمت السلطات الإيرانية قبل أيام، المرأة الكردية شرارة، رغم بذل جهود كبيرة من قِبل المنظمات النسائية الحقوقية والإنسانية. بالطبع لم تكن شرارة المرأة الأولى والأخيرة التي تُعدَم بتهم واهية. نستطيع القول بأن النظام الإيراني أعدم المئات من النساء في سجونها حتى الآن. ومازال هناك المئات من النساء يقبعنَ في السجون الإيرانية ينتظرنَ مصيرهن المجهول، ينتظرنَ بلوغ سِنهن السن الذي سيتم فيه إعدامهن وكأنه القدر المكتوب على جبين كل امرأة تُعتقل وتُقبع في السجون. ويعانين من سوء المعاملة من حيث عدم توفر مقومات الحياة الأساسية بدءاً من الطعام إلى أبسط الحقوق.
في عام 2014م، نفذت الدولة الإيرانية أكبر عدد من عمليات الإعدام الذي يفوق جميع دول العالم باستثناء الصين. وأعلنت السلطات الإيرانية عبر وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني أنه تم تنفيذ حكم الإعدام بحق 289 شخصاً، هم 278 رجلاً و 11 امرأة، رغم أن مصادر موثوقة أكدت بأن العدد يفوق ذلك بكثير، وهناك على الأقل 454 عملية إعدام أخرى، زيادةً عما تم إعلانه رسمياً، ليصل بذلك إجمالي عمليات الإعدام في عام 2014م، إلى ما لا يقل عن  743 عملية.
الكثير من النساء اللواتي يقعنَ ضحية لممارسات النظام وسياسات الإعدام وهن لا ذنب لهن، ما يَحِل بهن ويضطررنَ لتحمل كل ما يُمارس بحقهن. ونحن نستقبل اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة ويتطلب من جميع المنظمات الحقوقية والتي تناضل من أجل المطالبة بحقوق النساء إيجاد الحلول الجذرية لقضية المرأة، التي أصبحت قضية عالمية أكثر من أي وقتٍ مضى. وتصعيد النضال الفكري وإيلاء الأهمية لمناشدات النساء اللواتي تتعرضنَ في كل ثانية لشتى أنواع العنف المرير في شتى أصقاع العالم، ومعالجة مشاكل جميع النساء والحد من حوادث القتل والإعدام، ولتصبح جسد وروح شرارة الكردية إلى شرارة نار تُنير طريق جميع النساء.