سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

كيف يمكن إحياء الثقافة الوطنية واستفراغ الثقافة الرأسمالية؟

أحمد بيرهات: كاتب وباحث(إداري في منتدى حلب الثقافي)_

الثقافة أسمى أهداف الحياة، وتطويرها يتطلب تحريرها من الروتين، والنمطية، والارتقاء إلى قضايا الوطن الحيوية، عبر القيام بحوارات، وتواصل فكري، وتبادل الآراء حول تطوير المجتمع، والإسهام بتعزيز الثقافة الوطنية، وتوظيف الإمكانات اللازمة لها، وتوسيع مساحة الحوار والتلاقي بين أبناء الوطن، والإسهام في بلورة مشروع ثقافي وطني، وتقديم العون ودعم المثقفين لبلورة رؤاهم القيمة لحل قضايا المجتمع.
وعلى المؤسسات الثقافية واجب ضرورة ضمان توالد القيم السامية، ليكون مصدر إشعاع ثقافي، وفضاء يتسع للأفكار والقناعات عبر طرح قضايا تُعنى بالثقافة، والفكر بشكل عام لنلتمس حقيقة وأحاسيس مجتمعنا بهوية ثقافية جامعة بكل ما تعنيه كلمة الثقافة من معنى.
عندما نريد أن نعرف الثقافة: “إنها تراكم ما توصلت إليه المجتمعات من المعاني، والقيم، وتمثل ذهنية، ومضمون المجتمع وفنه، وعلمه وتوحد المؤسسات، التي أبدعتها المجتمعات لإدارة نفسها سياسياً، واجتماعياً، واقتصادياً”.
فالثقافة بجوهرها تمثل الحالة الروحية لشعب ومجتمع ما، وكل شعب يتميز عن غيره بثقافته الوطنية بالإضافة إلى ما يمتلكه الإنسان بخصوصية وتفكير مشترك.
تلجأ قوى الحداثة الرأسمالية إلى محاربة الثقافات الأصيلة للشعوب، وطبعها بثقافتها الحداثوية العابرة للمجتمعات كحرب ثقافية، وقد نجحت في الكثير من المجتمعات والبلاد، التي غزتها في بحثها عن الربح، وتحويل تلك البلدان إلى أسواق لبضائعها، وإطارها التسويقي الدعائي، ويظهر ذلك جلياً في الغناء والمسرح، والتمثيل واللباس، والاهتمام بالشكل وليس الجوهر كتقليد” لثقافة الحضارة المركزية الأوروبية” وتحاول إلغاء الثقافات الأصيلة، فهذه النظرة الأحادية الإقصائية الإلقائية يتم مواجهتها من قبل ثقافة الأم في أرض الحضارات الأولى، وما بين النهرين “ميزوبوتاميا”
لنابليون بونابرت مقولة مأثورة حيث يقول فيها:
“أعطوني مسرحاً أعطيكم شعباً” طبعاً هو يقصد دور المسرح في فضح النظام الملكي، والاقطاعي قبل الثورة الفرنسية التي كانت بمثابة انقلاب تاريخي في إظهار مبادئ الحرية، والمساواة، والديمقراطية، ومفاهيم المجتمع المدني خلق نظام البرلمان الجمهوري بشكله الواسع.
فعندما يتم إلغاء وإنهاء ثقافة ما من قبل الأنظمة السلطوية، أو انصهارها في ظل سلطة رأس المال، يُعد بمثابة مفعول الأسلحة النووية في إبادة الشعوب.
لهذا يجب الوقوف في وجه هجمات المحتكرين الدوليين الشرسة، وهو التركيز على الثقافة الوطنية بكل ما تعنيها من معنى.
كيفية الحفاظ على الوجود في صراع البقاء والانحلال:
يُعد تجاوز ثقافة التقليد في الغناء والمسرح، وحتى الكتابة ثبات على القيم الوطنية والثقافية بحد ذاتها، فالصراع الموجود بين الحضارة الرأسمالية والحضارة الديمقراطية تكمن بضرورة إبراز الشعوب والمجتمعات عن ثقافتها الذاتية في مواجهة ملوثات التكنولوجيا الرأسمالية.
فكل حضارة عليها إبراز هويتها، فالحضارة الديمقراطية تبرز جوانب الإنسانية الأخلاقية الطبيعية عبر مبادئها التي تسعى لتحقيقها في العدالة، والمساواة، والسير نحو الحرية عبر الخيال الخصب.
ثقافة الشعوب الأصلية في الشرق الأوسط وكردستان مستهدفة من قبل قوى الهيمنة والنيوليبرالية بكل السبل، ووسائل الحرب والحرب الخاصة مستفيدة من التطور التكنولوجي الرهيب، والتي تجاوز خدمة الإنسانية، بل باتت سلاحاً نهماً وشرهاً بأيدي الأوليغارشيين والثلة العفنة القابعة في الغرف المظلمة، التي تدعي خدمة “الحضارة” بل على العكس يزدادون شراهةَ ونهماً، لذلك محاولة إبعاد الممارسين للثقافة أفراداً أو مؤسسات عن الهم الوطني، والسياسي، والحروب المعاشة يشكل خطراً كبيراً باعتقادنا.
هنا السؤال الذي يفرض نفسه:
هل يمكن أن يكون المرء محايداً؟ ووطنه ومجتمعه يتعرضان لأشرس هجمة وصهر وانحلال عبر التاريخ.
فالثقافة تعدّ روحاً وقيماً وعادات الشعوب، كما هو معروف إذا ما تعرضت لأي هجوم فلابد من القائمين على الفكر الثقافي إظهار الجانب الوطني، والقومي للثقافة وهو الإطار النظري والاصطلاحي، وإبرازهما عبر إحياء القيم للدفاع عن الوطن كالأرض وجغرافية وشعب والتعايش المشترك بين ثقافاتها عبر تشجيع الأفراد والجماعات على المقاومة والتمرد والثورة على المحتل أو الدكتاتور، أو الظالم في البلاد أو المستعمر من الخارج وهذا ما أظهره الكثيرون من رواد الفكر والثقافة عبر التاريخ من هيبات أحمد خاني، فيكتور هيجو، وتولستوي، تشيخوف، وهمنغواي، وغابريل غارسيا، وجكر خوين، وآبيه موسى، وناظم حكمت، وياشار كمال، والكواكبي، وابن خلدون.
فالدور الهام للثقافة وللأدب والفن بعنفوانه، وقوة حاملي الرسالة المُراد توجيهها من قِبل الفنانين الثوريين أمثال الشهداء صفقان، ومزكين، وخبات، والعشرات منهم الذين عبروا بأغانيهم وكتاباتهم في جميع مجالات الثقافة والفكر والمفكرين أمثال الشهداء حسين جاويش، وقاسم أنكين، ورستم جودي، وغيرهم الكثر ضحوا بأنفسهم في سبيل تحقيق وإحياء الثقافة الأم.
 وهنا بالطبع الكرد مُطالبون بثقافة إبداعية، وبفن ثوري وحر يعبرون فيها عن معاناتهم وثورتهم، فالرابطة وثيقة بين هذين المفهومين (الثقافة الثورية، وتحقيق الحرية المجتمعية) سواءً في السلم، أو في الحرب، فالموهبة تؤسس للإبداع وتؤدي بطبيعة الحال إلى إثراء الثقافة المجتمعية الإنسانية عامةً.
وهنا أحب أن أذكر بقصيدة الشاعر الفيلسوف الكردي المعروف محمد مكسي فقه تيران 1564حيث قال في قصيدته:
“سأضع القلم والقرطاسية جانباً، وامتشق معكم السيف والترس عالياً، أقاتل من أجل وطن الآباء، وأجعل لغة الأم مقصداً لي وقراراً”.
فالثقافة إطار فكري بجوهرها فهي تجمع الروح وطبيعة المجتمعات والشعوب، وتسير بها إلى الأمام فكل شعب يظهر على الساحة بمدى قوة وتنوع ثقافته، وقدرته على التعايش مع الآخر، وهنا تكمن التسامح والإنسانية بشكل أكثر رقي.

مقاومة أسلحة الحداثة الرأسمالية
تتم عبر تحديد نقاط قوتها، وضعفها من الأنانية والفردية، واتخاذ المادة (المال) أساساً وإظهار الشكل قبل الجوهر أي محاولة إغلاق أبواب الرأسمالية تماماً، أي استفراغ أي شيء متعلق بالرأسمالية في داخلنا، ومواجهة الحداثة الرأسمالية يكون بالعودة إلى الثقافة الوطنية، وإبراز جوهرها والتمسك والتشبث بها، والتعرف أكثر على المجتمعية أي على النظام الكونغراسي الديمقراطية المنشود في المستقبل.
التناقض بين النظام الدولتي والنظام الرأسمالي ليس سياسياً بل فكرياً أي هو نمط من أنماط السلطة.
فعندما نناضل ضد طراز الحياة الرأسمالية الفردية الأنانية علينا إبراز الحياة المجتمعية التشاركية، ربط الفكر بالممارسة وإعادة الثقة للطبيعة (الثقافة الأصلية) التي تم إقصاؤها منذ آلاف السنين.
ونتيجة الأزمة المعاشة حالياً في الشرق الأوسط، وسوريا خاصة والتدمير الحاصل في كل مجالات الحياة؛ ثورة روج آفا أظهرت أنه من الممكن ممارسة الثقافة والفكر والفن، بل حتى الإبداع فيها ممكن جداً بالرغم من هذه الظروف فالمسيرة الفكرية والثقافية لحركة الحرية الكردستانية في شمال كردستان، خير دليل على ما نقول وكذلك المسيرة المعطاءة للأطر الثقافية والفكرية، والأدبية والفنية في روج آفا، التي عبرت بأغانيها وكتاباتها بشكل جميل عن ثورتها ودعمها بشكل راقٍ جداً.
وهذا يعني أنه عندما نعمل ونناضل لتأسيس مجتمع أخلاقي، وسياسي عبر الحفاظ على ثقافتنا، وتحريرها من الثقافة التقليدية، لابد من رفض العيش مع المحتل، وفضح أعماله، وانتهاكاته، ونظامه بوسائل الثقافة المتمثلة بالفكر وبالكتابة إلى التعبير الأدبي بتفاصيله، والأغنية والرسم الخ…
بلادنا محتلة ومنتهكة، فالوقوف موقف المتفرج، لا يصح لمفكر أو أديب، أو فنان شعب بدون مثقفيه وثقافته بلا روح.
يكمن دور المثقف في إيجاد رؤى جادة وواضحة، إن البذور الحالية للثقافة والأدب الكومانالي، والثوري بكل أبعادها سوف تنمو، ويأتي اليوم الذي ينصهر الأدب والفن في بوتقة حلمنا، في رؤية مجتمعاتنا في ميزبوتاميا والشرق الأوسط الحرة ومتعايشة بكل شعوبها ومكوناتها.
وللقائد أوجلان رؤية حول العيش في كنف طراز الحياة الرأسمالية مفادها:
“إنني أفضل العيش في حجرتي الانفرادية، حتى آخر رمق لي، على أن أعيش مع الناس الذين أخرجتهم الحداثة الرأسمالية عن الطريق، أي عن طريق الحقيقة”
نتوصل إلى أن الثقافة بأشكالها المتعددة تمثل التعبير، والتحول القيمي المعنوي (الروحي-الأخلاقي)  لمجتمعاتنا فالسياسات تتغير بتغير المصالح، كما هو معروف لكن الثقافة تمثل القيمة المعنوية لكل البشرية التقدمية، إن خيار الحفاظ على هذه القيم أي  المقاومة والقراءة الصحيحة للتطورات والأحداث، التي تواجها هذه القيم الأصيلة ستغير من التوازنات الموجودة لصالح القوى الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، والسير بخطا مؤمنة، وواثقة تتسم بالحكمة وتجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية ستساهم في إعادة التاريخ لمساره الطبيعي، والأنظار موجهة إلى هذه التجربة، و النتيجة العملية لنضال الشعوب وتضحياتهم في الجبهات العسكرية، والساحات السياسية، والدبلوماسية، وفي المحافل والمؤتمرات واللقاءات الدولية.
فحتى السياسة في جوهرها خطاب ثقافي، والثقافة لها ارتباط بالمقاومة، وكليهما فعل سياسي.
ما يعبر عن معاناة الجماهير والحاجات الداخلية للإنسان، والإنسانية هو ما نقصده بالثقافة الحقيقية، وليس بوسعك إلا أن تكون ثورياً ومحاولة ترسيخها مجتمعياً.
فالمرحلة وصلت لنضوج بما يكفي لحصاد، وقطف ثمار هذه التجربة، وٍكدح تضحيات الشهداء، ونضال شعوبنا المعطاءة والتي لم تبخل بأي شيء في سبيل إثبات وجودها.
بعد كل ما ذكرناه في المقال نتوصل إلى استنتاج، أن الثقافة هي الروح، ولها الدور البارز في إحياء القيم والمبادئ، وتوجيه الناس نحو المُطالبة بحريتهم، ومقاومة المحتل، والسلطة الحاكمة غير العادلة بعدة وسائل، كلها تتمركز حول العقل، وإدراك ما حولنا، والذي يخدم طموحات الشعب بكل فئاته.
لن تتحقق الديمقراطية بمعناها الحقيقي، من دون اتخاذ الثقافة كينونة وجودية، وإعطاء دور فعال للحركة الثقافية بمعناها الواسع؛ لأن الثقافة تعبر عن التفاعل الجميل بين الفرد، والمجتمع، والبيئة، وعلاقة هذا الثالوث بالقيم المادية، والمعنوية.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle